الاسلاميون.. لا اعرف لماذا يحملون هذا الاسم في وسط إسلامي بطبيعته. هل هم مسلمون بطريقة تختلف عن إسلام باقي المسلمين؟
كلنا يصلي ويصوم ويحسن معاملة الآخرين. والدين معاملة. لماذا هذا التمييز في الاسم اذا؟
افهم ان يتميز انسان بلقب يحمله او كنية تعبر عنه او عمل يقوم به. افهم ان يكون فلان هو أبو احمد، او يكون لقبه العطار. لكن ان يحمل صفة اسلامي في وسط كله اسلامي، فهذا غريب حقا. ماذا نسمي البقية اذا، كفرة؟
في قناعتي أننا ساهمنا بتعميق هذا المفهوم لأسباب اقتصادية وسياسية اكثر منها دينية.
ولأتحدث هنا عن مثال بسيط: البنوك الاسلامية التي تنتشر في العالم الاسلامي. مجرد تسميتها بالاسلامية هو نوع من التمييز الديني يجعل من البنوك الاخرى غير اسلامية تلقائيا. وهذا يعطي المتطرفين ذريعة في افكارهم التي يبشرون بها للأجيال القادمة.
اعجبني المغرب في عدم ربط مؤسساته بصفة الاسلامي. فلا بنوك اسلامية، او معاهد اسلامية، او جامعات اسلامية.
لأن المغرب كله مسلم، فلماذا اذا نميز المميز بطبيعته؟
انه كمن يقول هذا مسجد اسلامي مثلا. فهل يعقل ان يكون هناك مسجد على وجه الارض يختص بالبوذيين مثلا؟
وتأخذ الصورة نمطا اكثر خطورة في المسميات السياسية. مثل حماس الاسلامية. او المحاكم الاسلامية في الصومال. كلها مسميات تستغل لأهداف سياسية. انها تخاطب مشاعر البسطاء لاستقطابهم. تريد ان تقول لهم نحن المسلمون وحدنا.. والآخرون لا علاقة لهم بالاسلام. انهم يريدون ان يقولوا كذلك دون ان يعلنوها مباشرة.
الوضع الاصعب والاكثر خطورة هو امتداد هذه المسميات حتى المؤسسات التعليمية. فنصنف هذه بالجامعة الاسلامية، وتلك بالمدرسة الدينية.
ولست افهم ايضا كيف يمكن اطلاق هذه المسميات على مؤسسات تعليمية في بلاد اسلامية، كل مدارسها وجامعاتها تدرس المواد الدينية، لا الهندوسية ولا المسيحية.
أنا مسلم. قائم بكل واجباتي الدينية. فماذا يميزني عن الإسلاميين؟ لحية طويلة وثوب قصير؟ هذا ليس تميزا، بل تهريج.
إنها مسميات تخلخل المجتمع، وتفكك اوصاله، وتميز بين أبنائه ومؤسساته.
نحن كلنا ملسمون، ولو قصر بعضنا في صلاته او صيامه او زكاته، فالجزاء والتقدير ليس بيد البشر، بل بيد الخالق تعالى.
المهم هو الإيمان وحسن العمل. ففي الجنة متسع لكل المؤمنين، من كل العالم.