في أول يوم من زيارة العمل للولايات المتحدة التي سيتوّجها بقمة مع الرئيس الأميركي الخميس المقبل، التقى العاهل الأردني مع قيادات المنظمات العربية والإسلامية الأميركية ورئيس البنك الدولي.


نصر المجالي: بحث الملك عبدالله الثاني، الإثنين في العاصمة الأميركية واشنطن مع أبرز قيادات المنظمات العربية والإسلامية الأميركية مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، إضافة إلى دور هذه القيادات في دعم القضايا العربية والإسلامية في المجتمع ودوائر صنع القرار الأميركية.

وأكد العاهل الأردني أن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يشكل جوهر النزاع في الشرق الأوسط، وأن التوصل إلى حل عادل وشامل له، يتطلب دعم المجتمع الدولي، بما فيها المنظمات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، لجهود تحقيق السلام استناداً إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي شكلت نقطة تحول تاريخية في نوعية الحلول المطروحة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وشدد العاهل الهاشمي على أن الأردن يضع في قمة أولوياته، عند الحديث عن قضايا الوضع النهائي، مصالحه الوطنية العليا، إضافة إلى استمراره في دعم حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، خصوصًا حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

وحذر من الإجراءات الاسرائيلية الأحادية، خصوصاً السياسات الاستيطانية، ومحاولات طمس الهوية العربية: الإسلامية المسيحية، لمدينة القدس الأمر الذي سيزيد من حالة التوتر والاحتقان وتأثيرات ذلك على مستقبل شعوب الشرق الأوسط وفرص تحقيق السلام.

الاماكن المقدسة وسوريا

وقال الملك عبدالله الثاني إن الأردن مستمر في القيام بواجبه الهاشمي التاريخي في حماية الأماكن المقدسة في مدينة القدس والدفاع عنها، مؤكدًا أهمية دور المنظمات العربية والإسلامية في حشد الدعم الدولي لوقف أية انتهاكات واعتداءات بحقها.

وأشار إلى أهمية الدور الذي تضطلع به القيادات والمنظمات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة لدعم مساعي الإدارة الأميركية في دفع جهود تحقيق السلام، الذي يشكل غيابه مصدر تغذية للعنف في المنطقة.

وتطرق اللقاء الى الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، يضمن وحدة وسلامة سوريا أرضاً وشعباً، ويخفف من معاناة الشعب السوري، ويحد من تفاقم الأوضاع ونزوح اللاجئين الى دول الجوار، خصوصاً الأردن، الذي يستضيف العدد الاكبر منهم، ويعاني جراء ذلك من ضغط كبير على قدراته وموارده المحدودة.

تحذير

وحذر الملك عبدالله الثاني من محاولات البعض تحويل الصراع في سوريا إلى صراع مذهبي، وخطورة ذلك على دول الإقليم، منوهًا جلالته إلى المؤتمر الذي تم تنظيمه في عمان العام الماضي وجمع مجموعة مميزة من العلماء المسلمين للتوفيق بين المذاهب وتأكيد رفض العنف الطائفي والمذهبي، وخطورة ذلك على المجتمع، إلى جانب المؤتمر الذي ناقش التحديات التي تواجه المسيحيين العرب والذي أكد على احترام الرأي والرأي الآخر والحوار والتعايش والتآخي بين أتباع الأديان.

كما أكد أهمية دور القيادات العربية والإسلامية في شرح قضايا العالمين العربي والإسلامي لدى صناع القرار في الولايات المتحدة، والتقريب ومد جسور التفاهم والتعاون والتكامل بين العالمين العربي والإسلامي والغرب، مشدداً جلالته على أن الجاليات العربية والمسلمة قد لعبت دورًا إيجابيًا كبيراً في بناء المجتمع الأميركي، وتعزيز قيمه الإنسانية.

الاصلاح

على صعيد متصل، استعرض العاهل الأردني الانجازات التي حققتها المملكة في مسيرة الإصلاح الشامل في مختلف جوانبه، وفق نهج متدرج ومدروس ومتوازن يلبي طموحات الأردنيين والأردنيات حاضرًا ومستقبلاً.

وقال إن الفرق بين الأردن وكثير من الدول العربية عند الحديث عن الربيع العربي، quot;إننا في الأردن رأينا في ذلك فرصة للمضي قدمًا في الإصلاح بقوة بالرغم من كل التحديات الإقليميةquot;.

وأعرب عن حرصه على استفادة الأردن من تجربة الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة في تعزيز عمل المجتمعات المدنية، والوعي المجتمعي الديمقراطي كنهج وأسلوب حياة.

رئيس البنك الدولي

الى ذلك، التقى الملك عبدالله الثاني، في العاصمة الأميركية واشنطن اليوم الإثنين، رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، في اجتماع تناول علاقات التعاون وآليات تعزيزها بين الأردن والمؤسسة الدولية.

وأعرب العاهل الهاشمي عن تقديره للبنك الدولي على مساندته للأردن في تنفيذ برامجه الاقتصادية، ولجهود البنك في دعم خطط التنمية الوطنية في شتى القطاعات، وتمكين المملكة من مواجهة مختلف التحديات، لاسيما التي نتجت عن الأزمات التي تشهدها المنطقة.

واستعرض مسيرة الاصلاح الشاملة التي ينتهجها الأردن، خصوصًا في المجال الاقتصادي، وما تم انجازه من تشريعات تنعكس إيجابًا على مسيرة التنمية الاقتصادية في مختلف الجوانب وجذب الاستثمار.

وأشار الملك عبدالله الثاني في هذا الصدد، إلى ما يعانيه الأردن من ظروف اقتصادية كبيرة جراء الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط، خصوصاً تحمله لأعباء استضافة أكبر عدد من اللاجئين السوريين على أراضيه.

دعم الأردن

وأكد على ضرورة دعم البنك الدولي للأردن للتعامل مع الأعباء التي تواجهه نتيجة ذلك، ودعوة المجتمع الدولي ومنظماته لزيادة المساعدات للمملكة في هذا الصدد، خصوصًا للمجتمعات المحلية فيها.

من جهته، أكد كيم استمرار البنك الدولي في تقديم المساعدات الفنية والتنموية للمملكة في إطار استراتيجية الشراكة بين الطرفين، ومساعدة الاقتصاد الأردني في تحقيق النمو المستدام.

وعبّر المسؤول الدولي عن ثقته في قدرة الأردن على تجاوز مختلف التحديات الاقتصادية، بحكمة وقيادة جلالة الملك المستنيرة والقادرة دوماً على التعامل مع مختلف التحديات بكل اقتدار.

وأكد رئيس البنك الدولي تثمينه للقاء الملك والتشاور معه حول التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط لمساعدة البنك على تضمين رؤية جلالته في خططه وبرامجه المستقبلية.