يقول البعض إن الأزمة السورية أثرت بشكل محدود على استطلاعات الرأي الخاصة بأداء باراك أوباما، بينما بينت الاحصاءات أن شعبيته تراجعت بشكل ملموس.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: بالتزامن مع التساؤلات التي بدأت تطفو على السطح، بخصوص مدى الأضرار السياسية التي لحقت بالرئيس باراك أوباما، جراء الانتقادات الواسعة التي تعرض لها من رجال الإعلام والسياسية على خلفية طريقة تعامله مع الصراع الدائر في سوريا، اتضح أن تلك الأزمة أثرت بشكل محدود على استطلاعات الرأي الخاصة بأداء أوباما.

وقدَّمت استطلاعات الرأي أدلة مختلطة، فبينما أظهر بعضها تراجعًا حادًا بشعبيته، أشار الجزء الأكبر من الأدلة إلى أن أوباما لم يتلق سوى ضربة متواضعة نسبيًا بهذا الشأن.

غير ملحة

وأكد بعض الخبراء المختصين في شؤون الرئاسة أن ذلك ليس بأمر مفاجئ. وعددت صحيفة لوس أنجيليس تايمز الأميركية مجموعة أسباب، قالت إن أولها يتمثل في أن أغلبية الأميركيين لا يرون أن سوريا من المشاكل التي تعتبر أكثر إلحاحًا بالنسبة لبلادهم، رغم عدم موافقتهم على الطريقة التي يتعامل بها أوباما مع الوضع بسوريا.

وبحسب المسح الدوري الذي تجريه مؤسسة quot;غالوبquot; للأبحاث بخصوص أكثر القضايا التي يرى الأميركيون أنها أبرز القضايا التي تواجهها بلادهم، جاءت سوريا في المرتبة الخامسة، فيما صنفتها نسبة 8 % فقط باعتبارها القضية الأبرز حاليًا.

ولا تزال مشكلتا الاقتصاد والبطالة أكثر المشاكل المذكورة، رغم تلاشي تأثيرهما بشكل مطرد على مدار العام الماضي. وبدا الفارق ثانويًا، رغم أن التراجع في شعبية أوباما كان أكثر حدة، بخصوص سياسته الخارجية مقارنةً بإجمالي أدائه في باقي الموضوعات.

تحزب وإعلام

ثم أشارت الصحيفة إلى أن ثاني الأسباب هو عامل التحزب الذي يلعب دورًا كبيرًا في قضايا أوباما السياسية بطول الطريق.

فمثلما لن يتحول الجمهوريون على نحو مفاجئ ويقررون خطب ود أوباما، فإن الديمقراطيين لن ينقلبوا عليه بغض النظر عما يفعله. وأضافت أنه لا يمكن لشعبية أوباما أن تنخفض أكثر من ذلك بين الجمهوريين الذين رفضوه بأغلبيات ساحقة منذ مطلع العام 2010.

كما قالت نسبة تقل عن 10 % ممن يصفون أنفسهم بأنهم جمهوريون إنها موافِقة على أداء أوباما في مختلف القضايا والموضوعات، وذلك في الوقت الذي ما زالت تؤيد فيه أغلبية كبيرة من الديمقراطيين أداء أوباما، وإن كانت تقل بعض الشيء عن الأغلبية التي كانت تدعم أوباما قبل بضعة أشهر من الآن.

وانتقلت الصحيفة لتتحدث عن ثالث الأسباب وآخرها، وهو الذي نوه إليه أندرو روداليفيغ، الأستاذ الحكومي بكلية بودوين والمختص في شؤون الرئاسة، وهو المتعلق بالتحول الذي طرأ على التغطية الإعلامية، حيث ثبت سابقًا أنه حين تتحول التغطية وتصبح طريقة عرضها أكثر سلبية، فإن الناخبين لا يتفاعلون معها بشكل كبير.