لقي قبول سعد الحريري الدخول في ائتلاف حكومي مع حزب الله أصداء إيجابية من مختلف الأطراف اللبنانية، ووصفه وليد جنبلاط بأنه رجل دولة، لكن سمير جعجع قال إنه لا يشاركه الرأي.


لوانا خوري من بيروت: أشاد النائب وليد جنبلاط، رئيس جبهة النضال الوطني النيابية، بموقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بقبوله الدخول في حكومة إئتلافية مع حزب الله، بالرغم من اتهامه قياديين في هذا الحزب باغتيال والده، رئيس الحكومة رفيق الحريري. وتأتي هذه الإشادة بعد موجة من الصراع الكلامي بين جنبلاط والحريري، بعدما كانا الحليفين الأبرزين على رأس قوى 14 آذار.

وكان سعد الحريري قرر القبول بالائتلاف مع حزب الله كحزب سياسي لبناني، قائلًا إن مصلحة البلد أهم من عواطفه ومصالحه الشخصية.

الحريري رجل دولة
وصف جنبلاط موقف الحريري بأنه أتى في لحظة مفصليّة يمر بها لبنان والمنطقة العربيّة، quot;بحيث تتوالى المتغيرات والتحولات الكبرى، التي ترافقها شلالات دماء ونزيف مستمر، على قواعد انقسام مذهبي وطائفي غير مسبوق، وهو ما عرّض ويعرّض لبنان للانزلاق نحو المزيد من التشرذم والانكشاف السياسي والأمني، ظهرت طلائعه من خلال التفجيرات الإرهابيّة المتنقلة بين المناطق المختلفة والاغتيالات السياسيّة، التي استهدفت أخيرًا الوزير محمد شطحquot;.

أضاف جنبلاط في موقفه الأسبوعي، الذي يكتبه في جريدة الأنباء الناطقة باسم حزبه التقدمي الاشتراكي: quot;لقد أثبت الحريري من خلال موقفه الأخير أنه رجل دولة، قادر على إعلاء شأن المصلحة الوطنيّة العليا والاستقرار والسلم الأهلي فوق كل اعتبار، وهو ما يعكس فهمه العميق لطبيعة النظام اللبناني وعناصر تكوينه، وسبل توفير المزيد من المشاكل والعثرات على المستوى الداخليquot;.

ولفت جنبلاط إلى أن التحوّل الايجابي في موقف الحريري يصب في صلب المبادئ التي رفعها رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وهي الاستقرار وبناء المؤسسات والدولة. وقال جنبلاط: quot;كل الأمل بأن تترجم هذه المواقف المهمة بخطوات تنفيذيّة، توظف لمصلحة إعادة إنعاش المؤسسات الدستوريّة المتعثرة، واحترام الاستحقاقات المقبلة في مواعيدها المحددةquot;.

لا أشاركه
من جانب آخر، برز موقف مناقض من جانب سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، الذي كشف أن موضوع تشكيل الحكومة لا يزال محط أخذٍ ورد داخل قوى 14 آذار، آملًا أن يتجاوب فريق 8 آذار مع إيجابية الحريري، ولو بنصف إيجابية من جهته، مع أنه قال: quot;لا أشارك الرئيس الحريري فحوى تصريحه، مع العلم أنني أوافقه الرأي بأنه يجب اتخاذ خطوات إلى الأمام لحلحلة الوضعquot;.

وأكّد جعحع أن شروط 14 آذار للمشاركة في الحكومة ما زالت كما كانت منذ اللحظة الأولى، وتتمثل في انسحاب حزب الله من القتال في سوريا، الذي ينعكس تدهورًا على الوضع الأمني في لبنان، ومعادلة (جيش وشعب ومقاومة) لا يمكن أن تكون موجودة في أي بيان وزاري ولا حتى ما يوازيها أو يُعادلها، وأن يكون إعلان بعبدا الفقرة السياسية في البيان الوزاري، quot;وهذه الشروط هي المدخل إلى الحكومة، فتشكيل الحكومة ليس هدفًا بحد ذاته، بل هدفنا التفاهم مع الفريق الآخرquot;.

وأضاف جعجع في مقابلة مع قناة العربية: quot;إذا أراد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن تتشكل الحكومة قبل الأسبوع المقبل، عليه إقناع حلفائه بالمدخل السياسي الذي نقترحه، لتحسين الأوضاع السائدة في البلد، والموضوع بالنسبة إلينا ليس مسألة حقائب وزارية، فنحن لم نبحث لا من قريب ولا من بعيد هذا الأمرquot;.

الحريري عائد
وفي حديث إلى إذاعة quot;أوروبا 1quot; اليوم، أكد الحريري عزمه علىالعودة إلى لبنان للمشاركة في الانتخابات النيابية، ولتولي رئاسة الحكومة يومًا ما. وأعاد تأكيده الاستعداد لتقاسم السلطة مع حزب الله، quot;لأن مصلحة لبنان أهم مني شخصيًاquot;.

وأكد الحريري أن لبنان يشكل رسالة التعدد والمشاركة والتلاقي، وأن والده دفع حياته ثمنًا للدفاع عن هذه الرسالة، وهو سيستمر في الدفاع عن تلك الرسالة، لأن لبنان واللبنانيين يستحقونها. وقال الحريري: quot;من قتل رفيق الحريري يستطيع أن يقتل سعد الحريري، على الرغم من الإجراءات الأمنية والحماية المؤمّنة له في لبنان، وإنه على الرغم من ذلك سيعود إلى لبنان للمشاركة في الانتخابات النيابيةquot;.

وعن المحكمة الخاصة بلبنان، قال الحريري: quot;للمرة الأولى منذ خمسين عامًا، تقوم محكمة بوضع حد لمسألة الإفلات من العقاب، وهذا يعني الدفاع الحقيقي عن الديموقراطية في لبنانquot;. أضاف: quot;المتهمون الخمسة في قضية اغتيال والدي في العام 2005 في بيروت هم أعضاء في حزب الله، ومن أعطى أوامر الاغتيال هو نظام بشار الأسد، وهولاء سيدفعون يومًا ما ثمن ما فعلوهquot;.