موسكو: نقل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين شكر الرئيس بشار الاسد الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دعمه لسوريا في وجه التهديدات الاميركية بشن ضربات. وقال المعلم في بداية لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ان الاسد quot;طلب منه نقل الشكر الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موقفه بشأن سوريا قبل وبعد قمة مجموعة العشرينquot;.

من جانبه، حذر وزير الخارجية الروسي الاثنين من ان توجيه ضربات عسكرية الى سوريا سيؤدي الى quot;انتشار الارهابquot; في المنطقة برمتها، مؤكدا ان نظام دمشق لا يزال مستعدا للمشاركة في مفاوضات سلام.

وقال لافروف في ختام لقاء في موسكو مع المعلم ان quot;هناك عددا متزايدا من السياسيين ورجال الدولة الذين يشاطروننا الرأي بان سيناريو قوة سيقود الى انتشار الارهاب في سوريا والدول المجاورة، والى تدفق اعداد كبيرة من اللاجئينquot;، مشيرا الى ان موسكو quot;لا يسعها الا القلق على مصير الروس المقيمين في سوريا الذين قد تكون سلامتهم وحياتهم في خطرquot;.

ولفت الى ان quot;امكانية الحل السلمي لا تزال موجودةquot;، موضحا ان نظيره السوري اكد له خلال محادثاتهما في موسكو ان دمشق ما تزال quot;مستعدة لمفاوضات سلامquot;. واتفقت روسيا والولايات المتحدة في ايار/مايو على تنظيم مؤتمر للسلام في سوريا عرف بـquot;جنيف 2quot; بمشاركة ممثلين عن كل من النظام والمعارضة الا ان هذه الفكرة يبدو انها تبتعد عن التحقيق حاليا وسط ازدياد التوتر بين واشنطن وموسكو.

وقال المعلم من جانبه ان سوريا مستعدة للمشاركة في مؤتمر جنيف quot;من دون شروط مسبقةquot;. كما اشار المعلم الى استعداد النظام السوري الى الحوار مع كل القوى السياسية المؤيدة لاعادة السلام الى البلاد. الا انه حذر من ان موقف نظام الاسد سيتغير في حال حصول الضربات العسكرية.

وجدد لافروف اعتباره ان الضربات العسكرية على سوريا قد تأتي على حظوظ عقد مؤتمر للسلام. وقال quot;معظم الاختصاصيين يعتقدون انه في حال وقعت الضربات فإنه سيتم تقويض فرص عقد المؤتمرquot;. وكشف لافروف ان مبعوث الجامعة العربية بشأن سوريا الاخضر الابراهيمي ابلغه على هامش اجتماعات مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ الاسبوع الماضي انه يشاطره الرأي نفسه في هذا المجال.

وتاتي زيارة المعلم في وقت يستأنف الكونغرس الاميركي الاثنين نشاطه وعلى جدول اعماله بحث تحرك عسكري يدعو اليه الرئيس باراك اوباما ضد نظام دمشق لاتهامه بمسؤولية هجوم كيميائي وقع في 21 آب (آغسطس) في ريف دمشق.

وتعارض موسكو، الحليفة الثابتة لنظام الاسد، اي تحرك عسكري ضد دمشق تدعو اليه الولايات المتحدة وفرنسا، محذرة من مخاطر زعزعة الاستقرار في كامل المنطقة. كذلك اعربت روسيا عن تشكيك كبير في مسؤولية النظام عن الهجوم الكيميائي في ريف دمشق وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها دمشق بالوقوف خلفه. وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي بعرض quot;ادلة مقنعةquot; بهذا الشأن في الامم المتحدة.

وكان المعلم شكر روسيا علنا في 27 اب/اغسطس على دعمها لبلاده. وقال المعلم quot;نشكر لروسيا وقوفها الى جانب سوريا ليس دفاعا عن سوريا بل دفاعا ايضا عن روسياquot;. وتاتي زيارة المعلم بعد قمة مجموعة العشرين التي عقدت في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا ولم تسمح بتقريب وجهات النظر بين واشنطن وموسكو بشأن روسيا.

والتقى بوتين على هامش القمة الرئيس الاميركي باراك اوباما لكنه افاد في ختام اللقاء ان كلا منهما بقي على مواقفه. وواصلت الولايات المتحدة في نهاية الاسبوع في اوروبا حملتها الدبلوماسية المكثفة لاقناع شركائها بمبرراتها لشن ضربة عسكرية لسوريا.

واتخذ الرئيس باراك اوباما قرارا بشن عملية عسكرية ضد نظام دمشق لاتهامه بمسؤولية هجوم كيميائي اوقع بحسب ارقام واشنطن اكثر من 1400 قتيل في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق، غير انه طلب موافقة الكونغرس الاميركي على هذا الخيار العسكري.

وروسيا التي تدعم نظام دمشق منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل سنتين ونصف السنة، عرقلت حتى الان مع الصين اي قرار في مجلس الامن الدولي يهدف الى فرض عقوبات على الرئيس الاسد او ادانته.
وتعود اخر زيارة للمعلم الى دمشق الى شباط/فبراير حين اعلن ان دمشق quot;جاهزة للحوار مع كل من يرغب بالحوار بما في ذلك من حمل السلاحquot;.

وتعود العلاقات الوثيقة بين موسكو ودمشق الى حقبة الاتحاد السوفياتي واستمر التعاون العسكري بينهما بالرغم من النزاع القائم في سوريا ما اثار انتقادات لدى الغرب. غير ان بوتين كشف الاسبوع الماضي ان بلاده علقت عمليات تسليم انظمة صواريخ اس300 الى سوريا، وهي صواريخ متطورة توازي صاروخ باتريوت الاميركي.