بدأ الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارة قصيرة إلى بغداد اليوم لإجراء مباحثات مع القادة العراقيين تتركز على مؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية وتواصل عمليات القوات العراقية المسلحة في محافظة الأنبار الغربية وتنفيذ الالتزامات العراقية تجاه الكويت.



لندن: يجتمع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، إضافة إلى نائب الرئيس العراقي خضير خزاعي لبحث التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية في سويسرا، في 22 من الشهر الحالي والموضوعات التي سيناقشها.
كما ستتناول مباحثات المسؤول الأممي مع القادة العراقيين القضايا التي سيناقشها المؤتمر من اجل التوصل إلى حل سياسي للازمة التي تؤكد بغداد حيادها بشأنها بين النظام والمعارضة، بالرغم من الاتهامات الموجهة لها بوضع أراضي العراق واجوائه ممرًا للأسلحة والرجال إلى سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.
وينتظر أن تتطرق مناقشات كي مون الىالعلاقات العراقية الكويتية وتنفيذ بغداد للالتزامات الدولية التي فرضها مجلس الأمن في إعادة كامل الأرشيف الكويتي والبحث عن المفقودين الكويتيين خلال الاحتلال العراقي للكويت عام 1990 من أجل رفع باقي الالتزامات المنصوص عليها في الفصل السابع من ميثاق مجلس الأمن الدولي عن العراق.
الأوضاع في الأنبار
كما ستتناول مباحثات بان كي مون في بغداد الاوضاع في محافظة الانبار الغربية والمعارك الجارية فيها لطرد مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot; المرتبط بالقاعدة من مناطق في مدينة الرمادي عاصمة الانبار، ومدينة الفلوجة التي سيطر عليها مسلحو التنظيم. ولم يعرف بعد في ما اذا كان المسؤول الاممي سيلتقي قادة وزعماء العشائر في محافظة الانبار بهدف التوصل إلى حل سياسي للازمة الأمنية والسياسية في المحافظة.
وأمس استبعد المالكي شن هجوم عسكري على الفلوجة، وقال إنه يريد تجنيب المدينة المزيد من المذابح ومنح العشائر فيها الوقت لطرد المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقال المالكي لرويترز في مقابلة ببغداد quot;نريد أن ننهي هذا الوجود بلا دماء، لأن أهل الفلوجة عانوا كثيراًquot;، في إشارة للهجمات المدمرة التي شنتها القوات الأميركية لطرد المسلحين في 2004.
وأشارالمالكي إلى أنه يطمئن أهالي الفلوجة بأن الجيش لن يهاجم المدينة لكنه أبلغهم بضرورة استعادتها من المقاتلين الذين اجتاحوها في أول كانون الثاني (يناير) الحالي، موضحًا أن quot;هناك تجاوباً جيداً من أبناء الفلوجة.. من أبناء عشائرها.quot;
وسيطر مقاتلون ينتمون الى جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وعشائر متحالفة معها على الفلوجة وأجزاء من الرمادي القريبة منها قبل نحو أسبوعين في وقت يتفاقم فيه الغضب من الحكومة بسبب اعتقال نائب الانبار احمد العلواني في عملية شابها العنف.
وقال المالكي إن الجيش سيبقي على حصار الفلوجة (60 كم غرب بغداد) لمنع المقاتلين من استخدامها قاعدة للهجمات. وأضاف: quot;لا يهمنا الوقت حتى وإن طال. المهم أن لا تضرب المدينة وأن لا يقتل أبرياء بجريرة هؤلاء المجرمين.quot;
وأضاف أن وشنطن تطلع بلاده على معلومات مخابرات وصور بالأقمار الصناعية لمعسكرات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام القريبة من الحدود مع سوريا في الأنبار. وحث مسؤولون أميركيون حكومة المالكي على ضبط النفس في التعامل مع أزمة الفلوجة مع تشجيعها في الوقت نفسه على بحث شكاوى مواطني الانبار.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أكد السبت الماضي على دعمه للحكومة العراقية quot;في كفاحها لاستعادة السيطرة على عدد من المناطق في محافظة الانبار التي كانت سقطت بأيدي اسلاميين مرتبطين بالقاعدةquot;. واعرب اعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر في بيان عن دعمهم للحكومة العراقية في مواجهتها لمسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ودان اعضاء مجلس الأمن هذه الهجمات واشادوا بشجاعة قوات الأمن العراقية في هذه المحافظة. وقالوا إن quot;مجلس الأمن يعرب عن دعمه التام للجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة العراقية من اجل حماية الشعب في العراقquot;. واضافوا أن المجلس يحث quot;القبائل العراقية والمسؤولين المحليين وقوات الأمن في محافظة الانبار على مواصلة الانتشار والتوسع وتعزيز تعاونهم ضد العنف والرعبquot;، مشددين على quot;الاهمية القصوى في اقامة حوار ووحدة وطنيةquot;.
وقالوا إن quot;مجلس الأمن يعرب عن دعمه الشديد للجهود المتواصلة للحكومة العراقية للمساعدة في الوفاء بالاحتياجات الأمنية للشعب العراقي بأسرهquot;،وان المجلس دعاquot;العشائر العراقية وزعماءَها في المنطقة وقوات الأمن في الانبار لمواصلة وتوطيد تعاونها ضد العنف والارهاب ويؤكد الاهمية البالغة لاستمرار الحوار الوطني والوحدةquot;. وكانت قوات الأمن العراقية وعشائر تعادي الدولة الإسلامية في العراق والشام قد استعادت الأسبوع الماضي السيطرة على معظم مناطق الرمادي عاصمة محافظة الأنباء المتاخمة لسوريا.