في محاولة لزجّ الأردن وإثارة الفتنة والنأي عن الهمّ الوطني بالدرجة الأولى، دعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، عبر بيان استفزازي جوبه برفض شعبي، إلى الاعتصام أمام السفارة المصرية عصر الأربعاء.


نصر المجالي: جاءت الدعوة إلى الاعتصام، حسب بيان للجماعة، quot;تنديدًا ورفضًا للمجزرة التي ارتكبها الانقلابيون بحق المعتصمين في محيط مسجد رابعة العدوية وميدان النهضةquot;.

وفي تدخل سافر في شأن بلد عربي شقيق للأردن، وصف حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن، في بيان أصدره الأربعاء، فضّ الأمن المصري لمعتصمي الإخوان المسلمين في مصر، بالاعتداء الآثم، حيث quot;ذهب الانقلابيون والمتآمرون إلى نهاية الطريق، حين فتحوا رصاص الغدر والخيانة على خيرة شباب مصر، المتمسكين بالشرعية، والمدافعين عن شرف مصر وعزتها وكبريائها ومصالحها العلياquot;.

وادّعى بيان الحزب أن quot;شعب مصر العظيمquot;، يقف في quot;مواجهة مؤامرة، اجتمع فيها فلول النظام السابق والإقطاع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأدعياء القومية والحرية، الذين داسوا مبادئهم طمعًا في فتات السلطة، والأجهزة الأمنية، التي ترعرعت على المال الحرامquot;. وقال حزب جبهة العمل الإسلامي اليوم quot;انكشف المستور، وظهرت الحقائق ناصعة، وتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسودquot;.

نهاية الطريق
وأضاف: اليوم سالت دماء غزيرة وعزيزة، كانت تنتظر دورها في مواجهة مع عدو الأمة التاريخي، الكيان الصهيوني، ولكنها سفحت على تراب مصر، وعلى أيدي الأجهزة الأمنية، التي وضعتها الأنظمة العسكرية الفاسدة المستبدة لحماية الفاسدين والمستبدين.

واستطرد الحزب الإسلامي الأردني قائلًا: اليوم انحازت مصر والأمة إلى فسطاطين: فسطاط الشرعية والأمة والربيع العربي والنهوض الحضاري، وفسطاط الطامعين والمغامرين والمتآمرين والفاشلين في الحصول على ثقة الشعب.

وخاطب الحزب quot;شعب مصر العظيمquot; وquot;جماهير الأمة العربية والإسلامية الأبيةquot;، بالقول: quot;اليوم يومكم، وله ما بعده، وعلى نتائجه يتحدد مستقبل مصر والعرب والمسلمين، فإما أن يفوز بها الانقلابيون، وفلول النظام السابق، والانتهازيون المنبوذون من الشعب والأمة، والكيان الصهيوني، والادارة الأميركية، وإما أن تنتصر إرادة الشعب الأعزل إلا من إيمانه، وتمسكه بالشرعية الدستورية والشعبية، وبسلميته، التي أكد عليها على الدوام، فتقف مصر على عتبة النهوض الحضاري، قائدة ورائدة للأمة، لاستئناف دورها العظيمquot;.

وتابع: quot;إن الدم الزكي الذي أريق اليوم على أيدي الداخلية والأمن المركزي يناديكم، ويستصرخ كل خلية حية فيكم، كونوا مع مصركم وأمتكم، واملأوا الميادين والطرق، وأحبطوا المؤامرة، وأنتم موعودون ومبشّرون إما بالنصر والتمكين، وبناء مجتمع الحق والعدل والكفاية والأمن، وإما أن تلقوا الله شهداء، دفاعًا عن مصركم وأمتكم وشرعيتكم، فتظفروا بعز الدنيا وشرف الآخرةquot;.

مزاعم مؤامرة
استطرد البيان الإخواني بمزاعمه: quot;الكيان الصهيوني أكثر المبتهجين بالانقلاب ورؤية الدم يجري في ميدان النهضة ومحيط مسجد رابعة العدوية وسائر أنحاء مصر، والإدارة الأميركية التي ساءها أن يملك الشعب إرادته، وأن يبني مؤسساته الدستورية، وأن يشق طريق التحرر والانعتاق من الهيمنة الأميركية، ليشيّد حضارة مستندة إلى إرث الأمة العظيم، وإمكاناتها الهائلة، والمال الخليجي الذي حرمت منه الشعوب، وأصبح سلعة يستخدمها المتسلطون على الشعوب لإشباع شهواتهم، وتنفيذ الأدوار المشبوهة التي تعهد إليهم بها الإدارة الأميركية. وكونوا على ثقة بأنكم الأعلون بإذن الله، والله معكم، ولن يتركم أعمالكمquot;.

وخلص بيان إخوان الأردن إلى القول: quot;أنت يا جيش مصر الحبيبة، إنك تقف أمام الامتحان الأصعب في تاريخك، وعليك أن تختار بين أن تكون جيش الشعب والأمة، أو الانصياع لأوامر الانقلابيين، فتوجّه سلاحك إلى صدور شعبك، وشتان شتان بين من أرضى الله بالانحياز إلى الشعب، ومن أسخط الله بقتل الشعب السلمي الأعزل المتمسك بالحرية والكرامة والشرعية... أو وقف موقف المتفرج على آلة القتل تفتك بخيرة شباب مصر أحرارًا وحرائر، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أعان على قتل مسلم جاء يوم القيامة مكتوبًا بين عينيه آيس من رحمة الله).