لن نلتفت إلى عناوين المقاومين، ورافعي شعار لا للتدخل الاجنبي، ولن نلتفت إلى من يكتب عن الجامع بوصفه مكانا لخروج المتظاهرين، ونعت الثورة بالسلفية، لن نلتفت إلى موقف روسيا والصين وبعض البلدان العربية التي تتراصف صفا واحدا لحماية نظام قاتل، لن نلتفت إلى عدم تضامن الشعوب العربية مع الشعب السوري كما تضامن هو معها دوما، لن نلتفت إلى المحللين السياسيين الذين يتحدثون عن أن هنالك انشقاقا خفيا داخل النظام بين الرئيس وبين العسكر، ولن نلتفت إلى بعض الناطقين العلمانويين، وبعض مدعي تمثيل مطالب الأقليات، جراء تخويفهم للناس من ثورة سورية كانت وستبقى درسا للعالم، لم يخرج شعب في وجه نظام قاتل كما فعل الشعب السوري، لن نلتفت لموقف الإدراة الأمريكية الحالية، الذي سيبقى لطخة عار في جبين السياسة الأمريكية، لن نلتفت إلى موقف الدول الأوروبية الذي كرس نفاقا قل نظيره في التعاطي مع الثورة السورية، لن نلتفت للأشقاء في لبنان الذين إما صمتوا أو تنادوا من أجل أن يخرجوا على الفضائيات لمساعدة النظام وتلميع صورته، لن نلتفت إلى محللين أردنيين يحسبون على التيار الإسلامي، وهم يتحدثون عن أن هذا النظام هو داعم للمشروع القومي للمقاومة، لن نلتفت إلى بعض معارضة مزمنة على الشقاق والنفاق والمحسوبيات، ولن نلتفت إلى خبراء غربيين يحاولون الآن رصد كيف يتم التنسيق بين قادة الثورة الميدانيين، لكي يقبضوا نقودا مقابل عملهم، ويستفيد النظام من دراساتهم...أم بعد كل هذا الدم، يجب أن نلتفت لكل هؤلاء كي نعرف حجم التواطؤ على شعبنا السوري، لم يتم التواطؤ على شعب في التاريخ كما يتم التواطؤ اليوم على شعبنا، قلت لبعض الأوروبيين: أن السيد العميد ماهر الأسد ليس بحاجة لكي يزور أوروبا، والسيد رامي مخلوف ليس بحاجة لبنوككم كي يخزن أمواله وأموال العائلة، ألا تذكرون عقوباتكم على أشخاص نظام صدام، بقيت 13 عاما، ولم تفلح، الموضوع هو قانون يا سادة، قانون يتعلق بشرعية أو عدم شرعية هذا النظام بشخوصه، هنا تكمن القضية، إنها قانون يجب من خلاله تحويل القاتل إلى محكمة دولية، هذا أقل ما يمكن أن تغطوا جبينكم من هذا العار..جبين المقاومين وجبين حسن نصرالله وعلي خامنئي وبعض الرؤساء والملوك العرب، إنه دم أطفال وشباب سورية، إنه كرامة من تظاهروا من مثقفي سورية رجالا ونساء البارحة10.05.2011 في ساحة عرنوس، عمار ديوب الكاتب العلماني المتشدد بعلمانيته والذي لايزال معتقلا، والدكتور جلال نوفل وغيرهم، الذين نزلت على رؤوسهم هراوات القاتل وقبضات شبيحته، من المدربين على الحقد على شعبنا وقتله بدم بارد..

سنلتفت إلى الموقف الإسرائيلي الذي أقام غرفة عمليات من أجل أن يحمي هذا النظام من عقوبات تجره إلى المحاكم الدولية، نعم إنها غرفة عمليات بكل ما تعني الكلمة من معنى، إسرائيل تحمي نظامكم المقاوم، هذا ما نشاهده ونلمسه يوميا هنا في منابر أوروبا وكواليسها ومؤتمراتها، إسرائيل التي تدعي أنها تريد السلام، عن أي سلام تتحدث وهي تحمي ثقافة الحقد والقتل على يد النظام السوري المدلل عندها، ألا تخجل نخب السلام الإسرائيلي من نفسها، ألا تتذكر كما يتحدثون دوما عن الهولوكوست؟ ما يحدث الآن في سورية هولوكوست، على الطريقة الأسدية. أليس من حق الشعب السوري بعد كل هذا أن يرفض السلام مع حكومة تدعم من يقتله؟ الإسرائيليون يقولون للنظام سرا وعلانية اقتل ومنع السفر لرجالاتك هذا يمكن أن يتوقف بعد أن تمر عمليات القتل، ونحن نأخذ على عاتقنا لكي يعود باستطاعة السيد العميد ماهر الأسد بالسفر مجددا إلى دول الاتحاد الأوروبي، كما فعلنا ولازلنا من أجل تعطيل محكمة الحريري مثلا، أو عدم الانتباه لمن قتل سمير القصير، أو من يقتل من شعبنا..إسرائيل قبلة مقاومتكم فصلوا لها..

إنني لا استغيث ولا أصرخ لكنني ببساطة ناقم ويجب أن تعرف إسرائيل ذلك..لا تضحكوا أبدا..إسرائيل تتابعنا دوما كي تحمي نظامها السوري الذي يقتل شعبنا بدم بارد وحقد تكرس عبر 40 عاما من النهب والفساد والقتل.

لكن دعونا نشكر إسرائيل هذه المرة لأنها باتت الآن تحميه علانية وليس عن طريق وسيط كما تفعل بالمفاوضات السرية، النخب الداعمة لإسرائيل تصرخ هنا في الغرب وتقول للراي العام الغربي قولا واحدا وهوquot; احموا القاتل للشعب السوري في سوريةquot; ونحن لن نصمد كثيرا أمام هذه الآلة الجهنمية من الدعاية لقاتل وتصويره أنه حام لإسرائيل والأقليات والاستقرار لكننا سنحاول، وهذا التصوير هو ما عبر عنه أيضا السيد رامي مخلوف في مقابلته الأخيرة مع جريدة النيويورك تايم الأمريكية.. لكن شعبنا سيواجه كل هذا العسف بصدر عار وغصن زيتون ووحدة وطنية لفسيفساء قل نظيرها بالعالم من القامشلي وحتى درعا..واطفالنا تعلمت أن الطرف الوحيد الذي يقتل في سورية هو نظام العائلة فقط.