يشكك باحث في صحة عملة quot;داعشquot; التي أصدرتها في الأنبار أخيرًا ومصدرها، بعدما كشف فيها أخطاء فضائحية جمة، إذ حملت اسم quot;دولة العراق الإسلاميةquot; وسقطت مفردة quot;الشامquot; من التسمية، كما إن ورقة النقود لم تحمل كلمة التوحيد، الشعار الأبرز لداعش.


بدأت الدولة الإسلامية في العراق والشام quot;داعشquot; عام 2014 بحالات من المدّ والجزر في حظوظها. إذ تمكنت الجماعة من تحقيق نصر عسكري كبير في مطلع كانون الثاني/يناير بسيطرتها على مدينتي الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار، التي تغطي نحو ثلث مساحة العراق.

لكن في الوقت الذي ارتفعت فيهأعلام داعش فوق مناطق من الأنبار، فإنها تلقت ضربات موجعة، كلفتها مواقع في سوريا، حيث اقتطعت لها رقعة أرض في الشمال.

وسوريًا، تضافرت ضد داعش فصائل متعددة في المعارضة السورية المسلحة، وفقدت قائدًا من كبار قادتها العسكريين، وطُردت من تنظيم القاعدة. وتوالت الضربات بمقتل أحد كوادرها، ومعه 21 عنصرًا في العراق، نتيجة خطأ حدث أثناء تدريبهم على تفخيخ السيارات للقيام بعمليات انتحارية.

في غمرة هذه الانتكاسات، اتخذت داعش خطوة رمزية نحو إعلان إمارة إسلامية في العراق بإصدار نقود ورقية للتداول في الأنبار، كما أفادت تقارير. ورأى مراقبون أن النقود الصادرة من quot;بنك داعش المركزيquot; تشي بعملية تزوير مفضوحة أو مناورة فاشلة، لما اعتراها من أخطاء لا يرتكبها حتى الهواة.

إذ تحمل ورقة داعش النقدية اسم quot;دولة العراق الإسلاميةquot;، باللغتين العربية والانكليزية، لكن اسم الجماعة الرسمي هو quot;الدولة الإسلامية في العراق والشامquot;.

quot;الشامquot; أسقطت
ونقلت مجلة فورين بوليسي عن آدم حافظ، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، quot;إن داعش حاولت أخيرًا الحفاظ على وجودها في الشام، كما تبيّن الأحداث الأخيرة، وبالتالي يبدو من المستبعد أن تُسقِط كلمة quot;الشامquot; من ورقتها النقديةquot;.

أصدرت داعش ورقتها النقدية من فئة quot;مائة جنيه إسلاميquot;، كما طُبع عليها. لكن خبراء أشاروا إلى أن العملة العراقية هي الدينار، وليست الجنيه.

ركاكة أجنبية
لعل داعش حاولت إيصال رسالة أعمق دلالة بالتخلي عن الدينار العراقي، لكن الأرجح على ما يبدو أن المصّمم ارتكب خطأ أخرق، وهو ليس الخطأ الوحيد، فعبارة quot;مائة جنيه إسلاميquot; جاءت بالانكليزية ركيكة للغاية، علمًا أن تنظيم القاعدة حرص على استخدام الانكليزية في عمله الدعائي، كما أنه التنظيم الأول في الجزيرة العربية مثلًا الذييصدر مجلة بالانكليزية اسمها quot;إنسبايرquot; Inspire.

أين التوحيد؟
كذلك جاءت نقود داعش الورقية مشابهة للعملة الفلسطينية على نحو يثير الريبة. وأشارت الـquot;بي بي سيquot; إلى أنها مطابقة تقريبًا للورقة النقدية الفلسطينية من فئة 100 جنيه فلسطيني، وأن الاختلاف الأبرز هو صورة أسامة بن لادن، التي طُبعت في الزاوية السفلى على يمين ورقة داعش النقدية.

وبحسب الباحث حافظ، فإن من السمات المميزة لصورة داعش استخدامها مفردة التوحيد، التي تظهر في شعاراتها ووثائقها الأخرى. لكن غياب كلمة quot;التوحيدquot; يثير مزيدًا من التساؤلات عن مصدر العملة.