نصر المجالي: دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى تصعيد الجهود الدولية لتحقيق السلام، واستقبل الملك، الخميس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يزور الأردن ضمن جولة له في الشرق الأوسط، حيث جرى بحث التطورات الراهنة في المنطقة، خصوصاً جهود تحقيق السلام وتداعيات الأزمة السورية.

وأكد عاهل الأردن، خلال اللقاء، أهمية دور الأمم المتحدة في دعم الجهود الدولية المبذولة لتحقيق السلام، استنادًا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، لافتًا إلى أهمية الجهود الأميركية التي أدت إلى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وشدد على أن حل جميع قضايا الوضع النهائي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني مصلحة وطنية واستراتيجية أردنية.

أكد عبدالله الثاني على أهمية ومكانة مدينة القدس لدى العرب المسلمين والمسيحيين، معتبرًا أن استمرار إسرائيل في سياساتها الهادفة إلى تهويد المدينة وتغيير معالمها والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها ستكون له انعكاسات خطيرة على جهود تحقيق تقدم في العملية السلمية.

الأزمة السورية
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، جدد عاهل الأردن موقف بلاده الداعم للتوصل إلى حل سياسي انتقالي شامل، يُنهي دوامة الصراع ويوقف إراقة الدماء ويحافظ على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا.

وفي هذا الإطار، استعرض الملك ما يتحمله الأردن من أعباء كبيرة على موارده المحدودة والبنية التحتية، خصوصًا في محافظات الشمال، جراء استضافة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، مؤكدًا ضرورة تكثيف جهود الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لدعم المملكة في التخفيف من الضغوط المتزايدة التي تتحملها جراء استقبال اللاجئين السوريين، وبما يمكنها من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية لهم.

من جانبه، ثمن بان كي مون الجهود التي يبذلها عاهل الأردن في السعي الى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا الحرص على التنسيق والتعاون مع الأردن في التعامل مع مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية.

وأكد التزامه بالعمل مع المجتمع الدولي بهدف تكثيف وزيادة الدعم للأردن للتخفيف من الأعباء الضخمة التي يتحملها في سبيل تقديم الخدمات الإنسانية النبيلة للاجئين السوريين.

السناتور كوركر
وإلى ذلك، استقبل الملك عبدالله الثاني، اليوم الخميس، السيناتور روبرت كوركر، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، في اجتماع تناول الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، وجهود تحقيق السلام.

وأكد دعم الأردن لمساعي حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، لافتًا في هذا الاطار إلى ضرورة وقف إسرائيل لسياساتها وإجراءاتها الأحادية في مدينة القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها، بما يساعد على تحقيق تقدم في جهود السلام.

كما جرى بحث علاقات التعاون بين الأردن والولايات المتحدة، وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

وأثنى السناتور كوركر على الجهود التي يقودها الملك عبدالله الثاني لتحقيق الإصلاح الشامل والتدريجي في المملكة، مشيدًا بذات الوقت بالدور المهم لجلالته في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم للأردن، الذي يقوم بجهود استثنائية للتعامل مع اللاجئين السوريين، وتوفير الخدمات لهم، منوهاً بذات الوقت بعلاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين.

وحضر كلا اللقاءين وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب الملك عماد فاخوري.