أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن معالجة الأزمة السورية أمر صعب ومعقد مشددًا على أنه لا يمكن حلها عسكريًا وإنما سياسيًا، وأعلن تخصيص 542 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في اقليم كردستان الذي قال رئيسه بارزاني انه يتفهم جيداً معاناة الشعب السوري الذي يتعرض إلى هجمات نظام قاس.


لندن: قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال اجتماعه مع رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود بارزاني في اربيل عاصمة الاقليم (220 كم جنوب بغداد) بحضور نيجيرفان بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان، وعماد أحمد نائب رئيس الوزراء ان الاقليم قطع شوطاً طويلاً في مجال الإعمار وتقديم الخدمات وتطوير المؤسساتية وبنيته الإقتصادية.
وثمن الأمين العام المساعدات المقدمة إلى اللاجئين السوريين وفتح المعابر الحدودية للإقليم أمامهم وأكد أن منظمات الأمم المتحدة تسعى إلى عمل ما بوسعها، لإيصال المساعدات لهؤلاء اللاجئين. واشار إلى ان معالجة الأزمة السورية ليس بالعمل الهين والسهل وأعرب عن اعتقاده بأن الحلول العسكرية لا تؤدي إلى أية نتائج ملموسة وأن الحل يكمن فقط عبر الحلول السياسية. وعبّرعن أمله بأن يكون صوت الأكراد مسموعًا في مؤتمر جنيف ـ 2 وإتاحة الفرصة للسوريين ومن ضمنهم الاكراد للإصغاء إلى مطاليبهم وتطلعاتهم.
وتحدّث عن الأوضاع في العراق منوهاً يوجود العديد من القضايا التي يجب العمل فيها وخاصة آلية توزيع الموارد، كما أكد ضرورة إتباع العراقيين نظاما فيدراليا ديمقراطيا... كما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة الاقليم.
من جانبه، اشار بارزاني إلى انه في بداية الأزمات في سوريا عام 2011 قام إقليم كردستان بفتح حدوده أمام الشعب السوري من دون فرق وقام باستقبال وإيواء اللاجئين السوريين. وأوضح أن شعب كردستان يتفهم جيداً معاناة الشعب السوري الذي يتعرض إلى هجمات نظام قاس . وأكد أن مسألة مساعدة اللاجئين واجب إنساني وقومي وقال quot;هناك حالياً عدد كبير من اللاجئين في إقليم كردستان بشكل فاق قدرات الاقليم ونحن بحاجة إلى مساعدات منظمة الأمم المتحدة quot;.
وأعرب بارزاني عن أمله في أن يتمخض مؤتمر جنيف ـ 2 عن نتائج جيدة وخلق ظروف ملائمة لعودة هؤلاء اللاجئين إلى بلدهم وإنهاء محنة الشعب السوري، وإتاحة الفرصة لأبناء هذا البلد من العيش بأمان.
وبالنسبة للمشاكل في العراق والعلاقات بين إقليم كردستان والحكومة الإتحادية أوضح بارزاني للأمين العام للأمم المتحدة أن للعراق دستورا حددت بموجبه طبيعة العلاقة بين الاقليم وبغداد كما حدد هذا الدستور حقوق وواجبات الجميع... وشدد بالقول quot;إننا ملتزمون ببنود الدستور لأن الإلتزام بالدستور هو ضمان لبقاء العراق، وندعو جميع الأطراف للإلتزام بهذا الدستور ونحن نسعى إلى معالجة هذه المشاكل عبر الحوار والطرق السلميةquot;.
وفي ختام الإجتماع، اكد بارزاني استعداد إقليم كردستان لجميع أشكال التعاون والتنسيق مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وقال ان وجود هذه المنظمات في الاقليم محل ثقة الاقليم.. ثم قام بتوديع كي مون لدى مغادرته اربيل إلى الكويت لحضور المؤتمر الدولي لدعم اللاجئين السوريين الذي يعقد هناك غدًا الأربعاء.

542 مليون دولار من الأمم المتحدة لدعم اللاجئين السوريين بإقليم كردستان
وقبل ذلك أعلن بان كي مون في مؤتمر صحافي عقب زيارته لمخيم كوركوسك للاجئين السوريين في مدينة اربيل صباح اليوم، عن تخصيص مبلغ 542 مليون دولار لتحسين أوضاعهم مشيدًا باستقبال الإقليم لهؤلاء اللاجئين على أراضيها معبرًا عن قلقه من الأوضاع الإنسانية لهؤلاء اللاجئين. وأشار إلى انه لاحظ قلق اللاجئين على مستقبلهم مؤكدا انهم يستحقون مستقبلا افضل . ودعا المجتمع الدولي ومنظماته الانسانية لدعم واعانة هؤلاء اللاجئين وكذلك العمل على الوصول بالازمة السورية إلى السلام.
وقال إن اجواء الشتاء الباردة ضاعفت معاناة ومأساة اللاجئين السوريين الذين هربوا من العنف الدائر في بلادهمquot; مشددًا على quot;دعم المنظمة الدولية المباشر لجميع الهاربين من القتال والحربquot;. وأضاف quot;أن الأمم المتحدة ستعقد مؤتمرين لمناقشة الأزمة في سوريا، الاول هو مؤتمر الدول المانحة في الكويت لدعم اللاجئين السوريين غدًا الاربعاء لجمع مبلغ 6.5 مليارات دولار لدعم اللاجئين السوريين كما سيعقد مؤتمر جنيف 2 الاسبوع المقبل لبحث السبل الكفيلة بحل القضية السورية.
وأكد أهمية مساعدة اللاجئين السوريين وتقديم الدعم اللازم لهم في مجالات الحياة المختلفة كتأمين المعيشة والدراسة للأطفال، وأبدى قلقه على اوضاعهم في ظل موجة البرد والامطار التي يشهدها الاقليم حاليا. وقال إن الامم المتحدة قررت تخصيص مبلغ 542 دولار لإغاثة اللاجئين السوريين في العراق
وأضاف أنه تحدث اليوم مع رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرڤان بارزاني بخصوص اللاجئين، والخطوات التي يبذلها الاقليم لمساعدتهم ودعمهم بحسب نص تسلمته quot;ايلافquot; من مكتب الأمم المتحدة.
وأمس قال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن مباحثاتهما تناولت الوضع السوري وتأثيره على العراق الذي ثمن احتضانه لحوالى ربع مليون سوري وكان سخيًا معهم في تقديم المساعدات لهم إلى حين عودتهم إلى بلدهم . وتوقع مشاركة اقليمية ودولية قوية لانجاح مؤتمر جنيف 2 وقال إن مساهمة ايران ضرورية في المؤتمر لكن هناك خلاف الآن حول هذه المشاركة سيتم حله بين روسيا واميركا.
واشار إلى انه ناقش مع المالكي ايضا العلاقات بين بغداد واربيل وضرورة العمل على المشاركة الوطنية في الثروات الطبيعية للبلاد. وعن تنفيذ العراق لأحكام الاعدام اشار كي مون إلى انه بحث الامر مع المالكي موضحا ان هناك قرارات دولية بخصوصها متمنيا على بغداد معالجة الامر.