دار بينى وبين زوجتى الحوار التالى:
- شفت إستقبال البرادعى لما رجع مصر
- البرادعى مين؟
- مش عارفة مين البرادعى؟ ده كان رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية؟
- ودى وكالة مين غير بواب؟
- لأ... هو كان البواب بتاعها!! بواب إيه ؟ووكالة إيه ياستى إنتى؟
- مش إنته إللى بتقوللى وكالة، بس بجد مين البرادعى ده
- ده ياستى شخصية هامة جدا على المستوى العالمى وكان عايش فى النمسا بقى له ييجى عشرين سنة
- طيب وإيه إللى رجعه مصر، بقى بالذمة حد يسيب النمسا ويرجع مصر، ده باين عليه راجل نمس!!
- ياستى هو راجع مصر عشان بيحب يعيش فى مصر، وكمان إنتهت مدة خدمته فى وكالة الطاقة النووية.
- آه يعنى هو راجع مصر يدور على شغل!!
- يدورعلى شغل إيه بس ياستى ده راجل حاصل على جائزة نوبل للسلام، تقولى لى يدور على شغل.
- إنت صدقنى بس، أصل الأزمة المالية العالمية ضربت أوروبا جامد، وعشان كده هو فقد وظيفته!
- ياستى إسمعينى، الراجل إنتهت مدة خدمتة فى الوكالة
- يعنى الوكالة دلوقت بقت فعلا وكالة من غير بواب!!
- خلاص ..الراجل فعلا راجع مصر يدور على شغل.
- جالك كلامى، وياترى عاوز يشتغل إيه ؟
- ده راسم على كبير قوى..عاوز يشتغل رئيس جمهورية.
- يانهاره أبيض... رئيس جمهورية حتة واحدة، إمال حسنى مبارك حيشتغل إيه؟ طيب ما يعمل بدل مع حسنى مبارك، هو يمسك الرئاسة وحسنى يمسك الوكالة!
- والله فكرة كويسة، بس فيه إحتمال إن حسنى مبارك مايرضاش يعيش فى النمسا
- ليه هو طايل؟
- أصلها بعيدة قوى عن شرم الشيخ.

...
ودار الحديث على هذا المنوال، وأنا أغبط زوجتى كثيرا لإبتعادها عن أخبار السياسة، فإهتمامتها لا تتعدى بيتها وبناتها وعملها وممارسة الرياضة، وأنا فى الحقيقة أتمنى أن أكون مثلهالا أعرف شيئا عن السياسة ولا أقرأ عنها ولا أكتب عنها ما دمت قررت عدم ممارستها، ولكنها مسألة إدمان منذ الصغر.
فإذا زوجتى المتعلمة لا تعرف شيئا عن البرادعى ما بالك بالحاجة عطيات المتواجدة فى قرية كفر الشلشمون مركز أشمون بمحافظة المنوفية، إن السبب فى أن الحاجة عطيات لا تعرف شيئا عن البرادعى هو التعتيم الإعلامى المصرى الرسمى على الدكتور البرادعى وهو شئ مخزى، وكأن الإعلام هو ملك لمؤسسة الرئاسة وليس ملكا لكل الشعب والذى من حقه أن يشاهد أحد أهم أبنائه عائدا لأرض الوطن بعد رحلة حافلة له ومشرفة كأحد أبناء مصر،

...
لا أخفى عليكم أننى قد دمعت عيناى وأنا أشاهد أستقبال البرادعى على الإنترنت وفى القنوات الفضائية وعرفت أن مصر تستحق أفضل من النظام الحالى بكثير، وأنه يجب علينا أن نكرر لهذا النظام كلمة عبد الناصر الشهيرة عندما قال قبل إتمام جلاء الإنجليز عن مصر: quot;إن على الإستعمار أن يحمل عصاه ويرحلquot;، ونقول للإستعمار المصرى الحديث: quot; إن على هذا النظام أن يحمل عصاه وأمواله ويرحلquot;، آن الأوان أن يحكم مصر خيرة أبنائها علما ونزاهة.
آن الآوان أن نقول لهم قولة مشجعى الكرة المصرية لجمهور الفريق المهزوم: quot;قاعدين ليه ما تقوموا تروحواquot;.
إن مصر تستحق أن تكون فى مستوى كوريا الجنوبية على الأقل لولا توقف مسيرة التنمية البشرية عام 1952، هذا ليس هجوما على من قام بحركة الضباط عام 1952، لأننى مؤمن تماما بأن نياتهم كانت حسنة، ولكن أحيانا quot;الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنةquot;، يجب ألا يتوقف التاريخ عند 1952، آن الآوان أن نطوى تلك الصفحة بشرورها الكثيرة وخيراتها القليلة، مازال هناك فرصة للحاق بركب الحداثة والمدنية، بإستخدام التكنولوجيا الحديثة نستطيع أن نفعل ذلك فى أقصر وقت ممكن.

...
فى إستطلاع رأى لإحدى القنوات الفضائية لمن يصلح لأن يكون رئيسا لمصرأخذ البرادعى نسبة تزيد عن %80، وهذه نسبة مبهرة حتى ولو لم تكن تمثل كل شرائح المصريين، وتدل على أن الناس قد (طهقت) من النظام الحالى وترغب فى تغيير جذرى، وأن الناس تتطلع إلى زعيم يقودها، وكما قال البرادعى فإنه لن يستطيع ولا يريد أن يلعب دور quot;المخلّصquot; لأن خلاص الشعب يكون بأيدى كل إبنائه، (وده مش أمانى وكلام أغانى) ولكنها الحقيقة، وإذا رأى الشعب المصرى كفاءة ونزاهة وعلم قادته فأنا واثق فى أنه لن يخذلهم، وإذا حدث وخذلهم (يبقى ذنبه على جنبه، ويستاهل كل إللى يجرى له).
لقد شاهدت بالأمس على الفيس بوك كلمة قصيرة للبرادعى يشكر فيها مؤيديه، ولكن كيف الوصول إلى الحاجة عطيات التى لم تسمع عن الفيس بوك فضلا عن الإنترنت أصلا، تلك الحاجة عطيات التى حققت نصف حلمها بأن حجت إلى بيت الله الحرام بعد أن عملت جمعية وقبضتها الأول، والآن اصبحت كل إمنتيها أن تزوج بناتها وأن تجد عملا لإبنها حسنين المتخرج من سنتين من مدرسة التجارة الثانوية، وأن تجد ثمن الدواء لزوجها المريض بداء الكلى، وأن تشاهد مسلسلة يسرا فى رمضان القادم، وأن تهتف ل (جدو) فى المبارة القادمة لفريق مصر القومى.
إن على الدكتور البرادعى ومؤيديه عملا شاقا أثقل من حمل جبل المقطم والعبور به إلى الضفة الأخرى من النيل، كيف لهم أن يجمعوا التأييد للبرادعى من كل الكفور والنجوع، كيف لهم أن يدفعوا الدولة إلى تعديل الدستور لكى يتسنى للبرادعى أن يرشح نفسه كمستقل، كيف لهم أن يمنعوا جيش الإنتهازيين الذين يريدون أن يركبوا موجة البرادعى بعد أن فشلوا عبر الثلاثين سنة الأخيرة فى أن يخلقوا لأنفسهم موجة تهز البلد كموجة البرادعى.
إن للبرادعى ميزة هائلة وهى أن الحكومة لن تستطيع أن تقبض عليه أو أن تلفق له قضية (اللهم إلا أنه كان عليه قضية نفقة لا نعرف عنها شيئا) الرجل حاصل على أعلى وسام مصرى، وحاصل على أعلى جائزة عالمية (نوبل)، فأعتقد أن الحكومة المصرية مهما بلغت غباوتها فلن تستطيع أن تمس شعرة منه (وخاصة أن الشعر الباقى فى راسه ليس بالكثيف)، وهذه ميزة هائلة أعتقد أنه لا يوجد مصرى لديه تلك الحصانة اليوم (بإستثناء جمال مبارك)، الحل السحرى فى رأئى هو أن يرى حسنى مبارك ومعاونيه أنه آن الأوان لتسليم الراية لغيرهم وهذا ماكان يفعله حسنى مبارك عندما تسلم الراية من قائد القوات الجوية السابق ليصبح هو القائد الجديد، هذه سنة الحياة وأن يفعلها بيده أكرم له كثيرا من إنتظاريد القدر.
لدى مؤيدى البرادعى عاما كاملا لشحن جهودهم، داخل وخارج الفيس بوك، وخارج الفيس بوك أهم كثيرا لأننا لا نريد للبرادعى أن يكون رئيسا إفتراضيا على الإنترنت!!
[email protected]