قامت الحرب العالمية الأولى بين مصر والجزائر فى أواخر القرن العشرين وبالتحديد فى يوم الجمعة 17 نوفمبر عام 1989، وكان من نتيجتها فوز مصر وذهابها إلى كأس العالم سنة 1990 للمرة الثانية فى تاريخها بعد إنتظار دام 56 عاما، يعنى فى حياتى الطويلة حتى الآن شاهدت الفريق المصرى فى كأس العالم مرة واحدة، أما فريق الجزائر فقد عاد من القاهرة بخفى حنين، وفى قول آخر عاد بحنين نفسه، وترك هذا مرارة لا تنسى فى نفوس مشجعى الجزائر، وفجأة وجدنا أنفسنا أمام مواجهة من نفس النوع فى القاهرة أيضا، بين فريقى مصر والجزائر وفى ظل فوضى الإعلام quot;الغير خلاقةquot; وجدنا أنفسنا أمام مايشبه التحضير للحرب العالمية الثانية، لدرجة أن منظمة الفيفا أشفقت على الحدث وقررت إرسال مخابراتها المركزية لمتابعة الحرب لكى تحكم ما إذا كانت الحرب تدور بشفافية وأخلاق رياضية حربية أم أنه سيكون هناك ضرب تحت الحزام، وإستعدادا للموقعة تذيع القنوات الفضائية والغير فضائية فى مصرأغنيات من نوع : quot;ياحبيبتى يامصرquot;، quot;خللى السلاح صاحىquot; و quot;عبرنا الهزيمةquot; و quot;بوس الواواquot;!! ولا أدرى ماذا تذيع القنوات الجزائرية، وتمت معاقبة المذيع quot;الخائنquot; أحمد شوبير بمنعه من زيارة الفريق المصرى بعد زيارته quot;المشينةquot; إلى أرض الأعداء فى الجزائر فى محاولة لإعادة العلاقات، وإتهمت جريدة مصرية بالخيانة العظمى لأنها طالبت بإستقبال الفريق الجزائرى بالورود فى محاولة للتطبيع، وفى الجزائر وضعت رؤوس الفنانات المصريات على أجساد لاعبى مصر فى محاولة للإهانة، ولست أدرى إن كانت هذه إهانة للاعبى مصر أم إهانة لفنانات مصر أم إهانة للإثنين معا، وأيضا تم إلباس مدرب مصر حسن شحاتة ملابس عروسة تزف إلى مدرب الجزائر، وأعتقد أن فى هذا إهانة لمدرب الجزائر، لأننى لو كنت محل مدرب الجزائر لرفضت رفضا باتا أن يتم زفافى إلى حسن شحاتة حتى لو كان مهر هذا الزواج هو كأس العالم نفسه!! وفى ظل تلك الأجواء الحربية تم رفع درجة الإستعداد لدى القوات المسلحة المصرية وقوات الأمن المركزى والمباحث العامة ومباحث التموين إلى أقصى درجة!
ولقد إتخذت قرارا وارجو أن تساعدونى فيه إحتجاجا على ما يحدث، فقد قررت إتخاذ موقفا حادا إزاء كل هذا وأرجو ألا أعاقب عليه بحرمانى من الجنسية المصرية، لقد قررت عدم مشاهدة تلك الموقعة الحربية لأننى لا أحب مشاهدة أفلام الرعب، وقررت بدلا عن هذا مشاهدة مباراة إنجلترا والبرازيل والتى سوف تقام فى نفس الموعد فى الدوحة.

وفى نفس الوقت حمدت الله على أننى لم أتزوج جزائرية وإلا لكان مصيرى هو هجرانى وخطف أطفالى من قبل الزوجة الجزائرية، ولقد حزنت وتأثرت للزوج الجزائرى الذى طفشت زوجته المصرية منه وأخذت طفلهما معا بعد مشادة عنيفة بسبب مباراة مصر والجزائر.

ولقد تخيلت القصة التالية وكيف تسببت مباراة مصر والجزائر فى تحويل قصة حب إلى قصة كراهية:

عفاف فتاة مصرية جميلة ذهبت لزيارة خالتها المقيمة فى باريس منذ عشرين عاما، وهناك تعرفت إلى quot;الشابquot; أحمد الجزائرى جار خالتها والذى كان يدرس فى باريس أيضا، وفى البداية لم تكن تفهم من كلامه كلمة واحدة، وأحيانا كانا يتبادلان الحديث بالفرنسية لسهولة الفهم، وبعد قصة حب عنيفة قررا الزواج وتم الفرح فى القاهرة فى فندق النيل هيلتون وقامت الراقصة دينا والشاب خالد بزفاف عفاف وأحمد، وعاشا فى تبات وبنات وخلفا ولاد و بنات (فى الحقيقة خلفا بنت واحدة إسمها جميلة تيمنا بالمناضلة الجزائرية جميلة بوحريد)، وعاشا حياة سعيدة فى مدينة الجزائر حيث كان أحمد يعمل مهندس بترول وعفاف مكثت فى البيت تعتنى بطفلتها وبيتها.
وحدث أول خلاف بينهما خلال مشاهدتهما مباراة مصر والجزائر الأولى، فجأة وجدت عفاف أنها لا تنتمى لزوجها عندما وجدته يرقص فرحا بفوز الجزائر على بلدها مصر بثلاثة أهداف لهدف واحد، ولم يراع مشاعرها عندما كانت تتألم لهزيمة مصر.
وكتمت عفاف المسكينة ألمها فى نفسها حتى جاء الإستعداد للموقعة الحالية ووجدت نفسها محاصرة بالهجوم على فريق مصر ومدرب مصر ومشجعى مصر من جانب الإعلام الجزائرى، ووجدت نفسها وحيدة تماما وزوجها إما كان مشغولا فى عمله أو كان يجارى أجهزة الإعلام الجزائرية فى هذا الهجوم، وذات يوم عاد أحمد من عمله مرهقا، ودار بينهما الحوار التالى (أحمد سوف يضطر للحديث باللهجة المصرية لأننى لا أتقن اللهجة الجزائرية!!):
- عفاف، أنا وصلت
- أهلا
(ولم تخرج إلى الباب كعادتها لإعطائه قبلة وحضن)
- ياترى فيه أكل إيه النهاردة؟
- الأكل عندك فى الثلاجة
- هو أنا محكوم على أنى آكل من الثلاجة كل يوم
- والله ده الموجود، مش كفاية على شغل البيت وواخدة بالى من جميلة
- إنتى عندك بنت واحدة محتاسة بيها، طيب ده أنا كانت أمى عندها أربع بنات وثلاث ولاد وعمرها ما كانت بتشتكى زيك
- طيب خللى أمك بقى تيجى تاخد بالها منك ومن جميلة
- إية اللهجة دى يا عفاف
- أهو والله أنا كده
- يعنى إيه إنتى كده
- يعنى أنا كده، يمكن كان حقك تتجوز واحدة من بلدك
- إيه الكلام ده
- يظهر إنك غلطت لما إتجوزت واحدة مصرية
- يظهر عندك حق، إذا كانت أخلاقك أصبحت كده
(ويذهب أحمد للجلوس أمام التليفزيون وهو فى شدة التوتر والعصبية، وعلى بعد منه جلست عفاف التى كانت تشاهد قناة فضائية تسخر من الفريق الجزائرى وتشحذ همة جمهور مصر، ولم يتملك أحمد نفسه وصرخ فى عفاف قائلا:
- إيه القرف إللى إنتى بتشوفيه ده
- أحسن من القرف بتاعكو
- برضه القرف بتاعتنا
(ويهجم أحمد على عفاف محاولا أن يخطف منها الريموت كنترول، وقاومت عفاف مقاومة مستميتة، ولم ينقذ الريوت من قبضتها إلا بكاء طفلتها جميلة من غرفة النوم، وفاز أحمد بالريموت، وذهبت عفاف لطفلتها، وأغلقت باب غرفة النوم عليها طوال الليل وهى تبكى وتحاول أن تخفف من بكاء جميلة، ونام أحمد فى غرفة الجلوس)
وبعد ظهر اليوم التالى عاد أحمد ويكتشف أن عفاف قد إختفت والطفلة جميلة، وطلبت اللجوء الكروى إلى السفارة المصرية!!

[email protected]