تأجّلت زيارة اللواء سليم إدريس إلى أميركا مرارًا، من دون مبرر مقنع، لكنه مستعد اليوم للتوجّه إلى واشنطن لشرح قضيته العادلة للمشرّعين الأميركيين في الكونغرس.


بهية مارديني: لا أحد يعلم حتى الساعة ما إذا كان اللواء سليم إدريس، رئيس قيادة أركان الجيش السوري الحر، سيغادر الأراضي السورية المحررة إلى واشنطن، لينضم إلى أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض،حيث ترجّح مصادر quot;إيلافquot; أن يزورها، بعد انتهاء اجتماع نيويورك في الأمم المتحدة في الأسبوع المقبل.

ويقول المقرّبون من اللواء إدريس إنه من الممكن أن يفعلها هذه المرة، إلا أنه يدرس ما سيحصده من الزيارة، وسيناقش الأميركيين مسبقًا في نتائجها.

تأجيل متكرر
في كل الأحوال، إدريس مستعد لمخاطبة المشرّعين الأميركيين في الكونغرس، وقادر على إقناعهم بالوقوف مع الشعب السوري ومساندته، ودعم الجيش الحر، الذي طال انتظاره تحقيق الوعود، خصوصًا أن إدريس عسكري سوري برتبة لواء، إنشق عن الجيش النظامي في 20 آب (أغسطس) 2012، ويترأس هيئة أركان الجيش الحر منذ كانون الأول (ديسمبر) 2012، ويتقن خمس لغات، وحاصل على درجة دكتوراه في الرادارات الإلكترونية.

وكانت تقارير سابقة في الصحف الغربية أفادت بأن البيت الأبيض أجّل زيارة إدريس أكثر من مرة إلى واشنطن. وقالت صحيفة فورين بوليسي إن المشرّعين الصقور في واشنطن يشككون في أسباب عدم استماع الإدارة الأميركية إلى أحد أقوى دعاة التدخل العسكري اللواء سليم إدريس.

وأضافت أن الرجل، الذي طالما صُوّر على أنه الوجه المعتدل للمقاتلين السوريين، ينتظر السفر إلى واشنطن لعرض قضيته. غير أن مصادر متعددة تفيد بأن الإدارة أرجأت ثلاث رحلات كانت مقررة لإدريس إلى واشنطن منذ آذار/مارس الماضي.

أمر غريب
وقال مصدر في الكونغرس إن البيت الأبيض تدخل في اللحظة الأخيرة لإلغاء رحلات مقررة، بالرغم من شراء بطاقات السفر وحجز الفنادق. وأضاف أنه يجهل أسباب محاولة الإدارة منع شخص يجيد عرض قضيته، مثل إدريس، من الإجابة عن سؤال جوهري يؤرّق المشرّعين في الكونغرس: من هي حقًا المعارضة السورية؟.

وكما تقول الصحيفة، في كل مرة تخرج الإدارة الأميركية بذريعة جديدة لإلغاء الرحلات السابقة. وفي آذار/مارس الماضي، بعث إدريس برسائل إلى مسؤولين أميركيين طالبًا تدريبًا ومناظير للرؤية الليلية ومساعدات إنسانية. وبعد ذلك، وإثر إرجاء زيارة لإدريس، بررت واشنطن أنها لا تريد استقبال القادة العسكريين للمعارضة السورية قبل لقاء زعمائها السياسيين.

وفي أواخر حزيران (يونيو)، تم تأجيل زيارة أخرى، بالرغم من إقرار الإدارة الأميركية باستخدام النظام السوري أسلحة كيميائية، وكان الأمر بالغًا في الغرابة والعجب. وقال مصدر في المعارضة السورية: quot;قيل لنا إنهم لم يريدوا مجيء إدريس بعد، لأنهم لم يعتقدوا أنهم يستطيعون منحه أي شيءquot;، وذلك في إشارة منهم إلى الأسلحة النوعية التي لم تصل.

إدريس مستعد
بعد الهجوم الكيميائي في الغوطتين في ريف دمشق في 21 آب (أغسطس) الماضي، أرجأت وزارة الخارجية الأميركية محاولة إضافية لإنجاز زيارة لإدريس بالقول: quot;لم يكن الأمر ضروريًا، لأن هناك زخمًا كافيًا للتصويت مع الضربة الأميركية للنظام السوريquot;، بحسب المصدر نفسه.

لكنّ استطلاعًا للرأي، نشرته آنذاك شبكة سي. إن. إن. الأميركية، بيّن أن 72 بالمئة من الأميركيين يعتقدون أن التدخل العسكري في سوريا لن يحقق شيئًا. وأبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري الكونغرس بأن إدريس مستعد للسفر لمخاطبة المشرّعين الأميركيين.

في ذلك الوقت، كان القائد العسكري للمعارضة السورية يعرض قضيته في ألمانيا وبريطانيا. وتبدو زيارة إدريس إلى واشنطن بالغة الأهمية للاستماع إلى الشخص الآخر، الذي لا يملك شركات علاقات عامة تروّج له، كالنظام السوري، ولا وسائل إعلام عالمية تنسق له لقاءاته وتبثها، إلا أنه رغم كل شيء يحاول شرح قضيته العادلة.