احترت جدا مع البيت الأبيض وقوات التحالف وحتى الدول الاسلامية بشأن طالبان.
فهل طالبان حركة ارهابية أم حركة سياسية ارهابية، ام حركة تجديد دينية.. أم ماذا بالفعل؟
سبب حيرتي أنني في الوقت الذي اسمع فيه اخبارا عن عزم قوات التحالف وباكستان وكابل على استئصال طالبان كونها حركة ارهابية، ها أنذا أسمع الدعوات تزداد للحوار مع قادتها.
من جهة هناك آلاف يقتلون، بدعوى انهم من طالبان. ومن جهة هناك حوارات مع قيادات الحركة.
اريد ان اعرف اولا، كيف يمكن التثبت من ان كل قتيل في قصف جوي او مدفعي هو من طالبان؟ من شكل لحيته مثلا؟ من شكل ثيابه؟ ام من بطاقة تعريف الكترونية مخبأة في اسنانه؟
اريد ان اعرف ايضا هل هناك نساء عضوات في طالبان؟ وهل هناك اطفال ايضا؟ لماذا يقتلون اذا؟
عندما كنت في زيارة الى كابل لاجراء لقاء مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي، عرفت من مرافقي ان قوات طالبان تكاد تحيط بكابل. بسؤالي للرئيس نفى ذلك، لكنه قال انه مستعد للتفاوض مع زعيم طالبان ملا عمر.
ما فائدة الحرب التي شنت اذا ضد افغانستان وقتل الآلاف ثم نتحول بعد حين من قتال خصم لا نعترف به، الى استجداء الحوار معه؟
ما اريد ان اقوله ان الولايات المتحدة اليوم تملك رؤية ضبابية تجاه المنطقة اكثر مما سبق. وقد انعكس ذلك تخبطا في تقدير المذنب والبريء، سواء في الصومال، او السودان، او الخليج العربي وايران، وحتى كوريا الشمالية مرورا بأفغانستان. هذه الرؤية الضبابية آخذة في الانتشار كعدوى حتى لدى القيادات الغربية التي كانت تتصف بأنها اكثر اتزانا من واشنطن.
ربما من المبكر الحكم على الادارة الجديدة للبيت الأبيض. لكن المثل العربي يقول المكتوب يظهر من عنوانه. وحتى الآن لا اقرأ في عنوان البيت الأبيض سوى المزيد من التخبط في السياسات الخارجية.
الادارة السابقة كانت تملك خطا سياسيا واحدا متشددا وسيئا. لكن عدم وجود خط واضح هو اسوء من خط سياسي سيء.
أتمنى ان اكون مخطئا..
لكني اتمنى ان لا نذهب كثيرا وراء السياسات الأمريكية حتى نعرف الى اين تتجه السفينة.
فإذا كانت الولايات المتحدة ما تزال تجهل الكثير عنا وعن منطقتنا، فكلي ثقة ان الجاهل فينا يعرف عن امريكا اكثر مما تعرف هي عن الفرق بين الشيشان وافغانستان.