لازال النظام الايراني يصر قدما على المضي في مخططه التآمري ضد العراق، حيث لاتبدو في الآفاق ثمة مؤشرات تدل على أن هذا النظام يتخلى ولو قيد أنملة عن طموحاته العدوانية ضد أمن و استقرار العراق بشکل خاص و المنطقة بشکل عام.

لقد أثبت النظام الايراني بشکل واضح عزمه الراسخ على تحدي الارادة الدولية و فرض مشروعه الخاص على المنطقة و العالم و جعله أمرا واقعا على الرغم من أنف الجميع، و لاريب من أن العالم کله قد بات مدرکا لاسلوب الغطرسة و العنجهية الفجة التي يمارسه هذا النظام و يتجاهل کل القوانين الدولية و المعايير المتعارف عليها في التعامل، و على الرغم من إنصرام سنوات عديدة من سياسة(العصا و الجزرة)مع النظام الايراني، ومع فرض مختلف العقوبات عليه، إلا ان کل ذلك لم يمنعه من البقاء على قدميه و المضي بقوة في تحدي الارادة الدولية مما يوحي بأن هناك ثمة خلل کبير في اسلوب و منطق التعامل الدولي مع هذا النظام.

ان معظم السياسات التي أتبعها المجتمع الدولي من أجل دفع النظام الايرانيzwnj; للإنصياع للإرادة الدولية، أثبتت في نهاية المطاف عدم جدواها و انها لاتتمکن من إجبار النظام على تليين مواقفه المتشنجة و التوجه بسياق ينتهي بتلبية مطالب المجتمع الدولي، ولاسيما بخصوص مشروعه النووي المشبوه و خططه التآمرية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، ومن هنا، فإنه من الواجب و الضروري جدا على المجتمع الدولي أن يعيد النظر في سياساته المختلفة التي يتبعها مع النظام الايراني وان يفکر بآلية جديدة مختلفة أکثر تأثيرا على النظام الايراني، وقد أثبتت الاحداث و القرائن و الوقائع، أن أهم عامل يؤثر على النظام الايراني و يدفعه للشعور بالترنح و الدوار، يتجلى في منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي تتحمل منذ أکثر من ثلاثة عقود عبأ مقاومة استثنائية ضد سلطة رجال الدين، وانها الطرف الوحيد الذي استمر في رفض النظام و مقاومته منذ إعلانه لنظام ولاية الفقيه و لحد اليوم، ولئن کانت هنالك ثمة تغييرات جوهرية او جانبية في مواقف مختلف أطراف المعارضة الايرانية ضد النظام الايراني، إلا أن منظمة مجاهدي خلق کانت الطرڤ الايراني الوحيد الذي لم يغير مواقفه أبدا ضد النظام و بقي مصرا عليها، ومن أجل ذلك، فإن النظام الايراني إتبع خطة و اسلوبا خاصا في التعامل مع ملف مجاهدي خلق و منحها اولوية قصوى على مختلف الاصعدة حتى على الصعيد الدولي و خصوصا مع فرنسا و الولايات المتحدة الامريکية بشکل خاص، و دول الاتحاد الاوربي و العالم بشکل عام.

ان إثارة ملف مخيم أشرف و تلك المهلة التعسفية و غير القانونية التي حددها رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي لإغلاق أشرف، لاتخرج عن السياق العام الذي يتبعه النظام الايرانهzwnj; ضد هذه المنظمة، وانه حري على المجتمع الدولي و في هذه اللحظات الحرجة أن ينتبه الى أهمية ورقة معسکر أشرف في الضغط على النظام الايراني و دفعه الى زوايا ضيقة جدا، من المهم على المجتمع الدولي أن لايفرط بسهولة بواحدة من أهم و أجدى وسائل الضغط على النظام الايراني وان يتمسك بها من أجل عدم منح المزيد من الفرص لهذا النظام لکي يمتلك اسباب القوة و المنعة، وانه بدلا من تحديد مهلة لإغلاق معسکر أشرف، لابد من تحديد مهلة للنظام الايراني نفسه حتى ينصاع للإرادة الدولية.