لعل خوفنا سيطول من كلمات هي مجرد احرف متراصة كجنود ينفذون أوامر لا يصنعونها بل ولا يعونها احيانا؟
أتحدث هنا عن quot;اليومquot; الوطني، وعن quot;يومquot; ميلادي، وعن quot;يومquot; زواجي الذي لم يأت بعد. أتحدث عن مجتمي السعودي الذي ما يزال معظمه يرفض كلمة عيد لأنها مخالفة صريحة للشريعة الاسلامية التي ترفض ان يكون هناك اكثر من عيدي الفطر والأضحى. فلا عيد وطني ولا عيد ميلاد ولا عيد زواج.
هل نحن وحدنا إذا من يسير على الشرع ولا تسير عليه مصر او المغرب او السودان التي تحتفي بأعيادها القومية والوطنية وانتصاراتها؟
ما المشكلة لو قلنا quot;العيد الوطنيquot; او quot;عيد الميلادquot;؟ هل سنخرج بذلك عن الملة؟ هل كلمة واحدة تخرج الإنسان عن عقيدة هو مؤمن بها وفخور بها ومتمسك بها أبا عن جد؟
نحن ما عدنا نبحث عن طريق آمن يسكنه الصواب، بل عن طريق صعب نتصيد فيه الخطأ. نبحث في كل كتب تاريخنا عن خطأ هنا وآخر هناك. ننبش حبات الرمل لنبحث عن كلمة مدسوسة نقول للناس ان النطق بها حرام، والتمسك بها حرام، والإدعاء بوجودها حرام.
كلمة واحدة.. ما تزال تخيفنا. ماذا تفعل الكلمات الأخرى التافهة في قاموسنا العربي؟ هل هي حلال وكلمة عيد وحدها محرمة في الحياة والكتابة؟
لكلمة quot;عيدquot; رنة أمل وسط ضجيج الهزيمة. رنة عطر خالص وسط الروائح العطنة المحيطة بنا. كلنا في حاجة الى بهجة ولو عابرة، ولو في نصف كلمة. لكن حتى الكلمة اصبحت مرفوضة. لن يطول الوقت كثيرا قبل ان تصبح كلمة quot;احتفالquot; ممنوعة هي الأخرى لأنها تدخل البهجة الى النفوس. ولم لا..؟ فنحن ما عدنا نبحث عن حرام او حلال، بل عن ما ينغص علينا حياتنا، ويزيد من قسوتها.
- آخر تحديث :
التعليقات