واصلت المحكمة الدولية الاستماع إلى الشهود، فاستمعت إلى الإطفائي خالد طبيلي، الذي كان أول الواصلين إلى مسرح جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.


إيلاف من بيروت: واصلت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد ظهر اليوم الاستماع إلى شهود الإدعاء، فاستمعت إلى الشاهد خالد طبيلي، وملازم أول سابق في فوج إطفاء بيروت، وهو أول من وصل مع فريقه إلى موقع انفجار 14 شباط (فبراير) 2005، الذي أودى بحياة رئيس الحكومة رفيق الحريري و22 من رفاقه.

دخان كثيف
روى طبيلي وقائع جديدة عن حجم الانفجار. فقال إن النيران في فندق quot;سان جورجquot; كانت كالبراكين، ووصل الزجاج المتناثر إلى منطقة quot;رياض الصلحquot;، وشطرت الحفرة التي أحدثها الانفجار موكب الحريري إلى نصفين. وقال: quot;كنت في العام 2005 أمارس عملي في فوج الإطفاء برتبة ملازم أول، لمدة 38 عامًا، وعند الساعة الواحدة إلا ربعًا، كنت موجودًا وأحد الضباط في باحة الثكنة، وعند الساعة الواحدة إلا 5 دقائق، دوّى الانفجار، وكان مركز عملي قريبًا من مكان الانفجار، فشاهدنا سحب الدخان من الثكنةquot;.

لم ينتظر طبيلي إبلاغه عن مكان الحادث من غرفة عمليات الفوج، نظرًا إلى الدخان الكثيف، quot;فاضطررت للانطلاق فورًا، أخذت سيارتي إطفاء، وتوجهت إلى مكان انبعاث الدخان، سالكًا منطقة quot;رياض الصلحquot;، والثكنة تبعد عن وسط بيروت زهاء 600 مترًاquot;.

براكين سان جورج
يستمر طبيلي في روايته: quot;لم أر طريقًا إلا الزجاج المتناثر على الطريق، فما كان مني إلا أن تابعت سيري على الزجاج بالسيارة، كي أصل إلى مكان الحادث، وبعدها توجهت إلى الطريق البحرية، حيث كان ركام الزجاج في كل الشوارع، وعندما مررت بمنطقة مجمع quot;البيالquot;، كان هناك الزجاج المتناثر، وتابعت سيري فوق الزجاج، إلى أن وصلت، حيث فندق quot;فور سيزنزquot; القريب جدًا من موقع الحادثquot;.

أضاف: quot;عندما وصلت إلى الفندق، شاهدت مشهدًا مروعًا، شاهدت براكين من النيران ترتفع عاليًا، فما كان مني إلا أن طلبت المساندة الفورية بوساطة الجهاز اللاسلكي لتزويدي بجميع عناصر القطاعات الثلاث، أي الطريق الجديدة والباشورة والكرنتيناquot;.

وتحدث طبيلي عن حفرة كبيرة بين بنك بيبلوس وسان جورج، quot;وكانت سيارات موكب الحريري مقسمة إلى قسمين، قسم منها اتجه نجو الجنوب وتجاوز الحفرة، والقسم الثاني نحو الشمال، ولم يستطع تجاوز الحفرةquot;.

سيارات الموكب
قال طبيلي إن النيران كانت مشتعلة أيضًا في طبقتين من مبنى بيبلوس، quot;وتوجّهت أنا شخصيًا، وأخذت بعض العناصر، ثم دخلنا إلى الطبقة الأولى، حيث كانت تشتعل غرفتان أو ثلاثة، فأطفأناها، وفي الطبقة الثانية، كانت تندلع النيران في غرفة واحدة، وأمرت بنقل 5 أشخاص مغمى عليهم إلى المستشفياتquot;.

وأثناء إدلاء طبيلي بشهادته، طلب محامي الإدعاء ألكسندر ميلين عرض أشرطة فيديو عن أول لحظات الانفجار، منقولة عن قناة الجديد، فشرح طبيلي دالًا على سيارات في الموكب: quot;هذه السيارات ليس جميعها في الموكب، بل منها سيارات لموظفي الشركات الموجودة هناك. أما السيارات التي كانت مندلعة بقوة فكانت ضمن موكب الرئيس الشهيدquot;.

ماء رغوية
أثناء إطفاء تلك السيارات، بحسب طبيلي، صعد إليه أحد رجال الإطفاء في مبنى بيبلوس، وقال له: quot;سيدي الملازم هذا الانفجار حصل في موكب الرئيس الحريريquot;، وهي اللحظة الأولى التي عرف فيها أن الحريري كان مستهدفًا بالانفجار.

شكا طبيلي صعوبات واجهها في إطفاء السيارات المحترقة، quot;فاستعملنا مادة معينة لإخمادها، ثم عادت للاشتعال، وصرفنا كميات كبيرة من المادة الرغوية للإطفاء، ولاحقًا تم التبريدquot;.

ولاحظ طبيلي أن الزيّ، الذي كان يرتديه مرقطًا كبدلات الجيش اللبناني، quot;فكل البزات العسكرية مرقطة، لكن تختلف ألوانهاquot;. وحين سأله القاضي راي عن الرؤية حينها، قال: quot;كانت السماء سوداء، ولم نستطع الانتقال إلى مرحلة آخرى من دون أن ننجز الأولىquot;. وبعدها، رفع راي الجلسة إلى صباح غد الثلثاء، على أن يتم طبيلي شهادته.