أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي (صهر شريك رامي مخلوف، والصهر هو زوج الابنة) أن الجامعة قررت تمديد مهمة المراقبين العرب، لشهر آخر؛ أي إعطاء quot;نظام الحكم السوريquot; شهراً آخر لقتل ألفٍ ، أو ألفين، أو ثلاثة، من الشعب السوري الحر، تحت بصر، ومرأى مراقبي الجامعة، الذين أعلن عنهم الجنرال السوداني البشيري (نسبة إلى الدكتاتور عمر البشير) - وهو بعثي سوداني، وجلاد وسفاح، في الجنوب السوداني ودارفور، وكُتب حول هذا الموضوع الشيء الكثير- أن الحكم في سوريا سحب مدرعاته وآلياته وجيشه من الشوارع، كما يراها الجنرال البشيري بعيون بعثية دارفورية.
وبذا، صبحت الجامعة أسوأ منظمة عربية في التاريخ العربي، كما قال عبد الرحمن الراشد، في الأمس.

استقالة العربي وإغلاق أبواب الجامعة
مُنيت الجامعة في الأمس بانكسارات، وهزائم، ومهازل، تستوجب أن يستقيل نبيل العربي، وان تغلق الجامعة أبوابها، وتترك quot;المسألة السوريةquot; للشعب السوري، لكي يتصرف بها كما يشاء، وكما يقدر، بعد أن رفض الحكم في سوريا quot;المبادرة العربيةquot;، لتمديد فترة عمل المراقبين العرب لمدة شهر آخر، وبعد أن سحبت السعودية بعثة مراقبيها، واكتشفت سريعاً، وبذكاء حاد، عدم جدية النظام السوري في وعوده، ورعوده. وتأكدت من قرب انهياره. وتبعتها دول الخليج، التي سحبت مشاركتها في المراقبين العرب. وبذا، انهارت quot;المبادرةquot;، ولم يبقَ أمام الجامعة، إلا أن تشرب القهوة المُرَّة التي تُقدَّم عادة في العزاء، وتغلق أبوابها، ويستقيل أمينها العام (نبيل العربي)، ويكتفي بما سيملأ جيبه صهره (زوج ابنته) وشريك رامي مخلوف، الذي أصبح في العالم العربي أشهر من فيفي عبده، وشرلوك هولمز.

ثم ماذا بعد؟
ثم ماذا بعد، أن يستقيل نبيل العربي، وتغلق الجامعة العربية أبوابها، وتترك الأمر للشعب السوري وللثورة العربية السورية، لتفعل ما تراه مناسباً للظفر بالنصر القريب؟
على المثقفين العرب أن يتحركوا من اليمين واليسار!
عليهم أن يحزموا أمرهم من اليمين واليسار، ويطلبوا من مجلس الأمن القرار الدولي الحكيم، لإرغام الحكم السوري على الرحيل.
عليهم أن يكفوا عن هذه الثرثرة الفارغة، على صفحات الورق، وفي مواقع الانترنت، وعلى شاشات الفضائيات ليلاً ونهاراً.
عليهم أن يتوقفوا عن هذا الاجترار والتكرار، للكلام والأفكار، لملء فراغ البرامج السياسية العربية على الفضائيات المبتذلة.
الكفّّ عن شرب (الأراجيل) بالتنباك التركي!
على المثقفين العرب، بدل الجلوس في quot;مقهى الجامعة العربيةquot;، وشرب (الأراجيل) بالتنباك التركي، ونفث دخانها في سماء العرب، وتلويث هواء التنفس، التوجه لمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي لطلب العون والحل. فالجامعة العربية (المقهى العربي) ستغلق أبوابها غداً، بعد أن اكتفى أمينها بما وصله من quot;عطاياquot; صهره، مكافأة له على مواقفه quot;المشرِّفةquot; السابقة، التي مكَّنت الحكم السوري، من قتل المزيد، من الشعب السوري الحر!
على المثقفين العرب خارج روابط الكتاب والأدباء، وخارج النقابات المؤدلجة، والفضائيات المسيَّرة إسلاموياً، وقومجياً، وعروبتياً، وخليجوياً، وبترولتياً، أن يناشدوا بشدة من خلال بيانات، وعرائض، ومطالبات حقوقية وعلمية، وعقلانية، وحداثية، مدروسة مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، التدخل ومساعدة الشعب السوري على وضع حد للمجزرة القائمة الآن.

كنا كالأطفال السفهاء والببغاوات البلهاء!
لقد قلنا في سابق الأيام بأن التدخل الدولي مرفوض، وكنا كالأطفال السفهاء، وكالببغاوات البلهاء في ذلك. نردد كلاماً لا نعي معناه، ولا مرماه. ونسينا أن العرب قادرون ومسيَّرون بغيرهم، كالعميان المستطيعين بغيرهم على حد قول الراحل طه حسين.
ولكن الأيام والأحداث، أثبتت عكس ما رددناه كالببغاوات.
فحكم صدام حسين لم يُزَل إلا بالقرار والقوة الدولية.
وحكم زين العابدين لم يُزَل إلا بالقرار والقوة الدولية، وستظهر الحقيقة غداً.
وحكم القذافي لم يُزَل إلا بالقرار والقوة الدولية.
وحكم مبارك لم يُزَل إلا بالقرار والقوة الدولية، وستظهر الحقيقة غداً.
وحكم علي عبد الله صالح لم يُزَل إلا بالقرار والقوة الدولية، وستظهر الحقيقة غداً، كذلك.
وحكم الهاشميين في الأردن لن ينهار، ولن تعود المليارات المسروقة والأراضي المنهوبة للشعب الأردني، إلا بالقرار والقوة الدولية، وتخلّي أمريكا عن مساندة الهاشميين، لعدم انصياعهم لخطة quot;الاستيعاب الفلسطينيquot;، التي تمَّ نقاشها، والموافقة عليها، في اجتماع الملك مع أوباما مؤخراً (17/1/2012). وستظهر الحقيقة غداً.
السلام عليكم.