شاهدت جزءا من الحوار الذي بثته قناة البي بي سي العربية حول مقالة الكاتب السعودي عبد اللطيف الملحم quot;quot;من هو العدو الأول للعالم العربي quot;quot;.. بعد قيامها ( بي بي سي ) بإستقصاء في الشارع العربي على هذا السؤال.. ثم وضع هذا السؤال امام المشاهدين للحوار حوله أدارة الإعلامي البارز الأستاذ سمير فرح.

وفي نهاية حلقة الحوار جاءت الردود كما يلي.. 32% قالوا بأن إسرائيل هي العدو الأول.. بينما 13% قالوا بأن التطرف في العالم العربي هو العدو الأول..
ما لفت نظري في الحوار تعليق الأستاذ مدير تحرير جريدة الشروق المصرية ( أديب؟) بأن إسرائيل تبقى العدو الأول للعرب.. وأن القضية الفلسطينية وما شابها من ظلم تبقى قضية العرب الأساسية وأن التعامل مع هذه القضية يبقى على رأس أولويات المنطقة العربية..

اخذني تعليقه المباشر وبدون تردد كيف أننا كثيرا ما نتكلم بمشاعرنا والتي كثيرا ما تطغى على أي تفكير آخر..
قبل أن أكتب رأيي.. أود أن أبيّن للقارىء العربي.. بأنني كتبت كثيرا عن الصراع العربي الإسرائيلي.. والذي أصبح الآن صراع فلسطيني إسرائيلي كلاهما يصارع من أجل البقاء.. ولكن بفارق كبير. فالفلسطيني يصارع من أجل البقاء حيا.. بجانب الإسرائيلي.. بينما الإسرائيلي لا يريد مشاركة أحد لا في الأرض ولا في الحياة.. وأؤمن بأن الحل لهذا الصراع ليس بيد أي من الدول العظمى ( كما نسميها ) وإنما بيد يهود الغرب..الذين بيدهم إختراق الحكومة الإسرائيلية وأيضا إختراق الشارع الإسرائيلي لحل عادل يضمن إنهاء الصراع ولكنه وقبل كل شيء يضمن وجود الدولة الإسرائيلية.. ولكنني تخليت عن كل نشاطاتي كصوت يدعو إلى السلام وإيجاد حل عادل من خلال إحقاق حقوق الفلسطينيين مرتكزة على المبادىء الإنسانية في العدالة والمساواة.. بعد عدوان إسرائيل البربري عام 2009 على غزة.. لأنني عجزت بمفردي عن إحداث هذا الإختراق نظرا لتهم التخوين والعمالة.. وشعرت بأنه فاتنا القطار في الماضي... وأن قدر الإنسان الفلسطيني التصدي لهذا الصراع ولكن ليس بالعنتريات.. وليس بالآلة العسكرية.. بل بالعمل على تحّضّره وتعليمة.. ليعكس صورة حقيقية لألم إنسان يبحث عن العدالة.. ومن حقة الحياة بكرامة...

أحلام أكرم

مما لا شك فيه بأن القضية الفلسطينية أدمت قلب الإنسان العربي على مدى سنوات طويلة.. كان من الأجدى فيها قبول قرار التقسيم 181 الذي أقرّ به مجلس الأمن عام 1948.. إضافة إلى.. ألا يعني توقيع الدول العربية بالهدنة مع إسرائيل عام 49 في معاهدة لوزان ( في سويسرا ) إعترافا ضمنيا بها.. كان من الأجدى عدم الإنجرار إلى حروب مع دولة إعترفت بشرعيتها معظم دول العالم بناء على ما جاء في الكتب السماوية في كل الأديان.. ألم يكن من الأجدى بعد نكسة 67 عدم إصدار لاءات الخرطوم الثلاث.... ألم يكن من من الأفضل عدم فك الإرتباط مع الأردن والعودة إلى الحكم الهاشمي بدل تفويض عرفات وحده بالحل العسكري الذي أدى إلى قتل الإنسان الفلسطيني وقتل التضامن العربي مع القضية بناء على تهديد عرفات لأمن الدول التي إستضافته؟؟؟

ألم يكن من الأجدى التحالف العربي مع السادات حين عقد إتفاقية كامب ديفيد 78.. فربما أتاح هذا للإنسان الفلسطيني فرصة للعيش بكرامة في البقية الباقية من الأرض كثير من التساؤلات ومن ربما..ولكن هل حقا بقيت القضية الفلسطينية تشكّل الهم الأساسي للمواطن العربي في الدول العربية؟؟؟

والآن وكلما وجهت رسالة إلى أي من النواب في البرلمان البريطاني أحثهم على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية لكي نقي إستعمال الصراع من الجهات المتطرفة.. يجيبون أنهم يواجهون معضلة رئيسية.. أنهم برغم التعاطف الشعبي البريطاني المتصاعد للحقوق الفلسطينية فإنهم عاجزون.. لأنهم لا يعرفون من هو الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني.. فتح أم حماس؟؟؟ إضافة إلى تعنّت الحكومة الإسرائيلية التي تفقد الكثير من التعاطف إزاء سياساتها التوسعية الإستيطانية..
ولكن قرار الرئيس مرسي الأخير بهدم أنفاق غزة برغم علمة بما سيقاسيه الإنسان الفلسطيني من جوع جراء إرتفاع الأسعار.. يقول بأن فلسطين لم تعد القضية الأساسية للنظام المصري الجديد.. فلسطين لم تعد القضية الأساسية في الكويت بعد الغزو العراقي وتحالف عرفات مع صدام !!! لم تعد القضية الأساسية للعراق.. للهم العراقي الأكبر..ولكنها تبقى إحدى أهم القضايا الأساسية في الأردن.. ليس تعاطفا مع حقوق الفلسطيني.. وإنما لخوف النظام مما تهدد به الدولة الإسرائيلية.. من جعله الوطن البديل..
نعم الحقيقة تؤكد كل ما سبق. والخوف كل الخوف أن تصبح القضية إحدى أعداء الدول العربية لأنها ستضع كل حاكم عربي أمام نفسة في المرآه لتفضح إزدواجيته الأخلاقية تجاه شعبه.. وتجاه القضية..

المنطقة العربية كلها ( فيما عدا المنطقة الخليجية النفطية والتي تواجه خطرا آخر يتمثل في تهديدات إيرانية وفي تفجيرات شعبية بركانية تنتظر اللحظة الحاسمة للإنفلات ضد أنظمة قمعية ديكتاتورية متوارثة ) تواجه ظلام دامس يتمثل بإزدياد معدلات الزيادة السكانية.. وإرتفاع معدلات البطالة.. والفقر.. ولكن الخطر الأكبر الذي يواجهها.. الجهل الذي يؤدي إلى أن تصبح هذه الشعوب لقمة سائغة بأيدي متطرفي الدين..

التطرف الذي يؤدي إلى الإزدواجية.. والمراوغة.. والخداع النفسي هو أكبر خطر يواجه العالم العربي.. ليس لأنه يخدّر عقل الإنسان العربي.. بل لأنه يفقدة أي مصداقية دولية في كيف سيتعامل مع العالم من حولة.. لأنه يصبح الخطر الأمني الأكبر الذي يواجه العالم..

أعلم مسبقا بانه ستنهال علي الإتهامات.. ولكني سأترككم مع الحل.. الحل أبسط مما نتصور.. وهو بيد الدول النفطية الغنية.. الحل الذي يقي المنطقة الخراب..لا أنادي بوحدة المنطقة العربية نظرا لإختلاف الثقافات والعادات.. ولكني أنادي بشيء من التكامل الإقتصادي يكون العامل الأهم في تغيير البنية التحتية للإنسان العربي. ليس فقط إقتصاديا.. وإنما نفسيا لأن الإستقرار الإقتصادي يخلق الأمان النفسي.. ويخرج الإنسان من إحساسة الدائم بإنعدام العدالة..فالأمن الغذائي هو الطريق للأمن عموما لأنه يكسب الإنسان مرونة في التفكير تجعله قادرا على فهم متطلبات الآخر من حوله....
في دراسة قدّمها الدكتور علي محمد فخرو.. قام فيها بتقدير الإيرادات النفطية لدول مجلس التعاون الخليجي خلال الإثنتي عشرة سنة القادمة.. بأسعار البترول الحالية.. بأنها ستصل إلى حولي تسعة تريليونات دولار.. تسعةآلاف بليون دولار..

تسعة آلاف بليون دولار.. تستطيع بناء قاعدة إقتصادية صناعية وزراعية أكثر أمنا لكل المنطقة العربية تخلق أمنا ليس بحاجة إلى أي أسلحة عسكرية.. تخلق وظائف rsquo;تعدم معها قدرة المتطرفين على إستغلال الإنسان العربي..،تنبت ديمقراطيات واعية قادرة على حماية مكتسباتها ونفسها من خطر التطرف.. وقادرة على إختيار الحل الأمثل لحماية هذه الديمقراطية بدساتير واضحة لا rsquo;لبس فيها ولا غموض تحمي كل مواطنيها بالمساواة التامة.. أما التعامل العسكري مع الدولة الإسرائيلية فلن rsquo;يجدي أبدا.. وسيبقى مجرد شعارات رنانة rsquo;تسقطها السياسات الداخلية في أول فرصة لسد جوع الإنسان العربي..

الديمقراطية هي من ستجلب الإستثمارات العربية والغربية.. لأنها صمام الأمان للإستقرار السياسي. والإستقرار الإقتصادي.. ولكنها لا ولن تتحقق في دساتير تتغافل عن حق المواطن من عقيدة مختلفة.. وحق المرأة في المساواة.. فهل تستجيب الدول الخليجية؟؟؟؟؟


منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية