في وعظ للرئيس القذافي يوم 13 فبراير الماضي كان يلقيه أمام حشود من الصوفيين قدموا من كل أنحاء العالم، وكثير من رجال الدين الإسلامي من الأئمة والخطباء في الهند والباكستان وبنغلاديش والنيبال والفلبين وافغانستان وممالك افريقيا واسيا وغيرها، مع افواج من معتنقي الديانة الاسلامية الجدد القادمين من دول الاتحاد الافريقي، قسم الزعيم الليبي العالم الى مجموعة الوان متصارعة، فقد مثل العرب والمسلمين باللون الاخضر ( لون بلاده المفضل وكتابه الاخضر ) فيما جعل اللون الاصفر يؤشر الى الصين واليابان وكوريا مدعيا انه يمثل البوذية والكونفشيوسية، فيما جعل اللون الأبيض رمزا لأوربا وامريكا ومن ماثلهم وربما كان يومئ بتمثيل المسيحيين واليهود ايضا في ذلك اللون، وأبقى على اللون الأحمر رمزا للشيوعية في دول الاتحاد السوفييتي السابق وزعيمته روسيا!؟

وتحدث طويلا عن الصراع بين هذه الألوان وضرورة تحالف الأخضر مع الأصفر لقهر الأبيض ومنع امتداده ونفوذه في مناطق اللونين محذرا من وجود جيوب داخل الأبيض والأصفر تتعامل وتأتمر بأوامر ورغبات الأبيض، واشر الى قواعد ومراكز الأبيض في الخليج واليابان وكوريا واعتبرها خيانة كبرى، ومع كل ذلك كانت تلك ( الجماهير ) تهتف بحياته وخاصة أولئك الأعاجم القادمون من بلاد الأخضر والأصفر!؟

كما انه دعا ملايين الفلسطينيين في العالم الى الزحف باتجاه اسرائيل او اسراطين* من سوريا ولبنان والاردن ومصر وليبيا واوربا والاقامة عند الحدود على شكل مخيمات حتى تتم الموافقة على دخولهم (!) والأكثر إثارة في دعوته هو طلبه من الفلسطينيين الإقامة في السفن قبالة سواحل اسرائيل وبالذات من الذين يقيمون في ليبيا واوربا وامريكا!؟

وأنهى الزعيم وعظه بسلسلة طويلة من الشتائم للقادة العرب بدأها قائلا هؤلاء الكناسة والزبالة والسفالة والحقارة والجبناء والفاسدين المتعفنين...الخ

وفيما كانت مجاميع من الشباب تصرخ وتهتف بحياته كانت عدسات الكاميرات تتجه الى واحدة من اكثر اللافتات إثارة في مساحتها الكبيرة وما كتب عليها، حيث نصت على:

( شعوب العالم تحرق نفسها لتسقط رؤسائها ونحن نحرق كل العالم من اجل القائد القذافي )!؟

وكنا هنا ايضا نقرأ ونسمع:

( إذا قال صدام قال العراق )!؟

بعد أكثر من أربعين عاما من الحكم المطلق والعشرات من الحروب والمآسي في كثير من البلدان، ما يزال البعض يصر على حرق العالم باجمعه لكي يبقى الرئيس او الزعيم او القائد!؟

[email protected]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* اسراطين: وهو اسم أطلقه الزعيم الليبي على دولته المقترحة في إسرائيل او فلسطين والتي تضم المكونين اليهودي والعربي في دولة واحدة.