ثمة مسعى للتظاهر يوم الجمعة 25 شباط الجاري فى ساحة التحرير ببغداد و بالنظر لمجهولية الداعين اليه و لتواضع شعاراتهم و هو ما يعكس سذاجة تصوراتهم لطبيعة النظام القائم اليوم فى العراق، و نظرا لما يشكله هذا المستوى المتدنى من الوعى السياسى من خطورة على طبيعة و مستقبل الانتفاضة التى يترقبها الناس فقد رأيت ان لا بد من تحذير عاجل و سريع قد يجنبنا احتمالات اجهاض انتفاضة نسعى اليها جميعا لتحرير وطننا و استعادة هويته الوطنية المصادرة و وحدته الضائعة و ضمان امنه المفقود و سيادته المباعة بثمن و اعلاء شأن مصالحه المشروعة فى ظرف ما زال العراقيون فيه يعانون من مصائب و مفاسد طغيان ذلك الصنم العميل و عصابته المجرمة التى استبدت لخمس و ثلاثين سنة، و لنحذر من الوقوع من جديد فى فخ خداع و تضليل آخر كما وقع العراقيون من قبل فى فخ و تضليل من يحكم البلاد اليوم من سماسرة الطائفية و العنصرية و اعوان الاستعمار من كل طائفة و مذهب و دين بعض تلك الشعارات تتعلق بفيضان الفساد و المطالبة البلهاء لحدمات مفقودة منذ سنين. هكذا و بكل سذاجة ترفع الشعارات الى لا تتناسب و مأساة العراق و محنته.
لنتسائل...لماذا لا يحقق المسؤلون الخدمات التى عليهم تحقيقها و دون ان يطالب بها الناس و من قبل ان يتظاهروا من اجلها؟
لماذا اذن يتقاضون تلك الرواتب الخيالية و لماذا لهم حماياتهم و امتيازاتهم و لبعضهم شهاداتهم المزورة؟
لماذا تخصص لهم تلك الحمايات و تستقطع تكاليفها من ارزاق العراقيين دون مقابل مجز؟
من هم اولئك المسؤلون؟
هل هم عصابة صدام؟
اين هى عصابة صدام؟ انها هربت و معها اكياس النقود
اليس الفاسدون اليوم هم من معارضى الخارج؟
اين اذن شعاراتهم حين كانوا يسرحون فى مواخير دول العدوان و اوكار الجاهلية؟
اليسو هم قيادات و اعضاء و مؤيدو الكتل السياسية الحاكمة اليوم و التى كانت قد جاءت مع المحتل و ما زالت فى حمايته؟

اليسو هم ذلك الرهط الذى تمتع برفاهية الغرب فاقام هناك و تبارك بجنسياته ثم جاء ليكمل المشوار حين دعاه المحتل؟
لا جدال فى ان طبيعة و هويات الفاسدين فى العراق تحتلف كثيرا عن طبيعة و هويات الفاسدين ان فى مصر او فى الجزائر
او اليمن او ليبيا او تونس او غيرها.

فى العراق، الفاسدون هم الذين جاؤا عن طريق انتخابات شارك فيها و باركها و دعا اليها الكثير من الداعين للتظاهر اليوم
فى العراق الفاسدون اليوم هم وزراء و نواب انتخبهم الكثير من الداعين للتظاهر اليوم
فى العراق، الفاسدون اليوم هم اصحاب الاسهم فى حكومة شركة النهب الوطنية و التى صفق لها الكثير من دعاة تظاهرة الغد
فى العراق، الفاسدون اليومهم قرون ذلك الثور الطائفى الذى ما زال ينطح الناس دون هدى
فى العراق، الفاسدون اليوم هم من تفاخر الكثير من دعاة التظاهر بانتخابهم بالامس
اما فى مصر و غيرها فالمتظاهرون لا يمتون للفاسدين بصلة
فى مصر وغيرها لم يتفاخر بعض المتظاهرين بنزاهة الانتخابات ثم انقلبوا عليها
فى مصرو غيرها كان الوطنيون يترقبون الظرف المناسب للطرق على النظام و رأسه
فى مصر هناك شعب يتظاهر لا طوائف
لنعد مرة اخرى لوضع العراق
فى العراق كانت اصوات مخلصة تحذر من مصائد المحتلين و تنصح بالابتعاد عن شرك الجاهلية
فى العراق ما زات اصوات تحذر من الفراغ السياسى الوطنى و تحذر من ان الفراغ هو لصالح الفاسدين
فى العراق، نرى اليوم ان الكثير من دعاة التظاهر انما كانوا يشكلون القاعدة الواسعة لرموز الفساد و اللصوصية
فى العراق، نرى ان الاجتثاث كان لاسقاط طائفة لتحل محلها طائفة اخرى و لم يكن ابدا لاسقاط
طاغية و عصابة.

لقد دفع العراقيون ثمنا باهظا كى يجىء هؤلاء الفاسدون فالثمن كان و ما زال هو احتلال بلدهم و الفاسدون ما جاؤا من خلال وثبة وطنية او ثورة لذلك كان عليهم اثبات نزاهتهم و عفتهم و كفائتهم ان كانوا يملكون منها شيئا او قدرا يمكنهممن ان يمسحوا عن وجوههم و اجسادهم ادران اثم لعين غير انهم تمادوا فى خيانتهم.
ترى....ماذا كانوا سيفعلون لو كانوا قد جاؤا من خلال وثبة وطنية او من خلال ثورة شعبية؟
اين نواب البرلمان؟

اليسو هم من غطى على لصوصية بعض الوزراء؟

اين كان دعاة تظاهرة الغد حين قامت السلطة بتهريب ايهم السامرائى و حازم الشعلان و نورى البدران و غيرهم؟
من انتخب نواب اليوم و نواب الامس؟
اللهم اشهد بانى لم انتخبهم.

فى زمن البرلمان السابق كنا نسمع احيانااصواتا تنطق ضد بعض الفاسدين فهل كان اصحاب تلك الاصوات مخلصون؟
كلا و رب الكعبة.

انما كانت تلك الاصوات هى للانتخابات لا لمحاربة الفساد و الفاسدين و المفسدين.
كانت الاصوات تلك هى للدعاية الانتخابية و لضمان حصد اصوات المغفلين
مرة اخرى..من هم الفاسدون؟
الفاسدون هم ادلاء المحتل و اعوانه و قد جاؤا من رحمه، فكيف يكون من سقط من رحم عاهر نزيها و شريفا و مخلصا؟
ان ادلاء المحتل و سماسرة الطائفية اللعينة و المتاجرون بالحقائب القومية و رواد تقسيم العراق و مخترعو القوميات و المذاهب و الاديان و ثرثاريو اخر زمان، كل اولئك كيف لهم ان يخلصو لعراق لم يعرفوه؟

الخيانة معصية كبرى و من جاء بالمحتل و اعتاش عليه و احتمى به و من استجار باسرائيل فانما ارتكب المعصية الكبرى، فكيف له ان لا يرتكب المعاصى الصغرى؟
حذار من فخ جديد.

لنعمل من اجل الاتفاق على ثوابت وطنية نشهد العالم عليها كى تتوحد اهدافنا و خطانا
و اليوم لنناضل من اجل اسقاط البرلمان فهو جحر الافاعى فهل سننجح؟!
الفساد ايها الاخوة هو فساد سياسى فان لم نكتسحه اكتسحنا والعراق كله
ليعيد الجميع الرؤية فى شعارات الطائفيين و العنصريين و فى مقدمتها توحيد الصف الوطنى قولا
ليس من الوطنية فى شىء ان يتم عزل عشرات الاف من العراقيين الوطنيين و هم اصلا كانوا من معارضى صدام
و بقدر ما كانت تسمح به ظروفهم ثم يؤتى اليوم بازلام صدام و حاملى اكياس نقود ساجدة ليتبؤوا مواقع عليا فى النظام الحالى

ساشارك مع المشاركين فى التظاهرة و استعيد بعضا من التأريخ الوطنى المجيد فقد كنت قد فصلت من دراستى الجامعية مرتين مرة يوم اشتركت في التظاهرة الوطنية لاستنكار العدوان الغادر على مصر و الثانية يوم اشتركت فى تظاهرة وطنية قبيل التغيير الوطنى الكبير و المدوى يوم 14 تموز عام 1958 و تمهيدا له.
معذرة ان استعرت اسما حملته معي طوال سنين كي اتقى هجمات زوار الفجر.