في تطور خطير للأزمة الأمنية والسياسية التي تشهدها محافظة الأنبار العراقية الغربية، فقد فجّر مسلحون ينتمون إلى تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية اليوم منزل رئيس الحكومة المحلية للمحافظة صباح كرحوت، وقتلوا ثلاثة من حراسه، واختطفوا شقيقيه.. فيما طالب أعضاء الحكومة وعدد من شيوخ ووجهاء المحافظة القوات العراقية والمسلحين بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة في المحافظة.


أسامة مهدي: قال مصدر أمني في محافظة الأنبار إن مسلحين ينتمون إلى تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية quot;داعشquot;، المرتبط بالقاعدة، قاموا بتفجير منزل رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في بلدة الكرمة شمال شرق الفلوجة بعبوات ناسفة.
وأشار إلى أن المسلحين قاموا باختطاف اثنين من أشقاء كرحوت، واقتادوهما إلى جهة مجهولة.. موضحًا أن قوة أمنية توجّهت إلى مكان الحادث، وشنّت حملة دهم وتفتيش بحثًا عن الجناة.

من جهته قال كرحوت إن المسلحين الذين فجّروا منزله في الكرمة شرق الفلوجة حمّلوه مسؤولية مقتل وجرح المئات من المدنيين وتدمير منازلهم في الفلوجة والرمادي، وطلبوا منه الاستقالة، حيث لم يكن في منزله لدى وقوع الحادث. وأضاف في تصريح صحافي إن المسلحين قاموا بتطويق منزله في منطقة الرشاد في الكرمة، ثم زرعوا عبوات ناسفة حول المنزل فجّروها عن بعد.

هدنة لحلّ الأزمة
من جهتهم طالب أعضاء مجلس محافظة الأنبار وعدد من شيوخ ووجهاء المحافظة في وقت سابق اليوم القوات العراقية والمسلحين بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة في المحافظة. كما دعا محافظ الأنبار أحمد الدليمي المسلحين إلى الخروج من المحافظة. وقال في تصريح صحافي إن كل من يرفع السلاح بوجه الأجهزة الأمنية يعتبر معاديًا للمحافظة.

وتشهد الفلوجة، التي يقطنها نصف مليون نسمة، منذ صباح اليوم قصفًا على الأحياء السكنية والمنازل من الجيش العراقي، حيث سقطت قذائف صاروخية عدة من المدفعية والهاونات بشكل عشوائي على أحياء الشهداء والصناعي والعسكري، لكنها لم توقع إصابات بشرية، بسبب خلو المدينة من السكان.

كما شهدت منطقة البويوسف في عامرية الفلوجة اشتباكات متواصلة بين مسلحي العشائر والجيش العراقي. وأكدت مصادر أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى معسكري المزرعة وطارق شرق الفلوجة ضمن هجوم واسع تشنه القوات العراقية لاجتياح المدينة التي يسيطر عليها المسلحون.

وقد أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان صحافي تسلمته quot;إيلافquot; مقتل 27 مسلحًا ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام quot;داعشquot; في ثلاث ضربات جوية في منطقة الجريش في محافظة الأنبار.

على الصعيد نفسه دعا المجلس العسكري لمسلحي العشائر في العراق ممثلي الصليب الأحمر إلى رفع جثث جنود وضباط الجيش الحكومي من ساحة المعارك في منطقتي النعيمية والسدة جنوب شرق الفلوجة. وقال المجلس في بيان إنه أحصى 55 جثة لجنود من الجيش عثر على أكثرها في محيط جامع الرحمن، الذي فجرته قوات الجيش قبل انسحابها، وإن بعض هذه الجثث دفنها مسلحو العشائر بسبب تعفنها.

ضحية داعش
وكان المالكي قال في كلمته الأسبوعية إلى العراقيين أمس إن الوضع في الأنبار ينحصر في مدن وقرى عدة، لا بد من اتخاذ الإجراءات السريعة لحسم الموقف فيها، وتحديدًا في مدينتي الفلوجة والكرمة، لأن بقاء الوضع كما هو عليه من إعلان لما يسمى بدولة العراق الإسلامية في الفلوجة، وطرد أهلها الشرفاء وإهانة كرامة الناس والاعتداء على الحرمات quot;يجعلنا نفكر أولًا بإنقاذ أهل الفلوجة، لأنهم أهلنا، وكرامتهم كرامتنا، وعشائرهم عشائرنا، وحرماتهم حرماتنا، وليس من العدل والواجب أن نتخلى عن نصرتهم والوقوف معهم بوجه هؤلاء القتلة، ثم إن بقاء هؤلاء في سيطرتهم على الفلوجة والكرمة سيستخدمونها منطلقات لضرب كربلاء والنجف وبغداد وصلاح الدين ونينوى، أي ستكون من خلالهم عمليات استهداف لكل حالات الاستقرار والوحدة الوطنيةquot;. وشدد بالقول quot;لم يعد في الوقت متسع كثير لكي ندخل الفلوجة ونحسم الأمر الموجود فيهاquot;.

وقد ودفعت الاشتباكات أكثر من 140 ألف شخص من أهالي الأنبار إلى الفرار منذ اندلاعها في نهاية العام الماضي وفقًا للأمم المتحدة. وأكد متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الجمعة أن هذا أعلى عدد للنازحين منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006 و2008 الذي شهده العراق.

وقتل أكثر من 850 شخصًا في اشتباكات وهجمات منذ بداية الشهر الحالي في عموم العراق وفقًا لحصيلة تستند إلى مصادر رسمية. وتشهد محافظة الأنبار الغربية منذ 21 من الشهر الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في المحافظة تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية، تشارك فيها قطعات عسكرية ومروحيات قتالية، إلى جانب مسلحين من العشائر لملاحقة مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية quot;داعشquot; المرتبط بالقاعدة.