منذ أيام، تعالت اصوات البعض لفتح باب الجهاد ردا على ما حدث في الاقصى الشريف.
لم تكن تلك المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يطالب فيها البعض بفتح باب الجهاد.
الملاحظ ان الذين طالبوا بذلك ليسوا من العامة، بل من الخاصة. من الطبقة المتعلمة المثقفة والثرية أيضا.
في رأيي ان ذلك تصرف خاطئ تماما. فليس من المنطق ان نطالب بفتح باب الجهاد أمام كل شيء يعترض طريقنا. واذا طالبنا بذلك اليوم من اجل الاقصى، فغدا قد نطالب به من أجل مسجد في الكونغو، ثم نطالب به من أجل هزيمتنا في مباراة كرة قدم امام أمريكا.
الجهاد ليس ركنا من اركان الاسلام. وفتح باب الجهاد مسألة يجب ان يعاد النظر في أمرها. ثم ماذا نعني بفتح باب الجهاد؟ ان نسعى الى نشر الاسلام على ظهور الخيل؟
من سيرضى بذلك؟
نحن المسلمون لن نستطيع ولن نرضى بذلك لأنه بكل بساطة سيزيد من خوف العالم منا، وبالتالي كسب المزيد من العداء الذي لا نريد، ويكفي ما نحن فيه.
الجهاد حدث تاريخي انتهى في فترة زمنية معينة. انه يشبه في نظري حركات الاستعمار والوصاية القديمة. ما عاد لها وجود. ولن يقبل بها أحد اليوم تحت أي ذريعة.
سيقول البعض أني ضد نشر الاسلام. وأني ضد الاسلام نفسه. وأنا أقول بأني مسلم فخور بدينه، ومدافع عنه. وان اعتدى أحد على هذا الدين دافعت عنه. لكني هنا لن اسمي ذلك جهادا، بل دفاعا عن النفس والدين. إنه شأن أي واحد يدافع عن مبادئه من اعتداء الآخرين عليها. لا يمكن ان نسمي ذلك جهادا ومن يموت من أجله شهيدا. أسميه بطلا، وصاحب مبدأ نعم، بعيدا عن ادعاءات الشهادة والمطالبة بفتح باب الجهاد بسبب وغير سبب.

[email protected]