عنوان المقالة ليس لي، ولكنه اقتباس من الصفحة التي أسّسها ثوار سوريون داعمون لثورة شعبهم السوري على موقع الفيسبوك، يكشفون فيها أسماء الفنانين والمثقفين والصحفيين السوريين الذين وقفوا مع نظام الأسد القاتل ضد إرادة الشعب السوري، بائعين ضمائرهم وعقولهم ساكتين على مقتل ما لا يقل عن ألفين وخمسمائة مواطن سوري حتى الآن في أغلب المدن السورية، خاصة مدينتي درعا وبانياس التي اقتحمها الطاغية بدباباته ومدرعاته، وهو يعرف أنّها مدن سورية وليست الجولان أو الإسكندرونة المحتلتين. وقد زاد المشاركون والموقعون في هذه الصفحة عن خمسة عشر ألف مواطن سوري ضد النظام القمعي، وضد الكتاب والفنانين الساكتين على القمع أو المؤيدين بدون خجل لهذا النظام الذي ما زال يرتكب بحق الشعب السوري ما يؤهله بامتياز مخجل للإقتياد لمحكمة العدل الجنائية الدولية، هو وأركان نظامه القتلة، لأنّ ما يرتكبونه يرقى لحد الإبادة الجماعية المقصودة المخطط لها، خاصة أن المشاهدات الحية والمصورة تضعه في خانة أبشع القوى الهمجية في العالم في مختلف عصوره.

دريد لحّام على رأس قائمة العار

وليس غريبا أن يجمع ثوار سوريا المنكوبة بأسدها المتوحش، على أنّ الفنان دريد لحام يحتل رأس قائمة العار هذه، لأنّ فنانا بمستوى قيمته وابداعه الفني، يحتّم عليه أن يكون في صف الشعب وليس النظام خاصة إذا كان قاتلا بهذا المستوى الإجرامي، وإلا فكيف لايفهم دريد لحام مسؤولية الكاتب والمثقف والفنان العضوي التي رسّخها انطونيو جرامشي وغيره من المفكرين الأجانب والعرب، حيث أصبحت هوية ومكانة المثقف والفنان مرتبطة بمدى قدرته على التواصل مع مستجدات مجتمعه، أو القدرة على خلق الأفكار التي تناسب مستجدات عصره، وتقود الطبقات الاجتماعية لأوضاع سياسية واجتماعية أفضل، وبالتالي هل يمكن مقارنة خنوع دريد لحام بوطنية الفنان السوري سميح شقير الذي فضح الطاغية ، وأشعل روح الثورة بأغنيته الثورية (يا حيف).
يا حيف
زخ الرصاص على الناس العزل
يا حيف
وأطفال بعمر الورد تعتقلهم كيف
يا حيف
وإحنا بينقول اللي بيقتل شعبو خاين
يكون مين كاين

اضغط هنا

وكذلك أغنية (المندّسين)، أداء وغناء فرقة المندّسين السورية:
قالوا عنّا مندسين
قالوا عنّا مخربين
قالوا عنّا سلفيين
قالوا عنّا ويا ما قالوا
ونسيوا يقولوا سوريين..سوريين
سوريا بلد الأحرار
سوريا رجالك ثوار
شهداؤك زفوا بالغار
ومهما اشتد الظلم وجار
بدنا نشيلك يا بشار
راحة نشيلك ياجزّار

إسمعوا كيف تحارب الأغنية الثورية السورية الطاغية:اضغط هنا
وقد أبدع ثوار سوريا الذين أسّسوا موقع قائمة العار هذا، عندما ذكّروا دريد لحام بمقاطع من مسرحياته التي كانت تنتقد القتل والتعذيب والطغيان، وإذا به اليوم والدم السوري حتى الركب فعلا، يسكت وكأن هذه الدماء لا تعنيه. وهو في الوقت ذاته يقفز عن المسرحيات التي أشهرته مثل (ضيعة تشرين) و (كاسك يا وطن)، رغم أنّ الفضل والحس الوطني الملتزم فيها يعود لمؤلفها الكاتب الشجاع الشاعر المرحوم محمد الماغوط، فدور دريد لحام كان في التمثيل فقط، أما الأفكار فيثبت بموقفه المعيب اليوم، أنها ليست أفكاره بدليل تبنيه لمواقف الدعم للطاغية ضد ملايين الشعب السوري، وهذا يعني أنّه لو أي ممثل آخر قدّم مسرحيات محمد الماغوط هذه، لنال نفس شهرة دريد لحام، فالفضل يعود للماغوط الذي أثبتت بعض المصادر أنّ دريد لحام لم يعطه ما يستحق من حقوقه المادية، رغم الظروف الصعبة التي عاشها في آخر أيامه، وكنت شاهدا عليها عندما كنا نلتقي الماغوط في مقاهي دمشق.

دريد لحّام يسلخ جلد شعبه
وقد كان لقاء دريد التلفزيوني يوم الخامس من مايو مخزيا بكل معاني الكلمة، إذ قال بدون خجل وخلق: (أن مهمة الجيش السوري ليست محاربة إسرائيل، وإنما الحفاظ على السلم الأهلي ، وهذا ما يفعله الجيش في الأحداث الجارية). وهاجم هذا اللحّام الفضائيات التي تغطي ثورة الشعب السوري، واصفا إياها بـquot;المعاديةquot;، كما شكك لحام بصدقية المفكرين والمحللين السياسيين الذين ينتقدون تصرفات النظام في بلاده والحملات الأمنية. هذا وقد ضمّت قائمة العار التي نشرها شباب ثوريون سوريون العديد من الأسماء منها:سلوم حداد، ميسون أبو سعد، لورا أبو سعد، راتب الشلاح، عبير شمس الدين، عصام التكروري، بسام ابو عبد الله، طالب إ براهيم، نجدة أنزرو، جهاد سعد،زهير عبد الكريم، صفاء سلطان، فراس السواح، مصطفى الخاني، سلاف فواخرجي، غسان مسعود وغيرهم.

ومفتي النظام أحمد حسون،
الذي كان حديثه يوم السادس والعشرين من مارس الماضي في فضائية الجزيرة مخجلا ومعيبا، لا يليق إلا بفقهاء السلاطين ومنظّري المستبدين الذين عرفنا الكثير من أمثاله عبر التاريخ الإسلامي. لا أتخيل شخصا يحمل صفة (مفتي الجمهورية السورية)، يتحول لبوق لنظام دموي أسال دماء الشعب السوري في أكثر من مدينة على مرأى ملايين من الشعب. وقد تحدث وكأنه مخبر سري وليس مفتيا للنظام، فقد وعد المشاهدين خلال ساعات بالكشف عن مدبري هذه المظاهرات. ألا يخجل؟ ألا يتق الله في اتهامه لمئات ألاف المتظاهرين ضد الفساد والقمع والاستيلاء على السلطة والثروة طوال 41 عاما؟. فعلا إنك لا تستحق أية صفة لها علاقة بمبادىء الإسلام، ويشرفك أنت ونظامك أولئك الشيوخ الذين انتقدوا نظامك الطاغية، وقمت بمهاجمتهم دون ذكر أسمائهم.

وشركات انتاج فني تبحث عن الربح فقط
وقد ضمت قائمة العار السورية هذه، أسماء شركات الانتاج الفني التي رفضت بيان الكتاب والمثقفين الذين أدانوا النظام وقمعه، وطالبت بمقاطعتهم، متسترة على جرائم النظام بحق الشعب السوري. ومن هذه الشركات: بانة للإنتاج الفني، نجدة أنزور، الهاني، المسار الدولية، سورية الدولية، جراند، دانة، مجموعة شركات الشرق ولين للإنتاج الفني، عاج، حكيم، المسار، القلمون، بلاك تو، جيدا فيلم، غزال، المؤسسة العربية للإنتاج الفني، المدار، الفردوس، غولدن لاين، العنود، المركز الدولي، ميديا للصوتيات.

وبيان العار من اتحاد الكتاب السوريين،
الذي يطلق على نفسه اسم (اتحاد الكتاب العرب)، والتسمية وحدها مجرد تلفيق بائس، فما معنى اتحاد الكتاب العرب، في ظلّ وجود اتحاد كتاب في كل عاصمة عربية؟. لقد أصدر هذا الاتحاد للكتاب الأسديين فقط، بيانا مخزيا، يضيف هذا الاتحاد والموقعين على بيانه لقائمة العار السورية بامتياز مخزي مشين. فعلا أخجل من ذكر بعض جمل هذا البيان والأوصاف التي أطلقوها على ثوار الشعب السوري المطالبين بالحرية والكرامة، وكلمات دعمهم للطاغية ومرتزقته. إنهم كتاب السلاطين والطغاة الذين لن يحترمكم الشعب بوجود ديكتاتوركم وبعد سقوطه القريب بفضل إرادة الشعب السوري دون غيره.

والمعارضة الأردينة المخزية
وأكتفي بفقرة مما كتبه عن مواقفها المخزية الكاتب الأردني إبراهيم غرايبة في جريدة الحياة اللندنية يوم التاسع من مايو 2011 ، إذ وصف مواقفها الداعمة للطاغية قائلا: quot; موقف وسلوك المعارضات السياسية الأردنية، الإسلامية والقومية واليسارية والوطنية على السواء هو أبعد بكثير من مخز ومقزز، ولكنه يبعث على القلق والرعب فيما إذا أتيح لهذه الأحزاب والقوى السياسية أن تحكم أو تشارك في الحكم، ويشجع على هذا الاستنتاج بأن فهمها للحريات والعدالة ونظرتها إليها لا يختلف عن الأنظمة السياسية الوحشية والبدائية الموغلة في العنف والإجرام بحق الإنسانية والحياة. فإذا كانت هذه الأحزاب ترى مقاومة إسرائيل والولايات المتحجة (هل يقاوم النظام السياسي في سورية بالفعل إسرائيل والولايات المتحدة؟) مبررا لإلغاء الحرية وارتكاب الجرائم بحق الإنسانية، فهي تقول لنا بأنها ستفعل الشيء نفسه في الأردن إذا أتيح لها ذلك).

وجامعة الدول العربية
وأضيف من جانبي جامعة الدول العربية لقائمة العار السورية، بسبب سكوتها وأمينها العام عمرو موسى، سكوتا مخزيا على هذه الجرائم الوحشية بحق الشعب السوري، وكان هذه الجرائم تحدث في جزر الواق واق الخيالية وليس في دولة عربية، يحاصر شعبها ويقتل علانية، وعلى طريقة الفنان الثوري سميح شقير أقول (يا حيف...يا حيفك يا جامعة الدول العربية).


ومن طرفي قائمة الشرف،
ولدعم ثورة الشعب السوري في مواجهة الطاغية الأسدي المتوحش، أقترح على شباب الثورة السورية فتح صفحة جديدة باسم (قائمة الشرف..سوريون مع الثورة)، ومن خلال متابعتي ودعمي للثورة السورية، أقترح أن تبدأ صفحة الشرف هذه بالأسماء التالية: الدكتور برهان غليون، فنان الكارتير علي فرزات، الدكتور محي الدين اللاذقاني، عبد الرزاق عيد، هيثم منّاع، فراس فياض، صبحي حديدي، رياض سيف، الشيخ إحسان بعدراني، رياض سيف، فايز سارة، مأمون الحمصي، غسان المفلح، لافا خالد...وآخرون كثيرون يستحقون أن توضع أسمائهم في هذه القائمة.

تحية خاصة للدكتورخضر محجز
ورغم أنني بصدد قائمة الشرف السورية، إلا أن هذا الكاتب والمفكر الفلسطيني الدكتور خضر محجز، صاحب المؤلفات والكتابات الملتزمة المهمة، مثل كتابه (إميل حبيبي، الوهم والحقيقة) و روايته (عين اسفينة)، وقد كان أحد المبعدين الفلسطينيين عام 1992 إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، والعديد من الدراسات والمواقف الوطنية التي يستحق الشكر والتقدير عليها، فإنني أضم صوتي بقوة وصراحة لندائه الوطني ضد موقف رئيس الإتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، مراد السوداني، من الثورة السورية والكتاب الفلسطينيين الذين ساندوها ووقعوا بيانات تضامن معها. وللعلم فإن وصول مراد السوداني لرئاسة الاتحاد تمّ بطريقة رفضها غالبية الكتاب والمثقفين الفلسطينيين، إذ اعتبروا المؤتمر الذي أوصله للأمانة العامة غير شرعي وتمّ تلفيقه بشكل يسيء لسمعة كنتب فلسطين الذين قدّموا شهداء ومناضلين من صفوفهم. وقد صدر في مارس 2010 بيان من مجموعة من أهم الكتاب الفلسطينيين رفضوا فيه المؤتمر ونتائجه، وجاء في مقدمة البيان:
(نحن الموقعين أدناه، من الكتاب الفلسطينيين، راقبنا ما تمخض من نتائج سلبية عن المؤتمر الثاني لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في البيرة، يوم 20 شباط 2010؛ حيث تمَّ تعيين أمانة عامة للاتحاد، باتفاق فصائلي (خرجت منه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، ولم تطرح أية قضية دستورية أو ثقافية للنقاش، ولم تعتمد أية معايير مهنية للعضوية، رغم أنه انعقد بعنوان: quot;مؤتمر القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربيةquot;، تحت شعار: quot;ثقافتنا، وحدتنا، ثوابتناquot;). ثم أعلن الموقعون على البيان: (نحن الموقعون أدناه؛ نعلن أن الاتحاد الجديد لا يمثلنا بتاتا. كما نعتقد أنه قد انتهى، ومن حيث المبدأ زمن الاتحادات الحصرية للكتاب ولغيرهم... فنحن لا نوافق مطلقاً على تسمية الاتحاد الذي عقد مؤتمره أخيراً باسم (اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين)، فهو يمثل الكتاب المنضوين تحته فقط. أي أنه لا يمثل الكتاب الفلسطينيين خارجه، والذين يشكلون الكتلة الأكبر من الكتاب الفلسطينيين وقد بقي هؤلاء خارجه، ليس بسبب النسيان بل بناء على قرار اتخذوه، يقضي بأن هذا الاتحاد لا يمثلهم. عليه، فمن المفترض أن يتم تغيير اسم الاتحاد كي يتوافق مع الواقع. فهو يمثل بعض الكتاب الفلسطينيين لا غير. لذا فلينطق باسم من يمثل، أما باسمنا فلا. فلن نقبل بعد اليوم أن يقف أحد ما لا يمثلنا لينطق بإسمنا من دون إرادتنا).

من هنا جاء بيان مراد السوداني مخزي بكل المقاييس،
فكما كشف الدكتور خضر محجز قيام مراد السوداني الذي لا إجماع عليه، بتوقيع ورقة في هذه الظروف المأسآوية التي يعيشها الشعب السوري، تقضي بأنّ دمشق هي عاصمة الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين..ولا اعتراض على دمشق العروبة...دمشق الحضارة..الاعتراض كما وضّحه الدكتور خضر محجز..لماذا لا تكون القدس يامراد هي عاصمة الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين..ولماذا الآن في ظل قصف الطاغية الأسد لشعبه..ولماذا ترفض يا مراد بيان الكتاب الذين يتضامنون مع الثورة السورية، وتعلن أنه لا يمثلك...و أنا اضمّ صوتي مع العشرات من الكتاب والأدباء الفلسطينيين المتضامنين مع ثورة شعبنا السورين وكما يقول الدكتور خضر محجز: (أما إذا تجرأ (الأمين العام) ـ الشاعر من الدرجة الثالثة مراد السوداني ـ على الادعاء بأنه يتمتع بدعم الكتاب في فلسطين، على طريقة أصدقائه في دمشق؛ فسوف أضطر إلى إثبات أن كتاب فلسطين أكثر شرفاً من أن يدعموا حكم الطغيان، بل إن (البلطجية) و(الشبيحة)، من المخبرين والشعراء من الدرجة الثالثة؛ هم من يفعل ذلك، هنا وفي دمشق. وسوف أنشر اعتراضات كل أعضاء الأمانة العامة، في غزة، على هذا الاتفاق، ممهورة بأسمائهم وتواقيعهم بخط أيديهم).
لذلك أقترح ضمّ أسماء الكتاب الشرفاء من الفلسطينيين،
لقائمة الشرف السورية الداعمة للثورة، وغيرهم من مؤيدي الطغيان لقائمة العار التي تليق بهم وبمواقفهم التي ستظل تلاحقهم عارا طوال حياتهم...فمن يقف مع طاغية ضد الشعب، سوى منظّري الطغيان والمستفيدين من بقائه على حساب دم يسيل علنا من درعا إلى بانياس إلى العديد من المدن السورية..فللشعب السوري وشرفائه من السوريين وكافة الجنسيات العربية المجد والنصر، ولقائمة العار الخزي والخذلان هم وطغاتهم.
[email protected]

المقالة القادمة ستكون بعنوان (قراءة في وثائق المخابرات الأسدية)