لست اجد سببا منطقيا واحدا ليكون الجواب quot;لا يجوزquot; ان يحتفل المسلمون بعيد ميلاد المسيح او الكريسماس. وإن سألت احدهم عالما كان او متطوعا مرتجلا عن سبب هذا الذي quot;لا يجوزquot; قال ان في ذلك تشبه بالكفار، وقد لعن الرسول عليه السلام التشبه بهم. او قد يكون المبرر ان في مشاركتهم اعيادهم محاباة لهم وولاء، وهذا ايضا مرفوض في الاسلام.
لكن لي رأي آخر.
أولا، الكفار هم اولئك الذين يكفرون بوجود إلاه واحد، وليس النصارى ولا اليهود ولا حتى المجوس ينكرون الإله الواحد.
ثانيا، ان المسلمين يقدسون عيسى عليه السلام. وله مرتبة عالية في الاسلام. فلماذا لا يكون هناك احتفال بعيد مولده كما هو الاحتفال بعيد مولد الرسول عليه السلام؟
سألني أحدهم مستنكرا: لماذا لا يحتفل النصاري بأعيادنا نحن حتى نشاركهم الاحتفال بأعيادهم؟
وهذا سؤال منطقي، وله اكثر من جواب منطقي بالمثل. فنحن نعترف بعيسى نبيا، لكنهم لا يعترفون برسولنا الكريم. ولست ارى من المنطق ان يحتفلوا بعيد من لا يعترفون به. أما نحن فنعترف بنبوة عيسى ونقدسه.
يبقى السؤال الأهم: ما الفائدة من أن نشارك العالم المسيحي احتفالاته؟
لأننا بحاجة الى أثبات تسامحنا مع المسيحيين الذين يعيشون بيننا ويشاركوننا الوطن والهوية والانتماء. ليس محاباة لهم او لغيرهم، بل لأنهم اصحاب ارض وحق وشركاء في العمل والبناء وحتى في الدفاع عن القضايا العربية، واولها القضية الفلسطينية ذاتها.
نحن في حاجة ايضا الى اثبات تسامحنا مع الأديان كلها، والتأكيد على أننا لا نريد شرا بأحد، ولا نعادي أحد، ولا نريد ان ندمر الشيطان في عقر دارهم والذي يضمر لنا السوء كل حين. فلنا نحن ايضا شيطان يسكن عقر دارنا، ويضمر السوء ذاته لنا ولهم.
- آخر تحديث :
التعليقات