تطالعنا الاخبار كل صباح عن قصف امريكي لمواقع تتبع القاعدة يسقط فيها عشرة او عشرون.
بدأ الأمر في افغانستان، ثم انتقل الى الباكستان، فاليمن، والصومال.
رويدا رويدا بدأت بعض الدول العربية وغير العربية ايضا تفعل الشيء ذاته عند أي عملية قصف يقتل فيها أناس بحجة انتمائهم للقاعدة. ولعلي اضرب مثلا هنا بما حدث في نيجريا حيث تم تصوير إعدام الجيش لأناس بالكاد يقفون على اقدامهم بسبب الجوع والفقر بحجة أنهم من القاعدة.
وأنا اسأل: ما هو الدليل على ان هؤلاء القتلى من القاعدة؟
لو صدقت امريكا، وحتى بعض الاعلام العربي وغير العربي أن كل القتلى هم أعضاء في القاعدة، فمن حقي عندها ان اشك في جاري وفي اصدقائي وزملائي، وحتى ذاك الجالس في البعيد.
امريكا لا تعرف من هو الارهابي لأنها لا تملك حتى اللحظة تفسيرا متفقا عليه او تعريفا مقنعا له. ونحن في العالم العربي بتنا نشاركها الأمر ذاته. ولست استبعد ان تتم تصفية معارضين او تنويريين تحت الذريعة ذاتها.
أذكر اني عندما كنت اقدم برنامجا حواريا على قناة دبي استضفت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية وسألته: كيف تتأكدون من ان قتلى القصف الأمريكي هم من القاعدة؟
لم يعطني جوابا مقنعا. ولست اعتقد انه يملكه ولا حتى الرئيس الأمريكي نفسه يملكه.
ان كانت امريكا تصنف اليوم كل ملتح بأنه ارهابي او من القاعدة، فلماذا نسير نحن على الطريق ذاته؟
علينا ان نعرف من هو مع القاعدة ومن ضدها. الأهم ان نعرف لماذا هو مع القاعدة، ان كان كذلك بالفعل، او ما الذي يمكن ان يدفعه ليكون من القاعدة لو شككنا في الأمر. ان كان السبب يرتبط بمدى حب السياسة الأمريكية او كرهها، فأعتقد ان كل العالم الاسلامي، وغير الاسلامي ايضا، هو عضو في القاعدة وفق القاموس الأمريكي.
أنا واثق ان هناك عناصر خطيرة من القاعدة قد ضربت بالفعل، ولعلها استحقت ذلك، لكني واثق ايضا بأن أبرياء كثيرين سقطوا بسبب شبهة لا أكثر، أو حتى تصفية حسابات لا علاقة لها بالقاعدة من قريب او بعيد.
- آخر تحديث :
التعليقات