اليس من حق العراقي ان ينتفض ويحتج ويرفض الواقع السائد والوعود الزائفة؟
اليس من حق العراقي ان يشرب ماء رافديه صافيا؟
اليس من حق العراقي ان يرى النور بعد سنين الظلام وانقطاع الكهرباء؟
اليس من حق العراقي ان يملك سبرا من الارض ويسكن بيتا يكون ملجئا أمنا له ولعائلته؟
اليس من حق العراقي ان يتعلم ابنائه في مدارس راقية تتوفر على احدث الوسائل التقنية والتربوية والعلمية؟
اليس من حق العراقي ان ينال حقه في العيش الكريم وان يأخذ ولو جزءا يسيرا مما يسرقه اللصوص والمرتشون والفاسدين؟
اليس من حق العراقي ان يحصل على الوقود بأرخص الاثمان وهو في بلد يطفوا على بحيرات من البترول؟
اليس من حق العراقي ان يسير في شوارع معبدة وحدائق خضراء وهو الذي كان يسمى بلد الرافدين والنخيل؟
اليس من حق العراقي ان يعالج في المراكز الصحية وارقى المستشفيات وهو الذي كان معروفا بأفضل الاطباء المختصين واالجراحين؟
اليس من حق العراقي ان يعود لبلده من المنافي وبلدان المهجر بعد معاناة عذاب الغربة والاغتراب ومنهم اصحاب العقول والكفاءات لتوظف خبراتهم لمصلحة البلد واعادة بنائه؟
اليس من حق العراقي ان يجد في مدنه المعمار الراقي وهو يملك زهاء حديد سيدة العمارة والتصميم العالمي التي ينبغي ان نزهو بها ونفخر؟
اليس من حق العراقي ان تكون لديه احدث الاسواق التي تعج بمختلف البضائع والاحتياجات ولا ينتظر مفردات البطاقة التموينية الهزيلة؟
اليس من حق ملايين الايتام وعوائل الشهداء والارامل ان ينالوا الاهتمام والرعاية الانسانية؟
اليس من حق السجناء والمعتقلين ان يقدموا لمحاكم عادلة وان يبت في قضاياهم سريعا في دولة القانون ! والعراق هو من سن اولى القوانين للبشرية؟
اليس من حق العراقي ان يطالب بأن تكون الجامعات العراقية في افصل حالات التطور العلمي والاعتراف بشهاداتها في الشرق والغرب والعراق الذي كان مركز العلم وموطن العلماء؟
اليس من حق العراقي ان يحتج على اشاعة الجهل والامية وهو الذي ابتكر الكتابة والحرف للبشرية؟
اليس من حق المثقف العراقي ان يجد ادارات ثقافية واعية ومتخصصة وان تكون الثقافة والفنون في صدارة الصورة الاجتماعية، اليس العراق بلد الشعر والملاحم والفنون؟
اليس من حق الاجيال ان تجد الملاعب والساحات الرياضية للتدريب وممارسة الهوايات وتطويرها وتأهيل الابطال في ميادين الرياضة والشباب؟
اليس من حق العراقي ان يعرف اين تصرف المليارات وهو يسمع الارقام والمشاريع ولايجد لها انجازا في الواقع؟
، اليس من حق العراقي ان يعلم كيف تبرم العقود وتعقد الصفقات وتتم الاستثمارات الطويلة الامد من قبل البعض من المنتفعين وسماسرة بعض الاحزاب والمتنفدين؟
اليس من حق العراقي ان يشارك في بناء وطنه؟
اليس من حق العراقي ان يختار الشخص الذي يراه مناسبا لمستقبله؟
اليس من حق العراقي ان يقول كلمته بلا خوف ولا تردد وان يؤشر مواضع الخلل ويشير الى المتهاونيين والمخطئين والفاسدين؟
اليس من حق العراقي ان يحكم عقله ويقرأ صورة الواقع ليحلل ويفهم ويستنتج كي يساهم في تقييم الحال والمشاركة في القرار، وهو لديه مجلس برلمان منتخب ويتقاضى كل منهم راتبا كبيرا وامتيازات لاحصر لها، الا ينبغي ان يكون لسان الشعب وصوته العالي؟
اليس من حق العراقي ان يجرب الاختلاف وينتقد الاخطاء ويشيد بالعمل الصواب؟
من اجل كل هذا سينتفض اباء العراق ويطرق سلمية مشروعة يكفلها القانون من اجل الافضل والاحسن لنا جميعا، اذن لنمارس هذا الحق بطريقة تليق بهذه الاهداف العظيمة وبمستوى يرقى الى قيمة الانسان وعطاء وتضحيات ابناء العراق
ان الاحتجاج هو احد طرق الرفض للظلم ودعوة الى الحق والعدل انه القول الشجاع ورسم الطريق للاخرين كي يواصلوا المسير ويتجاوزوا الصعاب و يتفقوا حول المشترك الذي يوحد مطامحهم ويرسم خطوات دربهم نحو ذات الهدف وذات المصير.
في خضم هذا المد المتصاعد والانفتاح الكوني والامكانيات المتاحة للنقل الفضائي و النشر الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي بات الامر سهلا لان نقول مانريد، فلم تعد هناك سلطة لرقابة الاعلام الرسمي تكون عائقا امام ايصال الحقيقة او التعتيم والتضليل وتكميم الافواه.
لكن يتوجب علينا ونحن نتظاهر سلميا ان نحافظ على كل شىء ونحرص على المال العام واماكن الدولة لانها ملك الشعب وليس للحكومة يتوجب علينا ان نصون شرف الكلمة ونحترم مسؤولية الكتابة والشعارات المرفوعة لانها تمثل هموم الشعب ومطالبه، انطلاقا من ان الذي نخاطبه هو الاجدر بتحقيق اثر المكتوب وتقويم ما يتضمنه من افكار ومضامين ورؤى تتطلع صوب القادم مجسدة الصورة الابهى للواقع الذي نحلم ونريد.
اهمس وبهدوء الواثق لاولئك الذين يتعبون انفسهم كل يوم في النقاش والبحث عن مفردات الشك وتوجيه الاتهامات للغير ويجهدون انفسهم في مشاكل جانبية او مصالح ذاتية والتشبث في ربط الاسباب بأشكالات الماضي دائما واختلاق التبريرات والنظر دائما الى النصف الفارغة من الكأس لأن يعيدوا النظر ويراجعوا انفسهم ويتجاوزوا الصغائر من الامور والضغائن الشخصية وان يترفعوا عن النزول الى تناول الموضوعات الثانوية والاساءات المقصودة للاشخاص قدرما يوجهوا اهتمامهم لمناقشة مشاكل الناس وحاجاتهم ويقدموا الحلول السريعة والجديد من الافكار التي تعالج محنة الوطن وتأخذ به نحو شاطىء الامان وتنفيذ البرامج التنموية تلك التي من شأنها ان تبني وتعمر وتدفع بنا الى مواكبة مستجدات العصر واللحاق بركب العلم و التحضر لا العودة الى غابر الازمان واجترار الماضي والنحيب على الاطلال ليكن العراق بيتنا الكبير ولتتسع قلوبنا محبة الجميع ولتلتحم ارادة السواعد لتكون النهج والدليل صوب الاماني والطموح، ليكن العراق نبضنا بل االهاجس المزروع في النفوس والضمائر والعقول، سيبقى العراق شامخا رغم الاعادي والنوائب والجراح فهو المجرب عبر العصور بشعبه الذي لايعرف الذل ولم يصبر على ضيم فكيف به اليوم وهو يعاني عديد المشاكل وفي مقدمتها نقص الخدمات واستشراء الرشوة الفساد والبطالة وغياب الامن والقائمة تطول، لقد قرر الشعب ان ينتفض ويقول كلمته بصوت واحد ليسمع من به صمم ويرفع راياته طلبا للحق المشروع، اقسم الشعب ان يحتج على الوعود الزائفة والمشاريع الوهمية، انه صوت الشعب سيدوي في الافاق، انه قسم الشرفاء والفقراء والمظلومين ومن لايستكين. انه حقا زمن الشعوب.