دمشق: دخلت قافلة من المساعدات الغذائية الخميس الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، والذي يعاني منذ اشهر من حصار خانق، ادى الى وفاة اكثر من 80 شخصا، بحسب ما اعلنت الامم المتحدة.

واوضح المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) كريس غونيس ان اكثر من ألف حصة غذائية وزعت اليوم. وقال مساء الخميس quot;بعد يوم كامل من التوزيع عبر عاملين في الاونروا، وصل الرقم الدقيق الى ألف و26 حصة غذائيةquot;.

وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن quot;ادخال دفعة جديدة من المساعدات الغذائية الى مخيم اليرموك في دمشق، تنفيذا للمبادرة السلمية الشعبية بدعم من الحكومة السورية للتخفيف من معاناة الاهالي المحاصرين في المخيم المختطفين من المجموعات الارهابية المسلحةquot;، في اشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على غالبية احياء المخيم.

واشار غونيس الى ان هذه المساعدات تأتي بعد قافلة اولى دخلت المخيم في 21 كانون الثاني/يناير، وتضمنت 139 حصة غذائية.
وقال quot;يدفعنا هذا التوزيع (الجديد) للشعور بالتشجع، أكان من المساعدات او تعاون الاطراف على الارضquot;، آملا في quot;ان نتمكن من متابعة وزيادة مقدار المساعداتquot;.

واشار الى ان كل حصة غذائية quot;تكفي عائلة من ثمانية اشخاص لمدة عشرة ايامquot;، مشددا على انه quot;من الضروري ان يستمر توزيع المساعدات في الايام المقبلةquot;. واوضح ان عدد الاشخاص المحتاجين لهذه المساعدات quot;يقدر بعشرات الآلاف، منهم 18 ألف فلسطيني، بينهم نساء واطفالquot;.

واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان وفاة 86 شخصًا في المخيم، بسبب الحصار المفروض من القوات النظامية منذ حزيران/يونيو. وأنشىء اليرموك في العام 1957 كمخيم للاجئين الفلسطينيين، الا انه تحوّل خلال العقود الماضية الى منطقة تجارية وسكنية، تضم مباني من طبقات عدة، يقيم فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين. وقبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد، قارب تعداد الفلسطينيين في اليرموك 150 الف شخص.

ومع تمدد المعارك في صيف 2012 الى احياء على اطراف دمشق، نزح العديد من سكان العاصمة الى اليرموك، ما رفع عدد سكانه بشكل ملحوظ. لكن المخيم نفسه سرعان ما تحول الى ساحة حرب، وانتقل اليه العديد من السوريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.

وشارك مسلحون فلسطينيون في القتال، بعضهم الى جانب المعارضين، وآخرون الى جانب القوات النظامية، لا سيما منهم عناصر الفصائل الموالية للنظام، ابرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة. وفي حزيران/يونيو، فرضت القوات النظامية حصارا على المخيم البالغة مساحته كيلومترين مربعين. ودفعت الظروف الخانقة العديد من السكان ليقتاتوا من لحوم الحيوانات الشاردة.