حينما نقول المشهد السياسي العراق نرى أمامنا الكثير من الصعوبات والصراعات التي حدثت وتحدث بين الكتل السياسية التي تريد الهيمنة على مركز القرار وتتم عبر إبعاد الشركاء الآخرين منها لا سيما بعد ان اتفق الجميع بأن النظام الذي قد يكون النجاح محطته الأساسية هو quot;الديمقراطية التوافقيةquot;.
وبعد ان أعلن الرئيس الأمريكي أوباما بأن قواته ستنسحب من العراق بحلول نهاية العام الحالي بموجب الاتفاقية الأمنية واللقاءات التي عقدت بين الطرفين خلال بداية هذا العام،بدأ المشهد العراقي أكثر وضوحا من حيث التوقعات لان هنالك حقيقية لا يختلف عليها اثنان ألا وهي إن إعلان الانسحاب الأمريكي من العراق وسط الفشل العسكري والسياسي للقوات الأمريكية ستكون بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل جدا،لان الجميع كان يتوقع بقاء هذه القوات في العراق بحجة عدم انتهاء الخطر على العملية السياسية في البلاد.
ما يقلقنا نحن العراقيين إن الوضع في العراق على جميع الأصعدة تتوشح بالفشل التام بعدما لم تفلح نتائج الانتخابات التشريعية الماضية أن تجلب الاستقرار السياسي والأمني للمشهد العراقي نفسه على العكس من ذلك فأننا نعيش هذه الأيام صراعا شديدا بين الكتل السياسية من اجل تثبيت مكاسبها السياسية حتى ولو كان ذلك على حساب حلفائها، وبالتالي فأن قرار مجلس محافظة صلاح الدين حول إعلان إقليم خاص من حيث المبادئ الاقتصادية والإدارية هي بداية انجرار العملية السياسية إلى الخطر.
عموما إن هذه المحافظات منذ البداية وهي تحس بأنها مهمشة من قبل الحكومة المركزية وهذا الإحساس تبلور منذ هيمنة الصراع الطائفي على البلد.
لكننا قد أكدنا على هذا الموضوع في كثير من مقالاتنا السابقة ونؤكد ثانية بأن نظام الأقاليم لا سيما في الوقت الراهن لن ينجح في العراق لان اغلب الكتل السياسية وبالأخص زعماء تلك الكتل يؤمنون بنظرية quot;حكومة قوية ومركزيةquot; وهذا ما أكدتها المرحلة الماضية إضافة إلى إن العراق دولة ذات طابع مركزي،ومن هنا على الحكومة المركزية مراجعة بعض من سياستها تجاه الكثير من المحافظات لان حتى حلفاء الأمس بدوا يعبرون عن قلقهم وامتعاضهم إزاء العملية السياسية.
لو استمرت هذه الدوامة حتى لو بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد فكيفما خرجت أمريكا بخسارة من معركتها في العراق فأننا قد نتعرض إلى الهزيمة لكن هزيمة الأمريكان كلفتهم خسارة في الأرواح والأموال لكن هذه الهزيمة ان دارت على العراق فإنها ستكلف العراقيين خسارة كبيرة في أرضهم و ترابهم.
إلى الملتقى
- آخر تحديث :
التعليقات