لا توجد هدية تقدمها الى عدوك اثمن من ان تخسر صديقا، ليس ذلك فحسب بل تنقله من جانبك الى جانب العدو. هذه ميزة ومهارة لم نسمع فكرا او احدا او جماعة اختصت بها سوى جماعات التكفير الاسلاموية. آخر الجرائم المؤلمة هي خطفت الشاب الايطالي quot;فيتوريو أريغونيquot; في قطاع غزة بفلسطين، وقتلته على ايدي افراد ينتمون الى عدد من الجماعات السلفية الجهادية. ذنب هذا الشخص انه احب فلسطين وتفهم قضية الفلسطينيين، وجاء ليتضامن معهم. وأي جزء من فلسطين؟ انه قطاع غزة المحاصر، الذي عانى ولازال يعاني الكثير الكثير من ويلات الحصار الاسرائيلي وضرباته العسكرية وموجات الاغتيال التي تستهدف الناشطين، واسيجة العزلة ونقص الغذاء والدواء، وغياب او انهيار البنية التحتية، وتداعيات الانقسام السياسي بين الفلسطينيين وغيرها. غزة التي نادرا ما تشهد تعتطفا وتضامنا غربيا رسميا خاصة، بسبب كونها محكومة من قبل حركة حماس الاسلامية.
اذن اي تضحية يقدمها شخص غربي يقدم الى غزة معلنا تضلمنه مع اهلها؟؟ كان متوقعا ان تستهدفه اسرائيل مثلا من خلال عملائها على ابعد الاحتمالات، ولكن ان يأتي الفعل الاجرامي البشع من قبل جماعات سلفية من غزة ولاغراض مساومات سياسية او آيديولوجية فهذا ما يحير العقل.
ترى هل ان هذه الجماعات السلفية quot;عولمية اكثرquot; من مبتدعي العولمة، بحيث انها قفزت على واقع بيئتها ومجتمعها البائس في فلسطين عامة وغزة خاصة لتطبق ايديولوجية القاعدة في معاداة كل quot;انسان غربي او غير مسلم بل غير سلفي او على وجه الدقة من لا يتفق معهمquot;؟؟ وتماهوا في احلامهم/اوهامهم العولمية بـquot;اصلاحquot; العالم او حكمه.
اي وصمة واي عار جبلوه الى القضية الفلسطينية والاسلام؟؟ هل يعقل ان تخطف وتقتل شخصا غامر وتكبد الكثير ليأتي معلنا تضامنه معك ووقوفه الى جانبك، ولعل صوته يسمع ويصل اسرع من صوتك نتيجة انتمائه الجغرافي والعرقي والعقيدي والفكري. ياربــــــــــــــاه كم هو مؤلم ان تتكرر في الفضائيات صورة ذلك الشاب الشهم الذي قبل العلم الفلسطيني وهو يصرخ باعلى صوته محييا فلسطين الى جانب نبأ خطفه وقتله بطريقة بشعة على ايدي فلسطينيينquot; مدعين الاسلام quot;الصحيحquot;؟؟
ترى كم خسرت قضية فلسطين وغزة والاسلام والعرب نتيجة هذا الفعل الوحشي؟؟؟
ترى كم من المتعاطفين والمتضامنين والمتفهمين لمأساة الفلسطينيين انتقل الى صف اسرائيل؟؟؟
وكم من متضامن عازم على حذو فيتوريو أريغوني قد عدل عن تضامنه وانقلب على عقبيه؟ ان لم ينتقل الى الجبهة الاخرى؟؟
هل هناك غباء اشد من الا تخسر صديقا فحسب بل تنقله الى صف العدو؟؟
- آخر تحديث :
التعليقات