بعد سقوط النظام البائد عام2003 ودخول القوات الأمريكية واحتلال العراق برزت في بلدنا لعبة تقسيم المناصب بين الأحزاب والكتل السياسية، فأضحت لعبة توزيع الكراسي هي السائدة ومبدأ تقسيم الكعكة على جميع الأحزاب والكتل السياسية بصورة علنية، حتى أصبح لدينا (37) وزارة ! علما أن الصين بلد المليار نسمة لديه ((20 وزارة فقط !!!

وهذه العدد الكبير من الوزراء يؤدي إلى تداخل الصلاحيات وإرباك العمل وكان الأجدى إعطاء مجالس المحافظات صلاحيات بعض الوزارات أوإلغاءها، أوجد تقسيم هذه الوزارات على الكتل والأحزاب ؛ كي يرضى السياسيون بحصتهم من الغنيمة، ولكي يستطيع كل حزب من نهب الوزارة التي أصبحت من حصة حزبه، وكأنها أضحت ملكية خاصة له يتصرف بها كيفما يشاء دون رادع ورقيب، وحتى التعيين في تلك الوزارة يكون حصراً للمنتمين لذلك الحزب أو الكتلة وليت إسناد المنصب يكون على أساس النزاهة والمهنية والكفاءة ولأشخاص من التكنوقراط و على الاختصاص الدقيق، بل على أساس الحزبية الضيقة والولاء للكتلة والحزب مما يسهم في تأخر التنمية والازدهار وتأخر عملية البناء الإعمار.

المنصب امتحان عسير وعلى مستويات عدة، يغري المنصب صاحبه فيتكبر ويشعر بالتفوق على الآخرين(quot;فهو إنسان متميز ) ولولا ذلك لما حصل على المنصب !! وليس الحزب والكتلة هو ما أوصله لذلك المنصب.

يصعب على الكثيرين اجتياز امتحان القدرة على استغلال الصلاحيات لأغراض شخصية، وكأن لسان حاله يقول (أي شخص في مكاني كان سيفعل ذلك؟) كما يصعب على الكثيرين عدم استغلال المنصب للانتقام من أعدائهم، بقوله (هم يستحقون ).

ويُحاط صاحب المنصب بالكثير من المنافقين، وقد يصعب عليه التمييز بينهم وبين من يحملون له الودَّ ويخلصون له النصيحة بحق.. لصاحب المنصب وهج يبعد بعض الأصدقاء عنه، وعليه تقع مسؤولية أن لا يؤذي أعين الآخرين بوهج منصبه، وأن يحافظ على صداقتهم.. أخيراً المنصب سبب غيرة الكثيرين ومحاولتهم التقليل من شأن صاحب المنصب وتكسير طموحاته وعلى صاحب المنصب أن يصمَّ كل حواسه عنهم ؛ كي لا يقصر في أداء مهامه في خدمة الوطن والشعب اللذين أوصلاه لهذا المنصب وليس كفاءته وتميزه ؛ لأن هناك من هو أكفء وأحقّ بالمنصب منه إلا أنه ليس لديه حزب أو كتلة، هكذا يرى الناس المنصب.. وبين كل هؤلاء قد تتيه البوصلة ويصعب التمييز.. لذا المنصب امتحان عسير.. لايجتازه بنجاح إلا القليلون..

[email protected]