تنوي دبي تحويل شارع الشيخ زايد إلى شارع من طابقين، للتخلص من الاختناقات المرورية، لكن ثمة من يخاف أن يؤثر ذلك على جماليات هذا الشارع الأساسي في الامارة.


دبي: تخطط إمارة دبي لتحويل طريق الشيخ زايد إلى شارع من طابقين، من خور دبي شمالًا وصولا إلى منطقة ميناء جبل علي الصناعية، ما يجعل المسافة الإجمالية للطابق العلوي نحو 35 كيلومترًا، بحسب ما ذكرت مجلة ميد الاقتصادية المتخصصة. وأضافت أن هيئة الطرق والمواصلات في دبي أطلقت دعوة للشركات الهندسية لتقديم عروضها وتصاميمها والمشاركة في هذا المشروع الضخم قبل 25 آذار (مارس) 2014.

وأوضحت ميد أن الهيئة طرحت على الشركات عرضًا من جزءين، يقوم الأول على تقديم دراسة جدوى لمشروع طابق علوي بالشارع، والثاني على مسابقة لاختيار الرسوم والتصميم لمشروع تشييد الطريق العلوي. وقالت هيئة الطرق والمواصلات في دبي إن المشروع يمثل جزءًا من مشروع ضخم متمثل في إقامة قناة دبي المائية، وإن الجزء المتعلق بالشارع يتمثل في رفعه مسافة لم تتحدد بعد، وإقامة جسر لمرور قناة فرعية من مشروع قناة دبي المائية.

ستشوه معالمه

طالب مواطنون ومقيمون بالتأني في دراسة ذلك المشروع جيدًا قبل الشروع في تنفيذه، لأن هذا الشارع استراتيجي ويمثل قلب دبي، ويعد من أفضل معالمها الجميلة، ويربطها بإمارتي أبوظبي والشارقة، وأن فكرة الطابقين ليست في محلها. كما طلبوا من هيئة الطرق والمواصلات في دبي بالبحث عن حلول أخرى للازدحام المروري.

وقال أحمد العلي لـ quot;إيلافquot; إن الفكرة غير جيدة على الإطلاق، حيث أنها ستجعل الشارع عبارة عن كتل خرسانية صماء، وستقضي على جماله وستشوه المنظر العام للشارع وما يحيطه، وستقضي على المساحات الخدمية المتواجدة على جانبيه، مؤكدا ضرورة البحث عن حلول أخرى. واقترح إنشاء شوارع موازية لشارع الشيخ زايد أو عمل أنفاق أرضية تحت الشارع بدلا من التفكير في إنشاء طوابق علوية.

وأشار سالم سعيد إلى أن شارع الشيخ زايد معلم سياحي مهم وحيوي لإمارة دبي، quot;وبالتالي لا يمكن تشويه ذلك المعلم عبر إضافة طابق خرساني أعلاه، وفكرة إنشاء نفق أسفل الشارع هي أفضل بكثير وستحقق كافة الأهداف المنشودة من المحافظة على أهمية الشارع وجماله وكذلك توسعة طاقته الاستيعابية لاستقبال ملايين الزوار سنويًا، خاصة وأن فعاليات المعرض الدولي إكسبو 2020 ستقام في منطقة جبل علي وامتداداتها الواقعة في نهاية شارع الشيخ زايد قرب حدود دبي مع جارتها أبوظبيquot;.

وتساءل راشد سيف: quot;لماذا لا يتم عمل طريق دائري علوي سريع يخفف الضغط عن شارع الشيخ زايد ويربط كافة مناطق الامارة في شبكة واحدة، بعيدًا عن البنايات السكنية والتقاطعات المرورية؟!quot;.

تقضي على الازدحام

وفي المقابل، أكد محمود زاهر لـ quot;إيلافquot; أن الفكرة جيدة وستعمل على ترابط مناطق الإمارة وسرعة الوصول إليها زمن قياسي، quot;كما ستوفر على سكان الإمارة والقادمين إليها والعابرين في طرقاتها الوقت الجهد، وتقيهم عناء الانتظار طويلًا جراء الاختناقات المرورية. ونوه بضرورة تنفيذ هذه الفكرة في عدة شوارع رئيسية في الطرق التي تربط بين إمارتي دبي والشارقة، كشارع الاتحاد مثلًا.

وأوضح حسين عبدالله أن الفكرة ممتازة مع تزايد أعداد السكان والزوار الذين تستقبلهم دبي سنويًا، منوهًا بأنه لا بد من توسعة كافة شوارع الإمارة وزيادة سعتها سواء عبر إقامة طوابق إضافية لها أو عمل انفاق أرضية أسفلها من أجل الاستعداد ببنية تحتية قوية تكون مؤهلة بنسبة 100% لاستضافة إكسبو 2020 وغيرها من الأحداث الفعاليات الدولية المختلفة التي تتطلب مؤهلات واستعدادات ضخمة وخاصة، حتى لا تحدث أي ارتباكات أو مشاكل مرتبطة بضعف البنية التحتية أو صغر حجمها وعدم قدرتها على استيعاب ملايين الزوار.

شارع الشيخ زايد

هو أطول وأهم الطرق في دولة الإمارات، ويمر عبر الكثير من المشاريع العمرانية الجديدة خاصة بإمارة دبي، ويمر بمنطقة جبل علي بمنشآتها الصناعية والتجارية. وتتكاثف حوله ناطحات السحاب، سواء كفنادق من فئة الخمسة نجوم أو مجمعات المكاتب التجارية أو شقق سكنية، وعلى جانب الطريق الكثير من المحال التجارية والبنوك والمصارف.

يستعمل هذا الشارع الكثيرون ممن يقصدون الإمارات الشمالية قادمين من أبوظبي أو العكس، كما يستخدمه جميع من يقصد المناطق الحرة المنتشرة على جانبي هذا الشارع بالإضافة إلى المشاريع الإسكانية الجديدة والمراكز التجارية الضخمة، الأمر الذي أدى إلى ازدحامه على مدار اليوم تقريبًا.

ولتخفيف الضغط عنه وتشجيع السائقين باستخدام الطرق البديلة أنشأت دائرة الطرق نظام سالك، وهي التعرفة المدفوعة لقاء استخدام الطريق، وتم كذلك إنشاء مترو دبي الذي يغطي طول الشارع حتى محطة جبل علي، ولكن كل ذلك لم يحل مشكلة الازدحام المروري بشكل جذري حتى الآن. ويصل الشارع حتى النقطة الحدودية بين دبي وأبوظبي ليكمله شارع الشيخ مكتوم بن راشد إلى أبوظبي.

الشارعان مناران بالكامل، ولمسافة تقارب 160 كم، وبأربعة مسارب على أدنى حد على كل جانب، وتصل إلى ستة مسارب في بعض المراحل.