الحقيقة أننى لم أكره أى من زعماء إسرائيل كراهيتى للسيد نتنياهو رئيس الوزراء الحالى، حتى آريل شارون (ربنا يفك ضيقته أو ياخده ويريحه) كنت أكن له الإحترام لأنه كان رجلا فى الحرب والسلام، أما نتنياهو فلم يكن رجلا لا فى الحرب ولا فى السلام، بل كان رجلا فى بناء المستوطنات، وسوف يستمر فى بناء المستوطنات رغم أنف أوباما وبيدون وهيلارى وعباس وهنية ونجاد وكل الأخوة الأعداء!! ولا أريد أن أكرر النكتة التى كتبها أحمد رجب فى الأخبار أثناء فترة نتنياهو السابقة عندما قال: quot;نتن ياهوquot;.
ولقد شاهدت فقرات من خطاب نتنياهو فى نيويورك فى حضور هيلارى كلينتون، والتى قالت قبله:quot; إن بناء المستوطنات ليست فى مصلحة إسرائيلquot;، وهو كلام فى الحقيقة آخر دلع، يعنى لو كان بناء المستوطنات فى صالح إسرائيل (يبقى أوكى) طيب ياستى هيلارى: نيتنياهو بيعتقد إن بناء المستوطنات هو فى صالح إسرائيل، كان من المفروض أن تقولى كما قال سكرتير عام الأمم المتحدة quot;إن بناء المستوطنات غير شرعىquot;، ورد نتنياهو على هيلارى كلينتون فى عقر دارها (حيث أنها كانت سيناتور عن ولاية نيويورك): quot;أننا سوف نستمر بناء المستوطنات فى القدس لأننا نبنى فى القدس كأننا نبنى فى تل أبيبquot;، وكان ناقص يقول: quot;وإللى مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيطquot;

أهو الراجل جابها لكم على بلاطة، فماذا أنتم فاعلون يامعشر العرب بصفة عامة والفلسطينيون بصفة خاصة، هل نظل نبكى على أعتاب البيت الأبيض، هل نرجع لنصر نصر الله الإلهى الذى إكتفى بالنصر الإلهى الذى مابعده نصر، هل نرجع للمفاوضات وممكن نطلع بشئ ما، أم نرجع للهجمات الإنتحارية، أم نرجع لخطف الطائرات، أم أنها الحرب أم ماذا؟؟ تعالوا نرى وندرس بتمعن الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين:

أولا: خيار الحرب والمقاومة، أنا فى إعتقادى أنه فى وجود نتنياهو لا بد من المقاومة ولكن على المقاومة أن تختار أهدافها بعناية، عليكم بقوات الإحتلال أولا وعليكم بالمستوطنين ثانيا، إبتعدوا عن مهاجمة أى أهداف سهلة أخرى.

ثانيا: خيار خطف الطائرات، أصبح غير ممكن فى عصر أصبح فيه التفتيش فى المطارات لا يعترف بالخطوط الحمراء ووصل الأمر إلى المؤخرات الحمراء!!

ثالثا: الهجمات الإنتحارية داخل إسرائيل، أنا طول عمرى أرفضها وسوف أظل أرفضها حتى فى وجود نتنياهو، حتى بإفتراض أنها ممكنة فى ظل سور الضفة وحصار غزة.

رابعا: حرب شاملة من قبل الجيوش العربية، ها... ها... ده فى المشمش يا خبيبى (ليس هناك خطأ مطبعى) فى المشمش ياخبيبى!!

خامسا: خيار البكاء على أعتاب البيت الأبيض وخيار المفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة غير مجدى مع نتنياهو، وسوف يكسب بها الوقت، ويكفى أن نتنياهو وحزبه رفضوا إتفاقية أوسلو، وإتفقوا فى هذا مع حماس، وبعدين إيه يعنى حكاية مفاوضات غير مباشرة وإحنا مخاصمين إسرائيل ولن نتفاوض مباشرة معهم، والسيد عمرو موسى (الذى يحبه شعبان عبد الرحيم، ويكره من أجله إسرائيل) قاد مؤتمر الموافقة على المفاوضات الغير المباشرة، ياعم عمرو خليهم يتفاوضوا مع بعض مباشرة خلينا نخلص.
...
إذن فماذا بقى، أنا لدى الحل:
من الممكن أن يدخل عباس التاريخ مرة أخرى بعد أن دخله أول مرة بإعتباره مهندس إتفاقية أوسلو، ولقد لطش منه ياسر عرفات جائزة نوبل، كان من المفروض منحها لمحمود عباس، الحل الوحيد أمام عباس هو أن يكون غاندى أو نيلسون مانديلا، وأنا أعتبرهما من أهم رجالات القرن العشرين بلا منازع، غاندى جعل الشمس تغرب عن الإمبراطورية البريطانية بدون أن يطلق رصاصة واحدة وبدون أن يرتدى حزام ناسف، كل ماإرتداه هو شال صوف غزله بنفسه.
ومانديلا إستطاع من سجنه أن يقضى على أشد حكم عنصرى فى القرن العشرين، ويعتبر الحكم الإسرائيلى جنة إذا قارناه بحكم البيض فى جنوب أفريقيا قبل نيلسون مانديلا، وكان من عظمة مانديلا أنه عفا عن جلاديه، وخرج من السجن إلى رئاسة الجمهورية.
أنا أقترح على محمود عباس الآتى:

أولا: يبدأ مفاوضات مباشرة فقط بعد وقف بناء المستوطنات سواء فى الضفة أو فى القدس.
ثانيا: يعطى نتنياهو مهلة قدرها 30 يوما لإعلان وقف بناء المستوطنات.
ثالثا: بالطبع نتنياهو لن يوقف البناء، لذلك يعلن عباس حل السلطة الفلسطينية وإلغاء معاهدة أوسلو لعدم إلتزام إسرائيل بتطبيقها فيما يتعلق بالمستوطنات والقدس.
رابعا: يسلم عباس السلطة لقوات الإحتلال الإسرائيلية، خليهم يشربوها.
خامسا: يبدأ فى حركة عصيان مدنى واسعة النطاق تشمل كل أراضى فلسطين. وياحبذا لو إنضم سكان عرب 48 وعرب القدس إلى تلك الحركة.
سادسا: رفع قضايا فى المحاكم الدولية ضد بناء المستوطنات.
سابعا: الإمتناع عن شراء البضائع الإسرائيلية كلما أمكن ذلك.
ثامنا: إقناع مصر والأردن بعمل أى شئ دبلوماسى ضد إسرائيل، على الأقل سحب السفراء (وهذا أضعف الإيمان) وعدم إعادتهم حتى يتم سقوط نتنياهو أو إيقاف البناء فى المستوطنات.
....
علينا أن نعترف أنه ليس لدى الفلسطينيون سوى المقاومة السلبية، ولامانع أن تستمر معها المقاومة الإيجابية كلما أمكن ذلك، ولكن على السلطة الفلسطينية فى كل من الضفة وغزة أن تحل نفسها، ومازالت إسرائيل بصفتها قوة إحتلال مسئولة عن الإدارة المدنية لتلك الأراضى، إما أن تترك إسرائيل تلك الأراضى لأهلها ليكونوا عليها دولة أو يشربوا الإحتلال ومسئولياته.
...
ونصيحتى للأخوة الفلسطينيين: لا تمشوا وراء الأخوة العرب، ستخسروا البقية الباقية من فلسطين، لن يفعلوا لكم شيئا، يمكن يسكتوكم بقرشين. كل بلد تعمل لمصلحتها، فإعملوا أنتم أيضا لمصلحتكم.
نتنياهو يراهن على ضعفكم وتفككم ويعرف أنكم مع الأخوة العرب مجرد ظاهرة صوتية، يجب عليك ياأخ عباس أن تراهن على ضعف إئتلاف حكومة نتنياهو والتى من الممكن أن تسقط إن بدأت حركة مقاومة سلبية.
...
فهل يستطيع محمود عباس أن يصبح غاندى فلسطين، هل يستطيع أن يتخلص من عز ونعيم السلطة، ويعيش على لبن الماعز ويرتدى شال صوف صنع فى الصين!؟ المشكلة حنجيب المعزة منين!!
[email protected]