لم تتوان العدالة الهولندية عن تقديم نائب في البرلمان يتمتع بالحصانة الى المحاكمة بتهمة التحريض ضد المسلمين.
في حال إدانته فإنه سيسجن ويدفع غرامة مالية في سابقة سيسجلها التاريخ.
وأنا من موقعي هذا أقف احتراما لقرار محاكمته، ولمحاكمة كل من يحرض ضد ديانة او عرق او جنس.
سيبتهج العالم الاسلامي بالمحاكمة، وسيترقب بشغف نتائجها. أنا شخصيا سأفعل ذلك، لكن ليس ابتهاجا فقط بما سيجره النائب على نفسه، بل لأني آمل من كل قلبي ان يصل اليوم الذي نقوم فيه بالشيء ذاته مع كل من يسيء الى الديانات الأخرى او يحرض على كراهيتها كما نفعل نحن على كل منبر.
في الاسبوع الماضي فقط سمعت خطبة جمعة صبت كل غضب السماء على النصارى واليهود والشيعة. حتى الشيعة المسلمون لم يسلموا على منابرنا.
إن كنا نقول بأن محاكمنا الاسلامية عادلة، فيجب ان نحاكم كل داعية وخطيب على ما يبثه من كراهية وحقد ضد الآخرين.
ان كنا نقول بأننا نشرنا العدل في الارض، فيجب ان نطبق العدالة على ارضنا أولا قبل ان نطالب الآخرين بها.
لماذا نبتهج بمحاكمة نائب برلماني خائف على دينه وقوميته ووطنه وبنفس القدر نبتهج من داعية او شيخ وهو يفعل الشيء نفسه ليس مرة واحدة فقط؟
بريطانيا، وهي معقل للمسيحية رفضت دخول النائب فلدرز الى أرضها بسبب ما صدر عنه.
فأي بلد اسلامي سيمنع داعية او خطيبا من الدخول اليه لو فعل الشيء ذاته تجاه المسيحيين؟
لقد اخطأ النائب الهولندي بما فعل وها هو يدفع ثمن خطئه.
لكن متى سيدفع دعاتنا ثمن ما يرتكبونه من اخطاء تتكرر كل اسبوع، ان لم يكن كل يوم؟


[email protected]