انطلقت في عموم محافظات إقليم كردستان العراق الثلاث اليوم الأربعاء الحملة الدعائية لانتخابات برلمان الإقليم، التي ستجري في 21 من الشهر المقبل، بمشاركة 1129 مرشحًا، يمثلون 37 كيانًا سياسيًا.. فيما أكد القادة الأكراد لنائب الرئيس العراقي الخزاعي خلال اجتماعه بهم في أربيل دعمهم لخارطة الطريق التي يطرحها لحلّ الأزمة السياسية في البلاد.
أسامة مهدي: يشارك في الحملة الدعائية، التي تستمر حتى 19 من الشهر المقبل، الحزبان الكرديان الرئيسان الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، الموجود في ألمانيا منذ أواخر العام الماضي للعلاج من جلطة دماغية خطيرة، وذلك بقائمتين مستقلتين.
السلمية لإغناء الديمقراطية
من جهته فقد دعا بارزاني الأحزاب الكردية إلى الحفاظ على الأجواء الهادئة، والابتعاد عن المشاكل والتشنجات خلال الحملة الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان. وقال في كلمة له إن quot;بدء الحملة الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان تعتبر خطوة مهمّة لإغناء التجربة الديمقراطية في وطنناquot;.
وطالب الأحزاب والأطراف السياسية ومؤيديهم وجميع المواطنين ببذل الجهود للحفاظ على الأجواء الهادئة والابتعاد عن المشاكل والتشنجات وممارسة هذه الحملة بأسلوب حضاري، وألا تتسبب بإعاقة الحياة العامة للمواطنين. وأضاف أن quot;الحفاظ على التقاليد الديمقراطية وراحة المواطنين والسلم الاجتماعي وسمعة الإقليم هو واجب جميع الأطراف، وعليهم الالتزام بهquot;.. كما دعا الجهات المعنية ومفوضية الانتخابات إلى بذل الجهود من أجل ممارسة الحملة الدعائية بشكل ناجح ووفق التعليمات القانونية.
تكتسب هذه الانتخابات أهمية كبرى بالنسبة إلى مصير التوازنات السياسية في كردستان على ضوء الخلافات الأخيرة بين الحزبين الرئيسين، حيث وجّه حزب طالباني انتقادات عنيفة إلى حليفه حزب بارزاني، لما قال إنه استحواذ على أصوات مؤيديه وأنصاره في محافظتي الموصل وبغداد ومناطق أخرى من البلاد.. وكذلك في ظل تنامي معارضة قوى كردية لتمديد ولاية بارزاني أخيرًا لرئاسة الإقليم لعامين إضافيين.
ويتنافس 37 كيانًا سياسيًا من خلال 1129 مرشحًا على 111 مقعدًا برلمانيًا، منها 11 مقعدًا من حصة الأقليات المسيحية والتركمانية والأرمنية. وبذلك يتنافس 1089 على مائة مقعد عام، فيما يتنافس 25 مرشحًا تركمانيًا على المقاعد الخمسة المخصصة لهم ضمن الكوتا، ويتنافس 15 مرشحًا مسيحيًا على خمسة مقاعد مخصصة لهم، وأربعة مرشحين على المقعد المخصص للأرمن.
وكانت مفوضية الانتخابات قد بدأت أخيرًا بتسجيل أسماء الناخبين في جميع المراكز الانتخابية في كل من محافظات أربيل، والسليمانية، ودهوك، وطالبت المواطنين بزيارة المراكز لحلّ أي مشكلة تعتريها إذا ما وجدت. ويبلغ عدد هذه المراكز 69 مركزًا في أربيل، و79 في السليمانية، و41 في دهوك. ويحق التصويت للأشخاص اعتبارًا من مواليد 1995، ومن أهالي إقليم كردستان ومسجلة أسماؤهم في المراكز الثلاثة في الإقليم.
تنتهي الدورة البرلمانية الحالية لبرلمان كردستان في مطلع أيلول/سبتمبر المقبل، وبحسب النظام الداخلي يجب إجراء الانتخابات قبل انتهاء الدورة البرلمانية. ويقدر عدد الأشخاص الذين يحق لهم التصويت في إقليم كردستان بمليونين و803آلاف شخص من بين مجموع سكان الإقليم، البالغ حوالى 4 ملايين نسمة.
القادة الأكراد يؤكدون للخزاعي دعمهم خارطة الطريق
من جهته، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ونائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح وعقيلة الرئيس جلال طالباني هيرو أحمد لنائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي دعمهم لوثيقة الشرف الوطني ومبادرة السلم الاجتماعي، اللتين تتضمنهما خارطة طريق لحلّ أزمات البلاد.
وأشار الخزاعي إلى أنه بحث مع بارزاني وصالح وثيقة الشرف الوطني ومبادرة السلم الاجتماعي في العراق، إضافة إلى بحث سبل تطوير العلاقة بين المركز والإقليم. وقال إن جهود رئاسة الجمهورية في هذا المشروع أثمرت عن نتائج إيجابية، تمكنت خلالها من تقريب وجهات النظر بين الشركاء في العملية السياسية والخروج بتوافق واتفاق على جميع بنود المبادرة التي تضمنتها الوثيقة، معبّرًا عن أمله بمشاركة الأخوة الكرد في دعم مبادرة السلم الاجتماعي في العراق لكونهم جزءًا من العراق والعملية السياسية، كما قال في تصريح صحافي.
ووجّه الخزاعي دعوة للقادة الأكراد إلى المشاركة في توقيع ميثاق الشرف، الذي سيحدد قريبًا، مؤكدًا حرص رئاسة الجمهورية على إشراك جميع الشركاء في العملية السياسية في ميثاق الشرف الوطني.
من جانبه عبّر بارزاني عن دعمه لمبادرة السلم الاجتماعي وميثاق الشرف الوطني مثمنًا دور الخزاعي في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين من خلال طرح المبادرة. كما أثنى برهم صالح على مبادرة السلم الاجتماعي، مؤكدًا دعمه لها وللجهود التي بذلت من أجل الوصول إلى حلول تسهم في سير العملية السياسية في العراق.
بدوره عبّر رئيس ديوان رئاسة الإقليم وأعضاء المكتب السياسي عن دعمهم للمبادرة لكونها quot;تحمل مهمة نبيلة، تمثل طموح وآمال كل الخيرين، الذين يريدون الخير للعراق وشعبهquot;. من جهته أثنى أمير الجماعة الإسلامية الكردستانية الشيخ علي بابير على quot;المبادرة، مؤكدًا دعمه لها وللجهود التي بذلت من أجل الوصول إلى حلول تسهم في سير العملية السياسية في العراق بما يخدم مصالح العراقيين جميعًاquot;.
إتمام المحادثات
وفي مدينة السليمانية الشمالية، مقر حزب الرئيس جلال طالباني، قال الخزاعي خلال مؤتمر صحافي إن الهدف من زيارته هذه هو إتمام المحادثات في الإقليم. وأضاف quot;نريد توقيع ميثاق الشرف الوطني بين المكونات العراقية وتحقيق السلام الاجتماعي، وبهذا الصدد فإن رأي ووجهة نظر الاتحاد الوطني الكردستاني مهمة بالنسبة إلينا، لذلك قمنا بزيارة مدينة السليمانيةquot;.
ثم اجتمع الخزاعي مع هيرو إبراهيم أحمد عقيلة طالباني، حيث تم بحث الأوضاع السياسية الراهنة في المنطقة والعقبات التي تعترض العملية السياسية في العراق. واتفق الجانبان على أن كتابة ميثاق الشرف الوطني وتحقيق السلام الاجتماعي خطوة مهمة من أجل إنقاذ العراق من الأزمة الراهنة. وأبدى الخزاعي اهتمامه الشديد بالوضع الصحي للرئيس العراقي. بدورها أكدت هيرو إبراهيم أن صحة الرئيس جيدة، وتتجه نحو الأفضل، وأنه سيعود إلى العراق في وقت قريب من دون تحديد موعد ثابت.
وعلى الرغم من هذا التأييد الكردي، فقد أكد ائتلاف العراقية أنه ليس طرفًا في خارطة الطريق، التي تتضمن ميثاق شرف للقوى السياسية. وقالت النائبة ميسون الدملوجي الناطقة الرسمية باسم العراقية في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;إيلافquot; اليوم إن دول المنطقة تمر في مرحلة خطيرة من الصراعات، التي وجدت انعكاساتها على الأوضاع الداخلية في العراق تحت ظل قيادة أبعد ما تكون عن الحكمة والرشد والحرص على المصلحة الوطنية.
من جهته أكد النائب عن التحالف الكردستاني قاسم مشختي أن وثيقة السلم الاجتماعي، التي طرحها الخزاعي، لن تطبّق على أرض الواقع، وستذهب حالها حال المواثيق الأخرى. وقال إن quot;الإقليم مع أي فقرة تتفق عليها الكتل السياسية لحل الأزمةquot;.
وكان الخزاعي أعلن الاثنين الماضي عن اتفاق القوى السياسية العراقية على خارطة طريق لحل المشاكل والمعوقات التي ترافق العملية السياسية والبدء بمرحلة جديدة من العمل المشترك، سيتم التوقيع عليها خلال مؤتمر وطني شامل سيعقد قريبًا ضمن ميثاق شرف يؤكد حرمة الدم العراقي والحفاظ على الهوية الوطنية ونبذ الإرهاب والتطرف والتفرقة القومية والدينية والمذهبية.
وتؤكد الوثيقة حرمة الدم العراقي ونبذ التفرقة القومية والدينية والمذهبية وعدم السماح لأي كان بإيجاد التفرقة الدينية أو القومية أو المذهبية واعتماد مبدأ الحوار سبيلًا وحيدًا لمعالجة المشكلات والعقد التي تعتري مسيرة العملية السياسية في البلد.
التعليقات