دعا العراق مجلس الأمن الدولي إلى دعم بلاده في معركتها الحالية ضد تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة المرتبطة بها بغرب البلاد معتبرًا أنها معركة العالم أجمع ضد الإرهاب.. فيما أكد مجلس الحكومة في موقف موحد استمرار العمليات العسكرية في الأنبار.


لندن: طالب العراق اليوم مجلس الامن الدولي بتقديم الدعم له في المعركة الدائرة ضد الجماعات المسلحة في الأنبار. جاء ذلك خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد اليوم مع سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في العراق حيث شرح لهم طبيعة المواجهة القائمة حاليًا بين القوات المسلحة وأبناء العشائر والأهالي في محافظة الأنبار وباقي المناطق من جانب والإرهابيين من جانب آخر.

وأكد أنّ المعركة التي يخوضها العراق مع الإرهاب هي معركة العالم اجمع الذي يشعر بالتهديد من هذا الإرهاب والتطرف معربا عن تقديره للموقف الدولي الموحد الداعم للعراق في هذه المواجهة. وقال quot;إننا في الوقت الذي نثمن الموقف الدولي ندعو إلى صدور بيان واضح من مجلس الأمن يدعم معركة العراق ضد الإرهاب ويحذر الدول والجهات الداعمة له من مغبة الاستمرار في هذا النهج الذي يزعزع الأمن والاستقرار الدوليينquot;.

وأضاف المالكي أن هؤلاء يستهدفون الجميع فهم يهاجمون المسجد والكنيسة وكل دور العبادة ومعالم الحياة دون استثناء وأعرب عن أسفه لما تقدمه بعض الدول من دعم إعلامي وغير إعلامي لهذه المجموعات الخطيرة مؤكدًا أنها سترتد عليهم في أعمالها الإجرامية.

وقال إن العراقيين يقفون موحدين إزاء هذا التهديد أكثر من أي وقت مضى وانهم لن يتراجعوا حتى نهاية الإرهاب وان هؤلاء الإرهابيين لا يحملون سوى التطرف والجهل والكراهية والثقافة التكفيرية الفاسدة.

من جانبهم جدد السفراء مواقف بلدانهم المؤيدة للعراق في هذه المواجهة وان دولهم على استعداد لتقديم كل ما يلزم لمساعدة الجيش العراقي وأهالي المناطق التي تتعرض لهجمات الإرهابيين ودعمهم في هذه المعركة. وأكدت مندوبة الاتحاد الأوروبي ان هناك اجتماعا قريبا لدول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين سيصدر بيانا لدعم العراق.

ومن جهتها، بحثت الحكومة العراقية اثر اجتماعها الاسبوعي الاعتيادي اليوم quot;الأوضاع في محافظة الأنبار والمناطق التي تشهد مواجهات مع الإرهابيين والمجموعات المتعاونة معهمquot;. وأكدت الحكومة quot;دعم القوات المسلحة وكل الأجهزة الأمنية الشجاعة التي تقدم التضحيات دفاعا عن الوطن والمواطنين وأمنهم وكرامتهمquot;.

وثمنت دور العشائر العراقية الاصيلة في محافظة الأنبار والمناطق التي تشهد مواجهات مع الإرهابيين مدعومة من القوات المسلحة وابنائها ودعت إلى quot;استمرار هذا الدعم والتلاحم بين القوات والعشائر والأهالي للقضاء على الإرهابيين وداعش ومن لف لفهم وتطهير أرض العراق من دنسهمquot;.

واعلن مجلس الحكومة quot;باجماع اعضائه دعم الجيش والاجهزة الأمنية والعشائر الغيورة في مواجهتها للجماعات الإرهابيةquot;.. مؤكدا استمرار العمليات العسكرية حتى تطهير ارض العراق من الإرهاب و
الوقوف مع القوات المسلحة والاجهزة الأمنية ودعم جهودها لدحر الإرهاب جنبا إلى جنب مع رجال العشائر في الأنبار وغيرها من المواقع التي تشهد الآن مواجهات مع تنظيمات (القاعدة وداعش ) الإرهابيين والمتعاونين معهم.

وشدد على ضرورة حشد كل جهود الحكومة لدعم قوات الجيش والأجهزة الأمنية لطرد الإرهابيين وفرض الأمن والاستقرار وحماية أرواح المدنيين.. وكذلك تقديم المستلزمات الانسانية وايصالها إلى المدن والمناطق التي تعاني وجود البؤر الإرهابية ونقصا في التموين.

واعتبرت الحكومة quot;الشهداء من ابناء العشائر الذين يقاتلون المجاميع الإرهابية جنبا إلى جنب مع الجيش العراقي شهداء يستحق ذووهم كافة الحقوق والامتيازات التي يستحقها ذوو الشهداء من ابناء القوات المسلحة، كما تتكفل الدولة معالجة الجرحى من ابناء العشائر على نفقتها.quot;

واليوم عززت القوات العراقية الثلاثاء استعداداتها العسكرية قرب مدينة الفلوجة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot; المرتبطة بتنظيم القاعدة الا انها أكدت ان المهاجمة أمر غير ممكن حاليا.

وعاشت مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار ليلة امس اشتباكات قتل فيها اربعة مدنيين وامتدت حتى صباح اليوم حاولت خلالها القوات الحكومية دخول مناطق يسيطر عليها مسلحو القاعدة من دون ان تنجح في ذلك بينما استبعد اليوم المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري ان تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة quot;الانquot;.

وقال العسكري في تصريح لفرانس برس quot;لا يمكن اقتحام الفلوجة الان حفاظا على دماء اهاليهاquot;. وأضاف quot;هناك تريث حتى الان في حسم معركة الفلوجة وندعو نحن اهالي الفلوجة لعدم اعطاء فرصة للمجرمين للعبث بأمن مدينتهم وعليهم اخراج المسلحين منهاquot;، مشيرا رغم ذلك إلى أنّ السلطات تتلقى quot;استغاثات من العشائر والاهالي لتخليصهم من عناصر القاعدةquot;.

وأكد العسكري أن quot;قوات الجيش العراقي ما زالت خارج المدن في حين يسيطر عناصر داعش والقاعدة على قضاء الفلوجةquot; في إشارة إلى تنظيم quot;الدولة الاسلامية في العراق والشامquot;، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة. وأوضح ان القوة الجوية العراقية تمكنت من رصد عدد من المركبات المحملة بالاسلحة الثقيلة في ساحة الملعب في الرمادي وتم استهدافهم بضربات صاروخية ما ادى إلى مقتل 25 مسلحا وتدمير اسلحتهمquot;.

وخسرت القوات الأمنية العراقية السبت الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في ايدي مقاتلي داعش لتتحول من جديد إلى معقل للمتمردين المتطرفين كما سيطر المسلحون على اجزاء من مدينة الرمادي لكن القوات الحكومية تمكنت مدعومة بمسلحي العشائر من استعادة بعض منها.

ووفقا لتقارير الحكومة العراقية ومصادر في وزارة الداخلية فقد قتل اكثر من 200 شخص معظمهم من المسلحين على مدى الأيام الأربعة الماضية من المعارك في محافظة الأنبار.