في أول أيام عيد الفطر، أطلت زوجة الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، على المعتصمين في ميدان رابعة العدوية مرددة هتافات مع أنصار الإخوان المسلمين تطالب بعودة مرسي إلى منصبه.


القاهرة: أشادت نجلاء مرسي، زوجة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بالمعتصمين في رابعة العدوية. واعتبرت أن زوجها تعرض لـ quot;المكرquot;، وقالت: quot;هم مكروا مكراً تزول منه الجبال، لكن مكر الله أشد لأنه أكبر وأقوى، وهو الذي يعز جنده وأولياءه وينصر أحزابه، ونحسب أننا من حزب اللهquot;. ورددت نجلاء مرسي مع الحشود من على منصة الاعتصام هتافات quot;راجعquot; التي تطالب بإعادة مرسي إلى منصبه.

وقالت نجلاء: quot;كل عام وأنتم بخير والشعب المصري بخير. تقبل الله منكم الصيام والقيام والدعاء وبارك فيكم وفي جهودكم، صعب جداً أن أتكلم... فقاطعها الجمهور بكلمة quot;راجعquot; فردت بالقول: إن شاء الله هو راجع بإذن اللهquot;. وتابعت نجلاء مرسي بالدعوة إلى الصبر، مضيفة: quot;أحسب، والحمد الله، أن الشعب المصري أثبت أنها إسلامية.. وإن شاء الله إسلامية.quot;

وأضافت: quot;لا تبديل لكلمات الله مهما يكِد الكائدون أو يدبروا ويمكروا، فالمكر دائماً من العباد ويأتي مقابله مكر من الله عز وجل، فهم مكروا مكراً تزول منه الجبال، لكن مكر الله أشد لأنه أكبر وأقوى، وهو الذي يعز جنده وأولياءه وينصر أحزابه، ونحسب أننا من حزب اللهquot;.

وختمت نجلاء مرسي بتمني عيد سعيد للمعتصمين قائلة: quot;أبلغكم سلام الرئيس، لكن أنا لم أرَه ولم أسمع منه، ولكنني أعلم ما في قلبه لكم ومقدار الحب الذي يكنه لكمquot;.

ونزل الآلاف من انصار مرسي الخميس الى شوارع القاهرة محتفلين بعيد الفطر ومتحدينمطلب الحكومة الموقتة لهم بالتفرق في أسرع وقت. وشارك الآلاف من رجال ونساء واطفال في صلاة العيد فجر الخميس في منطقتي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، حيث يعتصمون منذ عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو.

وكان رئيس الوزراء حازم الببلاوي توعد الاربعاء بفض الاعتصامات، وقال إنه quot;لا تراجع عن فض اعتصامي النهضة ورابعة العدويةquot;، مؤكداً أن quot;القرار نهائيquot;. في حين أن الاخوان المسلمين اكدوا مضيهم في الاعتصامات quot;حتى النصرquot;، ما زاد المخاوف من حصول صدامات دامية بين الطرفين.

كما شارك الآلاف من انصار مرسي في مناطق أخرى من البلاد خصوصًا في الاسكندرية وقنا في جنوب البلاد في تظاهرات مماثلة.

وكانت الحكومة قد اصدرت سابقًا أمرًا للشرطة بانهاء اعتصامات الاسلاميين التي وصفتها بأنها quot;تهديد للامن القوميquot;، الا أنها امتنعت عن تنفيذ الامر وسط الجهود الدبلوماسية المكثفة لايجاد حل وquot;مراعاة لحركة شهر رمضانquot;، كما قال الببلاوي. وأدت المواجهات بين قوات الامن المصرية وانصار مرسي منذ نهاية حزيران/يونيو الماضي الى وقوع اكثر من 250 قتيلاً غالبيتهم من انصار مرسي.

وما زاد المخاوف من وقوع مواجهات دامية جديدة اعلان الرئاسة المصرية في بيان الاربعاء أن quot;مرحلة الجهود الدبلوماسية انتهت اليومquot;. واضافت أن هذا quot;يجعل الاخوان المسلمين مسؤولين بالكامل عن اخفاق تلك الجهود وما قد يترتب على هذا الاخفاق من احداث وتطورات لاحقة في ما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم المجتمعي للخطرquot;.

وبمناسبة عيد الفطر اعلن الرئيس المصري الموقت عدلي منصور quot;لقد انطلق قطار المستقبل وعلى الجميع ادراك اللحظة واللحاق به وعلى من يتخلف عن ادراك تلك اللحظة أن يتحمل مسؤولية قرارهquot;.

في المقابل، صدر بيان مشترك عن وزيري خارجية الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي جون كيري وكاترين اشتون ليلة الاربعاء الخميس اكدا فيه على أن quot; الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ما زالا ملتزمين تماماً تجاه مصر قوية وديموقراطية ومنفتحة ومزدهرةquot; واعربا عن quot;اقتناعهما بأن عملية انتقالية ديموقراطية ناجحة من شأنها أن تتيح لمصر فتح طريق مستقبل افضل لباقي المنطقةquot;.

الا أن البيان اعتبر ايضًا أن quot;على الحكومة المصرية مسؤولية خاصة لانطلاق هذه العملية (الديموقراطية) من اجل تأمين سلامة ورفاهية مواطنيهاquot; معربين عن تخوفهما من quot;خطر اراقة المزيد من الدم والاستقطاب في مصر، الامر الذي سيعيق النمو الاقتصادي الذي يعتبر اساسيًا من اجل عملية انتقالية ناجحة في مصرquot;.

ومنذ التظاهرات الضخمة المناهضة لمرسي التي جرت في الثلاثين من حزيران/يونيو الماضي مطالبة بتنحيه ما اعطى حجة للجيش للاطاحة به، تتهم غالبية الوسائل الاعلامية جماعة الاخوان المسلمين بممارسة quot;الارهابquot; وتدعو الى تفريق اعتصاماتهم بالقوة. وكان نائب وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز آخر الموفدين العرب والدوليين الذين غادروا القاهرة الاربعاء بعد اخفاقه في التوصل الى تسوية بين الحكومة وانصار مرسي.

وزار القاهرة خلال الايام القليلة الماضية الى جانب بيرنز، وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ثم موفدها برناردينو ليون ودبلوماسيون عرب ووفد أفريقي ووزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي. ويخشى المجتمع الدولي أن يؤدي فض الاعتصامات بالقوة الى سقوط عدد كبير من الضحايا، حيث جمع انصار مرسي العديد من النساء والاطفال في رابعة والنهضة.