كنا والى فترة بسيطة نقرأ في كل مظاهرة أو صطدام مع الجماهير العبارة التالية: الاسلام هو الحل. عندما يرتفع سعر السكر ترتفع العبارة ذاتها. عندما تقصفنا اسرائيل ترتفع العبارة ذاتها. عندما نهزم في مباراة كرة قدم نرفع العبارة ذاتها. باختصار، هي عبارة ترتفع كلما واجهتنا ازمة من نوع ما.
اليوم يبدو ان الأمور تختلف. فرغم ان ازماتنا تتعاظم، ومشاكلنا تكثر، إلا ان الشعار ذاته بدا خافتا باهتا، او حتى غائبا عن الانظار.
هل وجدت الجماهير إذا ان الاسلام ليس هو الحل؟
هل خيب الاسلام ظنها ام هي من خيبت ظن الاسلام؟
من كان في حاجة الآخر لينتصر، الاسلام ام الجماهير؟
لنأخذ الأمر بالشكل التالي: الإسلام موجود منذ اكثر من اربعة عشر قرنا. والمشاكل موجودة به وبدونه. هذا يعني انه لا يمكن ان يكون الاسلام حلا لكل شيء. بل لعل اقحام الدين في كل شيء كان هو صلب المشكلة لا طريقا لحلها.
هل أدركت الجماهير العربية ذلك؟
لست اعتقد انها قد ادركت الأمر بعد. بل ان التمسك بالدين يزداد قوة كلما عظمت الازمات. لكن عدم الافصاح وعدم رفع شعار ان الاسلام هو الحل مرده في قناعتي الخوف من الاتهام بالارهاب والتطرف لا أكثر.
فحتى الدول التي تحسب على انها حجر اساس في العقيدة، مثل السعودية ومصر، دخلت في مواجهات صعبة وقاسية مع التطرف الديني، جعل من مسألة رفع الشعارات الدينية مصدر خوف يعرض صاحبها لشبهة هو في غنى عنها. لكن ما في القلب في القلب. وسيأتي يوم ينفجر ما في النفس من غضب بشعارات اكثر قوة. فالدول العربية شبه عاجزة عن امتصاص غضب الشارع، حيث الفساد ما يزال قائما، والوضع الاقتصادي يتعقد. وليس امام الناس سوى الدعاء والصلاة وانتظار الوقت المناسب لرفع الشعارات من جديد، او حتى الدخول في صدامات قوية. باختصار، هي مسألة وقت لا أكثر.

[email protected]