بعيدا عن مسلسل quot;رأفت الهجانquot; وأداء عادل إمام في quot;طيور الظلامquot;، وحكاية انتصار المخابرات المصرية على الاسرائيلية، فإن ما نراه اليوم من اخفاق لا بأس به للمخابرات الاسرائيلية في قضية المبحوح يحتاج الى وقفة، او حتى نصف وقفة.
فقد كنا نصور quot;الموسادquot; على أنه مؤسسة لا تقهر، ومصنع جرائم لا يترك اثرا. لكن اغيتال المبحوح عكس الصورة.
من العبث القول المطلق بأن اسرائيل هي التي صنعت سيناريو الاغتيال طالما ان دليلا قطعيا لم يتم التوصل اليه بعد، لكن بما ان هناك قناعة بأن اسرائيل وراء العملية بنسبة 99 في المائة، فهذا يطرح سؤالا مهما:
هل تحطمت اسطورة quot;الموسادquot; الذي لا يقهر كما تحطمت اسطورة quot;الميركافاquot; التي لا تتحطم؟
الجواب في رأيي هو ان الموساد لم يكن يوما اسطورة حقيقية، بل وهما صنعه خيالنا المهزوم قبل ان تبدأ المعركة.
فقد اثبتت قصة المبحوح ان اسرائيل وكل جهاز استخباراتها اضعف من التخفي وراء جريمة اغتيال. بل ان القصة تشير الى ان الجهاز الأمني الاسرائيلي المرعب لم يكن قويا في يوم، بل نحن من كنا ضعفاء في منافسته. وفي التصدي له، وفي هزيمته.
لكن كيف نكون ضعفاء والعالم العربي جهاز امني بكامله؟
أقول نعم دولنا كلها أجهزة أمنية، لكن في الداخل لا الخارج. فقد حققت نجاحا اسكت أي صوت يقول quot;لاquot;. أما الموساد فهو أسطورة صنعها الاعلام، تماما مثل quot;الميركافاquot; التي لا تقهر ولا تهزم، فحطمتها قنبلة يدوية الصنع.
الكاميرات في دبي كانت اقوى من الموساد.
المخابرات في دبي كانت اقوى من الموساد.
موظفو الفندق في دبي كانوا أذكى من الموساد.
إذا، هو خوفنا ما جعل الموساد قويا، كما هو خوفنا الذي جعل من اسرائيل دولة لا تقهر.
احيانا يكون الخصم الهش قويا، ليس بسبب عظمته، بل بسبب ضعفنا نحن مقارنة به.
هو احساس القوة ما يخلق احساس التفوق، فإن فشل هذا تحطم ذاك.
- آخر تحديث :
التعليقات