كان بودي اليوم، أن أنشر بقية مقالي (إن quot;المثقفينquot; لفي ضلال مبين)، والذي وعدنا ذلك في نهايته بقولنا : quot;وللموضوع صلةquot;، ولكن تسارع الأحداث في سوريا، اضطرتنا إلى تأجيل نشر هذه البقية إلى موعد آخر، وتقديم هذا المقال عليها، لسخونة الحالة السوري، بل للهيبها الذي يزداد يوماً بعد يوم. فسوريا - كما قلنا سابقاً - quot;بيضة قبّانquot; العرب، إن صلُحت صلُح العرب.

لا أهلاً ولا سهلاً
لا أهلاً ولا سهلاً، لقوات عربية في سوريا!
ولا أهلاً ولا سهلاً، للأسطول الروسي في ميناء طرطوس السوري!
ولا أهلاً ولا سهلاً، للمراقبين العرب من الجامعة العربية!
ولا أهلاً ولا سهلاً، للمليشيات الإيرانية والعراقية، التي تقف الآن إلى جانب النظام السوري الدكتاتوري القروسطي!
ولا أهلاً ولا سهلاً ، لأي تدخل عسكري أجنبي على الأرض السورية!

لماذا التدخل العسكري الأجنبي؟
فكل هؤلاء مجتمعين أو متفرقين، جماعات أو آحاداً ، سوف يحمون النظام السوري الدكتاتوري القروسطي من الثورة الشعبية، ويزيدوا من عمره الباغي، ويزيدوا كذلك من عذاب الشعب السوري وعدد شهدائه، ويطيلوا فتره نضاله وكفاحه، ضد النظام السوري الدكتاتوري الباغي. وقد أدرك النظام، ومن يحمون هذا النظام، أن زوال النظام يعني تغييراً سياسياً كبيراً في المنطقة، يمتد من إيران إلى غزة، ماراً بالعراق، وسوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين، وما كان يطلق عليه (بلاد الشام).

ماذا يعني سقوط النظام السوري الدكتاتوري؟
1- ضعضعة حكم الملالي في إيران. وإتاحة هامش أكبر للإصلاحيين في إيران.
2- إضعاف قبضة نوري المالكي الحريرية الطائفية الدكتاتورية في العراق، والتي أصبحت أقوى من قبضة صدام حسين. والفرق بينهما أن قبضة صدام كانت حديدية، وقبضة المالكي حريرية. والحرير أقوى من الحديد أحياناً.
3- انهيار آخر معقل رسمي لحزب البعث العريق في سوريا. وبذا يكون حزب البعث، قد قضى في حكم سوريا، قرابة نصف قرن (1963-2012) فانظروا ماذا فعل في سوريا من دمار وغبار، وما فعل في العراق من قبل من قتل وتشريد.
4- تقزيم حزب الله العسكري، وإجباره على الجلوس على طاولة الحوار لنزع سلاحه. وتحويله من حزب ديني، قاصر على طائفة دينية معينة، إلى حزب سياسي لكل اللبنانيين من مسلمين، ومسيحيين، ودروز، وسنة، وشيعة.. الخ.
5- انتزاع سهم دعم quot;الإخوان المسلمينquot;، والجماعات الإسلامية الأخرى التاريخي، منذ خمسينيات القرن الماضي، للعرش الهاشمي المتأرجح الآن.
6- تقزيم وحصار quot;حماسquot;، وربما طردها من غزة، التي استحالت إلى quot;كازينو ديني كبيرquot;، من خلال من نرى على شواطئها ومرابعها الليلية.

لماذا القوات العربية؟
لماذا نريد القوات العربية من الجامعة العربية، وقد فشلت جهود المراقبين السابقة، لأنهم كانوا يحملون الورود والتحيات من نبيل العربي، الذي تبين أن تعاطفه مع النظام السوري، ناتج عن أن له صهر شريك لرامي مخلوف في سرقة سوريا واستغلالها أسوأ استغلال. ولا بُدَّ أن نبيل العربي يأكل من quot;فتاتquot; هذه الشراكة، وما يتساقط من مائدتها. وإلا لماذا هذا التهاون quot;باسم العربquot;، الذي يمارسه نبيل العربي، تجاه النظام السوري الدكتاتوري القروسطي، وهو يرى عشرات الشهداء السوريين المناضلين، يسقطون في ساحة الكفاح والنضال ضد الدكتاتورية السورية القائمة الآن، ولا يهتز له طرف عين؟!

قول منكر وليس بقول معروف!
قال نبيل العربي، في الأمس، في المنامة، إن فكرة إرسال جنود عرب إلى سوريا لاحتواء العنف، يمكن أن تُبحث خلال اجتماع اللجنة الوزارية العربية في 21 كانون الثاني/يناير الجاري في القاهرة.
فمن أجل من يريد العربي أن يحتوي العنف في سوريا؟!
وهل ما يجري في سوريا الآن، ضد النظام الدكتاتوري، يُطلق عليه العربي: quot;عنفاًquot;؟!
وهل أصبحت الثورة ضد النظام الدكتاتوري السوري عنفاً، واضطراباً، أيها العربي quot;صهرquot; شريك رامي مخلوف، لص سوريا الأوحش؟!
إن عبارة quot;احتواء العنفquot;، يعني حماية النظام السوري من السقوط، وهو ما يرفضه الثوار السوريون الأحرار، وترفضه المعارضة السورية، ويرفضه كل الليبراليين الثوار في العالم العربي، وخاصة في تونس، والمغرب، وليبيا، ومصر، والبحرين، واليمن، وغيرها.
السلام عليكم.