تسير الدبلوماسية التونسية مع تشكيل حكومة الكفاءات غير الحزبية، إلى تدارك الأخطاء التي قامت بها حركة النهضة الاسلامية وأثرت كثيرا في علاقات تونس بمحيطها العربي. وعاد السفير الإماراتي لمباشرة أعماله في تونس بعد غياب استمرّ 4 أشهر نتيجة تشنج العلاقة بين البلدين.
إيلاف من تونس: استأنف السفير الإماراتي لدى تونس أعماله بعد غياب دام أكثر من أربعة أشهر احتجاجًا على تصريحات للرئيس التونسي الموقت المنصف المرزوقي.
واستقبل وزير الخارجية التونسي الجديد، المنجي الحامدي، في مطار تونس قرطاج الدولي يوم الأحد، السفير الإماراتي المعتمد سالم عيسى القطامي الزعابي الذي كان استلم مهامه في أغسطس الماضي.
ووافقت الإمارات على عودة سفيرها إلى تونس صباح الأحد لمباشرة أعماله على رأس السفارة.
وتأتي موافقة الإمارات على عودة سفيرها إلى تونس بعد إقالة حكومة النهضة وتعويضها بحكومة كفاءات غير متحزبة، وذلك بعد حوار وطني استمر أشهرا، أفضى الى حكومة جديدة برئاسة المهدي جمعة وزير الصناعة سابقا، والمصادقة على دستور الجمهورية الثانية.
وكانت الإمارات سحبت سفيرها من تونس عقب تصريحات الرئيس منصف المرزوقي حول مصر ومطالبته الإفراج عن الرئيس المخلوع محمد مرسي.
وربطت وسائل إعلام تونسية حينها الخطوة الإمارتية بتصريحات المرزوقي التي طالب فيها من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، السلطات المصرية بإطلاق سراح المساجين السياسيين والرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
غير أن مراقبين استبعدوا ذلك، وأرجعوا الخطوة الإماراتية إلى حالة الفتور التي تسود العلاقات بين البلدين، بسبب اتهامات وجهتها بعض الأوساط المقربة من الاسلاميين في تونس، للإمارات العربية، بدعم حركة quot;تمردquot; التونسية.
وكانت الإمارات استدعت سفيرها في تونس للتشاور في تطور مفاجئ في 27 سبتمبر الماضي. ولم تحدد الإمارات بشكل رسمي، الأسباب التي تقف وراء هذه الخطوة.
ويبدو أن الحكومة التونسية الجديدة تحت قيادة مهدي جمعة تسعى لاستعادة علاقتها مع الدول العربية التي اتخذت موقفًا معاديًا من تونس نتيجة لتصريحات حركة النهضة الإسلامية التي حكمت البلاد لسنتين.
وشهدت العلاقة مع كل من الامارات والسعودية والجزائر ومصر فتورا كبيرا منذ وصول الاسلاميين الى الحكم، وعزل الجيش لمحمد مرسي في مصر.
ويجري مسؤولون تونسيون منذ أيام مباحثات مع السفير المصري في تونس حول إعادة نشاط الغرفة الاقتصادية المشتركة وبحث سبل تعاون اقتصادي جديد.
وفي الاتجاه ذاته، تعهدت الخارجية التونسية، تصحيح العلاقة مع الجانب السوري بعد أن سحبت تونس سفيرها من سوريا في وقت سابق، رغم وجود آلاف التونسيين في البلد الذي يشهد نزاعا مسلحا.
وقدّم السفير الإماراتي سالم القطام الزعابي في تونس، أوراق اعتماده سفيرًا فوق العادة، ومفوضًا للإمارات لدى تونس إلى الرئيس منصف المرزوقي في السابع من أغسطس الماضي.
واعتبرت صحف خليجية تصريحات المرزوقي بشأن مصر وقتها quot;تدخلاً فجًا وغير مدروس في شأن دولة ذات سيادة بحجم مصر، إضافة إلى أنها تشكيك في إرادة الشعب المصري، إلى جانب كونها دفاعًا مكشوفًا عن جماعة بحد ذاتها، لا حرصًا على الديمقراطيةquot;.
ووجهت انتقادات كثيرة لوزير الخارجية التونسي السابق رفيق عبد السلام وهو صهر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وانتقادات مماثلة الى الرئيس الموقت المنصف المرزوقي، بسبب ما قيل إنه quot;سوء إدارة لملف العلاقات الخارجيةquot;.
وفي تونس، تتقاسم رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية الصلاحيات فيما يتعلق بالقضايا الدبلوماسية وتمثيل تونس في الخارج وتعيين السفراء.
التعليقات