كثر الحديث عن مشكلة التركيبة السكانية في الخليج، وتحديدا في الامارات العربية المتحدة. واليوم قرأت ما قاله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في لقاء مع جريدة quot;الحياةquot; ما نصه: quot;إننا ننظر إلى التركيبة السكانية لدولة الإمارات من منظور إيجابي يجسد قدرة شعبنا ودولتنا على انصهار هذا الكمّ والتنوع البشري في إطار إنساني قادر على إعطاء نموذج لقدرة التفاعل الإنساني في عملية البناء والنهوض بدولتنا..quot;
سأصف ما قاله رئيس الدولة الاماراتي بكلمة واحدة: رائع
والسبب الذي يجعلني اؤمن بهذا الوصف هو المفردة الجميلة التي استخدمها الشيخ خليفة عندما اكد على مسألة مهمة غابت عن عيون أهل الخليج، حكاما وشعوبا، في التعامل مع التريكبة السكانية، وهي مسألة الانصهار. انها لفظة سياسية تحدث عنها وحث اليها الكثير من الكتاب والمفكرين السياسيين طوال عقود مضت، ذلك ان مشكلة الانصهار الاجتماعي تحديدا، كانت تأخذ اهتماما لدى المفكرين، في وقت عانت فيه كثير من الدول، حتى الاوربية منها من مسألة التركيبة السكانية، في وقت ما.
كان الحل الأمثل في الانصهار. والمقصود به هو ذاته ما تحدث عنه الشيخ خليفة مسترسلا عندما قال ان هذا الانصهار quot;قادر على اعطاء نموذج لقدرة التفاعل الانساني في عملية البناءquot;. اي انه الوسيلة التي توحد الجميع لغاية واحدة، وهي البناء، بعيدا عن نظرة الشك في الآخر.
هذا التصريح من اجمل ما قرأت عن مشكلة التركيبة السكانية في الخليج. ذلك انني كنت، وما زلت، اعتقد ان التعامل مع هذه المشكلة لا يأتي بالتهويل منها الى درجة تحويلها الى كابوس وطني، بل وهمّ على مستوى كل مواطن. اذ من شأن ذلك الانتقال من مشكلة تركيبة سكانية، الى مشكلة عداوة انسانية.
فمن يقرأ الصحافة الخليجية في الفترة الأخيرة وحديثها المكرر عن التركيبة السكانية سيجد ان رد الفعل كان سلبيا على الطرفين: المواطنون الذين سكنهم الخوف من الغرباء، والغرباء الذين سكنهم الشك من المواطنين.
وليس ذلك من صفات مجتمع يريد ان ينطلق الى الامام بقوة. ولسنا في حاجة الى نظرة شك تنزرع بيننا تقودنا الى طريق يعلم الله في أي واد سينتهي. ولن اضيف جديدا اذا قلت بأننا احوج ما نكون الى الآخرين ليساهموا معنا في بناء مجتمعنا، دون التشكيك في وجودهم من حيث النفع والعدم.
وسبق ان تسائلت في مقال سابق: من قال ان غير المواطنين لا يهتمون بالمكان الذي يعيشون فيه؟
هم يهتمون به، لأنهم بكل بساطة يعيشون فيه.
من يستأجر دارا، لا يختلف كثيرا عن من يملك دارا. اذ لن يقدم احدهما على تخريب مكان يسكن فيه لأمد طويل.
من هنا تأتي أهمية كلمة الشيخ خليفة عندما استخدم مفردته الجميلة quot;انصهارquot; لايجاد تفاعل انساني لكل من يقيم على التراب ذاته، فيسهم الجميع في البناء.
أنا لست هنا أقلل من أهمية دراسة مسألة التركيبة السكانية، لكني لن اصفها بالمشكلة الكارثية، لأنها ببساطة ليست كذلك. خاصة ان استطعنا ان نخلق انصهارا يوحد الغاية بيننا، غاية ان نكون جميعا اناسا صالحين، نفيد انفسنا بالقدر الذي نفيد فيه مجتمعنا الذي نعيشه فيه.
[email protected]
سأصف ما قاله رئيس الدولة الاماراتي بكلمة واحدة: رائع
والسبب الذي يجعلني اؤمن بهذا الوصف هو المفردة الجميلة التي استخدمها الشيخ خليفة عندما اكد على مسألة مهمة غابت عن عيون أهل الخليج، حكاما وشعوبا، في التعامل مع التريكبة السكانية، وهي مسألة الانصهار. انها لفظة سياسية تحدث عنها وحث اليها الكثير من الكتاب والمفكرين السياسيين طوال عقود مضت، ذلك ان مشكلة الانصهار الاجتماعي تحديدا، كانت تأخذ اهتماما لدى المفكرين، في وقت عانت فيه كثير من الدول، حتى الاوربية منها من مسألة التركيبة السكانية، في وقت ما.
كان الحل الأمثل في الانصهار. والمقصود به هو ذاته ما تحدث عنه الشيخ خليفة مسترسلا عندما قال ان هذا الانصهار quot;قادر على اعطاء نموذج لقدرة التفاعل الانساني في عملية البناءquot;. اي انه الوسيلة التي توحد الجميع لغاية واحدة، وهي البناء، بعيدا عن نظرة الشك في الآخر.
هذا التصريح من اجمل ما قرأت عن مشكلة التركيبة السكانية في الخليج. ذلك انني كنت، وما زلت، اعتقد ان التعامل مع هذه المشكلة لا يأتي بالتهويل منها الى درجة تحويلها الى كابوس وطني، بل وهمّ على مستوى كل مواطن. اذ من شأن ذلك الانتقال من مشكلة تركيبة سكانية، الى مشكلة عداوة انسانية.
فمن يقرأ الصحافة الخليجية في الفترة الأخيرة وحديثها المكرر عن التركيبة السكانية سيجد ان رد الفعل كان سلبيا على الطرفين: المواطنون الذين سكنهم الخوف من الغرباء، والغرباء الذين سكنهم الشك من المواطنين.
وليس ذلك من صفات مجتمع يريد ان ينطلق الى الامام بقوة. ولسنا في حاجة الى نظرة شك تنزرع بيننا تقودنا الى طريق يعلم الله في أي واد سينتهي. ولن اضيف جديدا اذا قلت بأننا احوج ما نكون الى الآخرين ليساهموا معنا في بناء مجتمعنا، دون التشكيك في وجودهم من حيث النفع والعدم.
وسبق ان تسائلت في مقال سابق: من قال ان غير المواطنين لا يهتمون بالمكان الذي يعيشون فيه؟
هم يهتمون به، لأنهم بكل بساطة يعيشون فيه.
من يستأجر دارا، لا يختلف كثيرا عن من يملك دارا. اذ لن يقدم احدهما على تخريب مكان يسكن فيه لأمد طويل.
من هنا تأتي أهمية كلمة الشيخ خليفة عندما استخدم مفردته الجميلة quot;انصهارquot; لايجاد تفاعل انساني لكل من يقيم على التراب ذاته، فيسهم الجميع في البناء.
أنا لست هنا أقلل من أهمية دراسة مسألة التركيبة السكانية، لكني لن اصفها بالمشكلة الكارثية، لأنها ببساطة ليست كذلك. خاصة ان استطعنا ان نخلق انصهارا يوحد الغاية بيننا، غاية ان نكون جميعا اناسا صالحين، نفيد انفسنا بالقدر الذي نفيد فيه مجتمعنا الذي نعيشه فيه.
[email protected]
التعليقات