باستثناء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، لم يتحدث ولا رئيس عربي بهذا القدر من الحماسة والتعاطف تجاه الشعب الفلسطيني، ولا تحدث بهذا القدر من النقد لاسرائيل على ما تفعله تجاه أهلنا في غزة.
لقد كان نقده شديدا.. لاذعا، وهو الذي يمثل دولة لها علاقة باسرائيل. دولة هي الوسيط الذي كانت ترجوه وترتاح له اسرائيل.
اعجبني في حديث الرئيس التركي ان رأيه كان مبنيا على بعد سياسي لا عاطفي. كما اكد هو بنفسه.
فالسياسة تنظر الى البعيد، وقد فعل هو..
فما الذي فعلناه نحن..؟
ولا دولة عربية، ولا دولة واحدة، تحدثت قيادتها بنفس قوة حديث الرئيس التركي، سواء من باب التعاطف، او من باب المصلحة السياسية.
لم تتحدث وهي التي في حالة حرب مع اسرائيل.
ولا ترتبط بعلاقة مع اسرائيل.
خائفة هي ربما رغم اعلان الحرب الصامت مع تل أبيب.. لكن خائفة من ماذا وقد هدّمت الدار وقتل الاطفال ورملت النساء؟
تمنيت لو اسمع كلمة لرئيس عربي واحد بنفس قوة حديث الرئيس التركي.
نقول وطن عربي واحد..
كذب..
نحن لسنا وطنا عربيا واحدا..
نحن مجموعة اوطان متفرقة، لا يجمعنا سوى شيء من التعاطف الرمزي.
هذا التعاطف مع الاطفال والابرياء في غزة لسنا في حاجة اليه. فحتى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز عبر عن مثل هذا التعاطف الكاذب.
الشارع العربي يملك من الاحتقان ما هو اقوى من قنبلة نووية. وما كان يريد تعاطفا دون مواقف جادة. دون كلمة قوية ومؤثرة كما فعل الرئيس التركي.
لرجب طيب اردوغان اقف احتراما.. وأقول له شكرا.. فقد عبرت عن مشاعر ملايين العرب، والمسلمين.
لقد عبرت عن ما خاف كثير منا التصريح به.
اعرف ان هناك من سيقول وماذا بعد؟
.. فماذا يا تركيا بعد؟
أقول نعم.. مطلوب ما هو اكثر.. لكن ليس من تركيا وحدها، بل منا نحن العرب.
أوليس نحن وطن عربي واحد؟