بسبب الضربة الأميركية المتوقعة لسوريا، تعدل شركات الطيران الغربية مواعيد رحلاتها إلى بيروت، مستعيضة برحلات نهارية بدلًا من الرحلات الليلية، بينما تطلب الولايات المتحدة وبريطانيا من رعاياها مغادرة لبنان فورًا.


ترخي التهديدات الأميركية بضرب سوريا بظلالها على منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا على الدول المجاورة لسوريا، والتي تتوقع أن تنال منها تداعيات كثيرة، ناتجة من الضربة الصاروخية المتوقعة لسوريا بين لحظة وأخرى.

وقد دخلت التقارير الاعلامية في مزاد زمني حول تحديد لحظة بدء الهجوم، فمنها من يستبعد الضربة، ومنها من يستقربها، مستدلًا على ذلك بخروج مفتشي الأمم المتحدة من سوريا صباح السبت.

وإزاء هذه الأخبار، وتأثرًا بما يمكن أن يحصل في الأجواء جراء مرور الصواريخ والطائرات من البوارج الأميركية في المتوسط، في طريقها إلى أهدافها في سوريا، بدأت خطوط الطيران التي تصل إلى بيروت تعديل جداول رحلاتها.

وتتجه معظم شركات الطيران الغربية إلى تعديل مواعيد رحلاتها إلى بيروت، عامدة إلى إلغاء الرحلات الليلية إلى لبنان، واستبدالها برحلات نهارية فقط. ولجأت شركات الطيران الى هذا الاجراء بعدما عمد معظم القادمين إلى لبنان إلى استبدال تذاكر سفرهم الليلية بأوقات أخرى يصلون فيها إلى بيروت خلال النهار.

تغيير رحلات

فقد اعلنت الخطوط الجوية القبرصية اليوم الجمعة إلغاء رحلاتها المسائية إلى بيروت، وتغيير توقيتها إلى الفجر، بسبب التوتر الناجم عن احتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية ضد سوريا. وقال بيان صادر عن الشركة إن الرحلات الست الاسبوعية بين لارنكا وبيروت ستقلع في الساعة الخامسة والربع صباحًا بدلا من الساعة الثامنة والنصف مساءً، كي لا تبقى الطائرة طوال الليل جاثمة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

وكذلك اعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية إير فرانس اليوم الجمعة تغيير موعد إحدى رحلتيها اليومية بين باريس وبيروت بسبب تطور الوضع الجيوسياسي في الشرق الاوسط، خصوصًا مع إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعم فرنسا لتحرك متناسب وحازم ضد نظام دمشق، ووقوفها إلى جانب الولايات المتحدة التي تبحث عن تحالف دولي لضرب سوريا من خارج الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم الخطوط الفرنسية: quot;لا يمكن أحد توقع أي شيء في الوقت الراهن، وإير فرانس تراقب باستمرار الوضع في المنطقة، وتغير برنامج رحلاتها طبقًا لتطور الاحداث على الارضquot;.

إلا أن مصادر قالت لصحيفة الجمهورية إن بعض شركات الطيران العالمية اتخذت قرارًا بوقف رحلاتها الليلية إلى مطار بيروت الدولي على خلفية التهديدات المحيطة بطريق المطار ليلًا، بعد خطف الطيّار التركي ومساعده، نافية أن يكون لهذا القرار أيّ علاقة بالتحضير الغربي لضرب سوريا، quot;فعند الاضطرار لاتّخاذه أو أيّ قرار مثيل له، لا يُتّخذ على مستوى شركات الطيران بمقدار ما يطاول حركة المطار ككُلّquot;.

للمغادرة فورًا

ترافقت التغييرات في جداول الرحلات مع حركة مغادرة ناشطة من لبنان، خصوصًا من جانب الأجانب المقيمين فيه, بعدما اعلنت الحكومة القبرصية استعدادها لاستقبال أجانب يفرون من لبنان، في حال حصول عملية عسكرية غربية ضد سوريا.

وكانت الحكومة البريطانية دعت رعاياها لتجنب السفر إلى لبنان إلا في الحالات الطارئة، والابتعاد عن المناطق القريبة من سوريا. وبررت وزارة الخارجية في بيانها هذا التحذير بارتفاع الشعور العدائي للغرب، المرتبط باحتمال توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري.

وجدد البيان دعوة وزارة الخارجية المواطنين البريطانيين إلى مغادرة لبنان فورًا، اذا لم تكن هناك حاجة للبقاء، لافتًا إلى أن لبنان شهد في الفترة الاخيرة هجمات دامية، أدت الى مقتل العشرات.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في تصريح صحافي إن حكومة بلاده ملتزمة باستقرار وامن لبنان، من خلال تقديم مساعدات مادية وانسانية مباشرة، قيمتها 120 مليون دولار، غير انه بين أن على حكومة بلاده مسؤولية تحذير رعاياها من أية أخطار أمنية يمكن ان تهدد حياتهم.

وكذلك وجهت الخارجية الأميركية إنذارًا لرعاياها في لبنان بضرورة المغادرة فورًا، محذرة من التوجه إلى لبنان حتى إشعار آخر. إلى ذلك، نقلت تقارير صحافية عن مصادر مطلعة تأكيدها أن طائرة كويتية ستصل ليل الجمعة إلى مطار رفيق الحريري الدولي لإجلاء الرعايا الكويتيين من لبنان.