ثلاثة تفجيرات حصيلة الإرهاب في القاهرة اليوم، بدأت باستهداف ضخم لمديرية أمن القاهرة بوساطة سيارة مفخخة مخلفًا خمسة قتلى وعشرات الجرحى، وتضرر إثره متحف فني إسلامي عريق، وسرعان ما لحقه تفجيران آخران قرب محطة مترو ومركز للشرطة.


القاهرة: قتل خمسة اشخاص وجرح اكثر من 70 بحسب وزارة الصحة، في انفجار سيارة مفخخة في ساعة مبكرة الجمعة امام مقر الشرطة وسط القاهرة، سمع دويه في ارجاء العاصمة، بحسب مسؤولين في الشرطة ووزارة الصحة. وادى الانفجار الى تصاعد سحابة كبيرة من الدخان فوق المدينة، وتسبب في حفرة عميقة في الشارع.

جاء الانفجار قبل يوم على انتشار الشرطة في القاهرة استعدادًا للذكرى الثالثة لثورة 2011 التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك، حيث دعا الإسلاميون في مناسبتها الى تظاهرات حاشدة ضد النظام الجديد. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف لوكالة فرانس برس ان الانفجار quot;ناجم من سيارة مفخخةquot;.

وقال شاهد عيان، يقيم في شقة تبعد نحو 200 متر عن مبنى الشرطة، انه استيقظ على دوي الانفجار، الذي وقع حوالى الساعة 6:15 صباحًا (04:15 تغ). واوضح الشاهد يحيى عطية quot;اهتز المبنى الذي اسكن فيهquot;. ولم تتضح بعد كيفية وصول السيارة الى هذه المسافة القريبة من مقر الشرطة، الذي تحيط به بوابة معدنية طويلة دمّرت جزئيًا جراء الانفجار.

متحف إسلامي يتضرر

وخلف الانفجار حفرة كبيرة أمام البوابة، وألحق أضرارًا كبيرة بواجهة المبنى، وواجهة متحف إسلامي مجاور. وقامت شرطة مكافحة الشغب بإبعاد مئات الاشخاص عن مسرح الانفجار، فيما علت هتافات منددة بجماعة الاخوان المسلمين. وتصاعدت الهجمات التي تستهدف قوات الامن في مصر منذ أن عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في مطلع تموز/يوليو.

وتنفي جماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي اليها مرسي، تورطها في الهجمات، غير انها ادرجت على لائحة المنظمات الارهابية بعد مقتل 15 شخصًا في تفجير انتحاري استهدف مركزًا للشرطة شمال القاهرة في كانون الاول/ديسمبر الماضي. واعلنت جماعة انصار بيت المقدس الجهادية مسؤوليتها عن الهجوم.

ودعت جماعة الاخوان المسلمين الى تظاهرات حاشدة اعتبارًا من اليوم الجمعة في الذكرى الثالثة لثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 التي اطاحت بمبارك، متهمة الحكومة المدعومة من الجيش بمواصلة الحكم الاستبدادي. وتشهد مصر منذ الاطاحة بمرسي، انقساما عميقًا بين انصاره الاسلاميين ومؤيدي الجيش، الذي يتهم الاخوان المسلمين بالارهاب.

quot;الإخوان الإرهابيونquot;

وقال الشاهد يحيى عطية، بينما كان يتفقد الدمار امام مقر الشرطة: quot;يمكنني الآن ان ادعو الاخوان المسلمين بالإخوان الإرهابيينquot;. واضاف quot;ينبغي إعدامهم جميعًاquot;.

وقرب مكان الانفجار حمل البعض اعلامًا مصرية وصورًا لقائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي. ودانت جماعة الاخوان المسلمين هجمات سابقة ضد الشرطة والجيش منذ الاطاحة بمرسي. وقتل العشرات من رجال الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء المضطربة، وبدأ المسلحون في المنطقة الصحراوية يوسعون عملياتهم الى مناطق سكنية مكتظة في انحاء البلاد.

والخميس قتل مهاجمون ملثمون على دراجات نارية خمسة شرطيين على نقطة تفتيش جنوب القاهرة. ووقع عدد من التفجيرات في القاهرة، بينها محاولة اغتيال استهدفت وزير الداخلية في ايلول/سبتمبر، بعد اسابيع على مقتل مئات المتظاهرين الاسلاميين بيد الشرطة في اشتباكات في مخيم احتجاج. وقتل اكثر من الف شخص، غالبيتهم من الاسلاميين، في اشتباكات منذ الاطاحة بمرسي. وسجن آلاف آخرون، بينهم مرسي وقياديون آخرون في جماعة الاخوان المسلمين.

انفجار ثان قرب محطة مترو

إلى ذلك، قتل شخص على الاقل في تفجير قرب محطة مترو في القاهرة، بعد ساعات قليلة على انفجار سيارة مفخخة امام مركز للشرطة في العاصمة المصرية، ادى الى مقتل 4 اشخاص، بحسب التلفزيون المصري الرسمي.

ولم يؤكد مصدر في وزارة الصحة المصرية سقوط قتيل في الانفجار، الذي نجم من عبوة ناسفة، قوتها ضعيفة قرب محطة مترو في حي الدقي، وأدى الى جرح 15 شخصًا، بحسب التلفزيون. وقال شهود في المكان لوكالة فرانس برس انهم سمعوا دوي انفجار، فيما اكد شرطي ان القنبلة وضعت على حافة طريق بالقرب من مخرج محطة مترو.

وفي حين تقوم فرق مع كلاب مدربة بتفحص المكان، وتطوق قوات الامن الطريق، هتف بعض السكان شعارات تدعم الشرطة والجيش، الذي يعتبر قائده الفريق اول عبد الفتاح السيسي الرجل القوي الجديد في البلاد، منذ ان اعلن مطلع تموز (يوليو) عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي. وقد قتل خمسة شرطيين الخميس في هجوم على مركز تفتيش في بني سويف على بعد نحو مئة كلم الى جنوب القاهرة.

انفجار ثالث بالقرب من مركز شرطة

وفي يوم عنيف ودام بامتياز، أعلنت وزارة الداخلية المصرية ان قنبلة انفجرت صباح اليوم الجمعة امام مركز للشرطة في القاهرة في ثالث هجوم يستهدف الشرطة في العاصمة المصرية خلال ساعات، عشية الذكرى الثالثة للثورة التي ادت الى رحيل الرئيس حسني مبارك.

وقال هاني عبد اللطيف الناطق باسم الوزارة إن الهجوم الذي وقع في غرب القاهرة على الطريق الرئيس المؤدي الى اهرامات الجيزة لم يسفر عن قتلى.