هل تخلي حزب الله عن أمنه الذاتي بداية لدخوله الى كنف الدولة ومؤسساتها؟ وماذا يعني اليوم أن يسلِّم حزب الله الجيش مسؤولية الامن في الضاحية وبعلبك؟.


بيروت: يأمل النائب امين وهبي ( المستقبل) أن يكون تخلي حزب الله عن أمنه الذاتي بداية لدخوله الى كنف الدولة، ويقول في حديثه لـquot;إيلافquot; إن ذلك ليس خيار حزب الله اليوم، أن ما نشهده اليوم هو تعبير عن ازمة الامن الذاتي، عندما حاول حزب الله أن يحل مكان الدولة اللبنانية على تخوم الضاحية الجنوبية، شكّل ازمة استفزت كل المواطنين، بحركتهم اليومية وبمصالحهم، وبعدم قبولهم أن يصبح الامن الذاتي معلنًا للملء بديلاً عن الدولة.

وما حصل في بعلبك، يضيف وهبي، يؤكد أن حزب الله اصطدم بالاهالي، مما خلق ضرورة أن يختفي عن الحواجز، ويحل مكانه الجيش اللبناني.

وما نراه اليوم هو تعبير ودليل اضافيان على عقم خيار الامن الذاتي، ولكن لا نشعر أن حزب الله قد نضج لديه الخيار بالدخول الى الدولة واعادة كل صلاحياتها، ومنها الدفاع عن لبنان، وامتلاك السلاح.

ونأمل أن ينضج هذا الخيار عند الجميع كي يذهب اللبنانيون الى تعزيز دولتهم.

ويلفت وهبي الى أن حزب الله لم يسلم الامن الذاتي كليًا الى الجيش اللبناني بل اخلى بعض الحواجز، هو لم يسلم سلاحه ومراكزه ولديه تشكيلات امنية ومخابراتية، حزب الله فقط ترك بعض الحواجز ليحل الجيش اللبناني مكانه، اما كل التشكيلات الاخرى فموجودة.

في ظل اللقاء الاميركي الايراني، أي انعكاسات لذلك على لبنان وحزب الله تحديدًا؟ يرى وهبي اذا الايرانيون مشوا بخيار أن يكونوا عاملاً ايجابيًا في المنطقة، سينعكس ذلك على حزب الله.

والعنصر الايجابي يكون من خلال تعزيز علاقات الصداقة بين شعوب المنطقة، ومبدأ التعاطي من دولة الى أخرى، وليس أن يدخلوا على نسيج المجتمعات العربية، اذا تخلى الايرانيون عن هذا الخيار، ساعتئذ سينعكس ذلك حتمًا على وظيفة حزب الله الايرانية، ومستوى دعم حزب الله من قبل ايران.

الفريق الآخر

بدوره، يعتبر النائب نبيل نقولا ( تكتل التغيير والاصلاح) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن لا احد يطمح في لبنان الى الامن الذاتي، إلا الفئات التي لديها الفكر التقسيمي، ولكن عندما تغيب الدولة هناك من يحل مكانها والفراغ هو من يملأه الآخرون، وواجبات الدولة القيام بكل ما اوتيت للحفاظ على الامن في كل لبنان.

ويؤكد نقولا أن الامن الذاتي مرفوض بتاتًا، لأنه يؤدي الى التقسيم وعشنا ذلك خلال الحرب اللبنانية، عندما كانت هناك حماية ذاتية لكل منطقة، رأينا في النهاية كيف انتهت الى حرب شوارع ضمن المناطق التي كانت تدّعي بأنها تقوم بحماية ذاتية.

ويلفت نقولا الى أن تعرض منطقة كالضاحية يسكنها اكثر من مليون شخص، لما تعرضت له من انفجارات وتهديدات، ومع غياب الدولة اضطر حزب الله القيام بأمن ذاتي، والخطابات، يضيف نقولا كانت تؤدي الى تلك الحماية، والحملات كانت تقوم ضد منطقة معينة من لبنان، وكانت هناك حملات اعلامية من بعض السياسيين اللبنانيين على تلك المنطقة، ومع حصول الانفجارات دفع حزب الله القيام بحماية ذاتية الى حين ما الدولة حزمت امرها وحلّت مكان قوى الامن الذاتي في الضاحية.

ويؤكد نقولا أن الدولة عادت اليوم لتحمّل مسؤولياتها، وحزب الله يفضل ذلك، لأننا كلنا نعرف أن الحماية الذاتية تؤدي في النهاية الى انشقاقات داخل المناطق التي تعتبر نفسها محمية ذاتيًا.

ويقول نقولا إنه في ظلاللقاء الاميركي الايراني، سيؤثر ذلكعلى لبنان، وأي لقاء بين دولة كبرى كإيران بالمنطقة والاميركيين يؤدي دائمًا الى نوع من الهدوء السياسي والاستقرار الامني، وذلك سيؤثر على لبنان، وأي خلافات اقليمية ودولية نتأثر بها ايضًا، لأن من الاساس لم نعرف كلبنانيين أن نحمي أنفسنا من خلال الاتفاق في ما بيننا.