يخطئ من يتصور مشکلة أشرف عبارة عن قضية تتعلق بمجموعة من اللاجئين و المسائل المتباينة المرتبطة بها، ذلك ان سکان أشرف لم يأzwnj;توا الى العراق عام 1986، کطالبي لجوء سياسي، او کهاربين من النظام، وانما قدموا وهم يحملون معهم مشروعا سياسيا فکريا طموحا من أجل تغيير الوضع السياسي في إيران، وقد لعبوا من خلال تواجدهم في العراق منذ عام 1986، دورا أقل مايمکن أن يقال عنه انه خدم السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.

ان مشکلة أشرف هي قضية أثبتت الوقائع و الاحداث المختلفة التي إرتبطت بها، انها قضية عميقة و استثنائية و يندر أن تجد مثيلا لها في التأريخ المعاصر للمنطقة و العالم، فبقدر ماتعرض سکان أشرف(أعضاء منظمة مجاهدي خلق)، من مؤامرات و دسائس خسيسة و لئيمة من جانب رجال الدين الحاکمين في إيران وصلت الى حد ليس مصادرzwnj;ة دورهم البارز و الرئيسي الذي لعبوه في قيام الثورة الايرانية وانما وصلت الى أکثر من ذلك بکثير حيث قاموا بتحريف و تشويه تأريخهم النضالي و إختلاق عمليات إرهابية من جانبه بإسمهم، فإنهمquot;أي منظمة مجاهدي خلق)، تعرضوا أيضا الى قدر کبير من الظلم و الاجحاف و الغبن من جانب العالم بصورة عامة و الغرب بصورة خاصة، وان إدراج منظمة مجاهدي خلق في قائمة المنظمات الارهابية في الوقت الذي کان الغرب کله و الولايات المتحدة الامريکية لها معلومات مؤکدة و موثقة عن الدور الکبير الذي يلعبه النظام الايراني في صناعة الارهاب و تغذيته و تمويله و توجيهه بمختلف السبل و الوسائل، لکن، وبدلا من محاسبة الجلاد و معاقبته، قاموا بالاقتصاص من الضحية!

ولم تصبح مشکلة أشرف بارزة إلا بعد أن بدأ الشارع الايراني بالتململ الذي طفقت آثاره تظهره رويدا رويدا منذ بدايات عام 2008، و تجسدت في إنتفاضة عام 2009، ضد إعادة إنتخاب محمود أحمدي نجاد لدورة رئاسية جديدة و مارافقتها من عمليات تزوير، لکن الامر لم يقف عند ذلك الحد وانما تجاوزه بکثير عندما وصل الى رفض نظام ولاية الفقيه برمته، و يومها، خرج قادة النظام الايراني يعلنون للعالم عنquot;دورquot;منظمة مجاهدي خلق في قيادة تلك الانتفاضة و انها هي تلك تقف خلف الانتفاضة کلها، لکن، النقطة المهمة جدا هي أن النظام الايراني لم يبادر الى إتهام منظمة مجاهدي خلق إلا عندما وصلت الانتفاضة الى حد رفض نظام ولاية الفقيه جملة و تفصيلا، وهي نقطة جديرة بالتأمل و التمعن، ذلك ان اساس الخلاف بين المنظمة و التيار الديني في إيران في بداية الثورة قد کان يتعلق برفض المنظمة لنظام ولاية الفقيه التي رأت انه يمثل الاعداد لنظام دکتاتوري جديد تحت يافطة الدين.

هذه النقطة المهمة جدا، أي رفض نظام ولاية الفقية، والدي هو موقف مبدأي راسخ لمنظمة مجاهدي خلق تصر عليه منذ أکثر من ثلاثة عقود، هي التي أطارت صواب قادة النظام الايراني و أفقدتهم توازنهم و دفعتهم لإعداد الخطط و الدسائس و المؤامرات ضد معسکر أشرف، إذ تيقنوا من أن رياح التغيير قادمة من هناك، ذلك انه المعقل الوحيد الذي ينادي برفض نظام ولاية الفقيه جملة و تفصيلا، ومن هنا، وبعد أن بدأت عملية سقوط الانظمة في المنطقة، ورأى النظام الخطر المحدق به، توجس ريبة من معسکر أشرف، حيث أنه لايمثل فقط کما أسلفنا معسکرا لمجموعة لاجئين وانما مشروعا سياسيا فکريا بديلا للنظام الايراني، وهذه النقطة الحساسة و الحيوية لها أهميتها القصوى ولاسيما في ظل الاوضاع الاستثنائية التي تمر بها بلدان المنطقة، فهي تمثل بديلا سياسيا فکريا جاهزا للنظام الديني المتطرف في إيران، وان أفکارها و منطلقاتها أثبت انتفاضة الشعب الايراني في 2009 ضد نظام ولاية الفقيه، لها تأثيراتها العميقة في داخل کافة شرائح ذلك الشعب.

إغلاق أشرف، کما يصر عليه رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي، هو مشروع لضرب البديل الجاهز لنظام ولاية الفقيه و إنهاء دوره في الساحة کما حلم و يحلم رجال الدين الحاکمين في إيران منذ أکثر من ثلاثة عقود بذلك من دون جدوى، وان المالکي يؤدي دورا سوف لن يذکره التأريخ له بالخير، مثلما ان الشعب الايراني و قواه الطليعية سوف لن تنساه بسهولة، وقطعا فإن هذه الخطة الخبيثة ومهما قطعت من أشواط بعيدة فإنها ليس بمقدورها أبدا من تغيير قدر نظام دکتاتوري شمولي يمثل الفاشية الدينية بأبشع صورها، وان نظام ولاية الفقيه ساقط لامحال!