بعد أعلان مكتب الرئاسة الإيرانية بأن الرئيس محمود أحمدي نجاد سيقوم بزيارته الثانية إلى العراق ذكرت مصادر رسمية إيرانية أن هذه الزيارة تأجلت إلى حين تحسن الرئيس العراقي جلال طالباني.
لكن هذه الزيارة الملغية أو المؤجلة لقيت معارضة وادانة عراقية شديدة من مجالس شيوخ وشخصيات عشائرية وطلابية ومنظمات مجتمع مدني من كل محافظات العراق , واعتبرتها زيارة لشخص quot;يداه ملطختان بدماء العراقيينquot;.
وقالت هذه الفعاليات: quot;إننا وباسم الشعب العراقي لن نقبل ترحيب حكومة نوري المالكي بهذا المجرم أبداً , إذ إنه يحكم نظاماً لا يستطيع أن يعيش يوماً إلا بالقتل وارتكاب المزيد من المجازر وتصدير الإرهاب والتدخل الدامي في العراق، فالترحيب بهذا المجرم ليس إلا إهانة لعروبة الشعب العراقي وإعطاء الشرعية لتدخلات النظام الإيراني في العراقquot;.وأضافت quot;لا يوجد هناك أحد لا يعرف سجل الرئيس الإيراني المليء بالجرائم المشينة والدامية , لانه بتدخلاته اليومية من خلال عملائه جعل بلدنا العراق تحت احتلال نظام الملالي , وجعل شعبنا يعيش أحلك الظروف.. كما أن نظامه ملأ السجون الإيرانية بالشباب الأبرياء. ويقوم بإعدام العشرات منهم يومياً , ويأمر بقتل المتظاهرين الايرانيين عندما يحتجون على سياسات حكومته الفاسدة، إضافة إلى أنّ نظامه يساند ويدعم من دون حياء نظام الأسد الذي يقتل أبناء الشعب السوري الأبرياء المطالبين بالحرية والكرامة الانسانية.
وقد اعتبررجل الدين السياسي مؤسس تجمع quot;أحرارquot; أياد جمال الدين إن زيارة نجاد للعراق كأنها زيارة داخلية لأي محافظة إيرانية, كما ان إيران استباحت العراق من شماله إلى جنوبه. ودعا القوى السياسية الرافضة والمعترضة على زيارة نجاد أن تسحب وزراءها من الحكومة العراقية حتى لا يشاركوا الحكومة باستقباله في بغدادquot;. واستذكر جمال الدين تصريح المسؤول السياسي والأمني في محافظة دنجان الإيرانية الذي قال فيه quot; إن الحكومة الإيرانية تتخذ من العراق ومن غزة درعاً للدفاع عن إيران التي تقاتل خارج أراضيها دفاعًا عن أرضهاquot;.
وقال quot;أن إيران تستخدم العراق درعاً لمصالحها ولمفاعلها النووي وغير ذلك، وهذا الأمر محزن ومخجل وعار على العراق وعلى المسؤولين العراقيين والبرلمان ورئاسة الجمهورية أن يمروا مرور الكرام على هذه التصريحات التي تهينهم بالدرجة الاولى وتستخف بالمسؤولين العراقيين قبل أن تستخف بالشعب العراقي الذي انتخبهمquot;. وفي وقت سابق قالت منظمة اهل الخير الانسانية وحركة تحرير الجنوب العراقيتان في بيان مشترك انهما ستنظمان في مختلف مناطق العراق تظاهرات ادانة معادية لزيارة نجاد إلى العراق.
وعلى الصعيد نفسه، أكدت المعارضة الإيرانية أن زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق تهدف إلى التنسيق بين البلدين لدعم بشار الأسد والاستفادة من العراق للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على نظام الملالي في ايران. والاستفادة من الاراضي والحدود البرية والبحرية والاجواء العراقية ، وكذلك خدمات المصارف في العراق. اذ أن العراق كان دومًا خلال السنوات الماضية اول بلد يوفر للنظام الإيراني امكانية الالتفاف على العقوبات. ولهذا السبب سجل التبادل التجاري بين الجانبين ارتفاعًاكبيرا. وتوظيف الحد الاقصى من امكانات العراق الجوية والبرية لارسال الأسلحة والعتاد وقوات الحرس إلى سوريا وارغام الحكومة العراقية على تشديد دعمها للاسد. الهدف الاخر المهم هو ممارسة الضغط على عناصر منظمة مجاهدي خلق في مخيمي اشرف والحرية (ليبرتي) في العراق. وسيلقى المالكي الدعم من نظام الملالي الذي يواجه حاليًا رفضًا واسعًا من قبل مختلف المكونات السياسية العراقية.
وزار احمد وحيدي وزير الدفاع الإيراني العراق مؤخرًا قبل وصول نجاد الى بغداد للبحث في القضايا الامنية والعسكرية ، ومن المقررأن يزوركل من وزير الطاقة الإيراني مجيد نامجو ومحمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس quot;الثوريquot; العراق ايضًا عقب زيارة نجاد قريبًا لاكمال مهمتة.
كما توجه وفدً إيرانيً كبيرً إلى بغداد قبل ايام لتمهيد الأجواء لهذه الزيارة ومن المقرر أن تتم مشاركة عدد من مسؤولي المخابرات وقوات القدس وعملاء عراقيين لنظام طهران في مؤتمر مكافحة الارهاب تحت شعار quot;ضحايا على يد المجاهدينquot;، في إشارة إلى عناصر منظمة مجاهدي خلق quot;، وذلك للقيام بحملة التشهير المسمومة ضد سكان أشرف وليبرتي من أجل قمعهم والتنكيل بهم.
ان قضية الاشرفيين باتت من القضايا المهمة في سياسة ملالي طهران , ولم يتركوا وسيلة شرفية او قذرة الا واتبعوها لتشويه سمعة منظمة مجاهدي خلق المعارضة لنظام الملالي , ولاسيما بعد شطب اسمها من سجل المنظمات الارهابية من قبل وزارة الخارجية الامريكية ومن قبلها الاتحاد الاوروبي. وقد تفتقت ذهنية الملالي عن فكرة مكررة , هي اخراج فلم يشوه سلوك مجاهدي خلق لعرضه على الراي العام العالمي , معتقدين ان العالم سيصدق هذه الفبركات السينمائية المعروفة , متناسين ان العالم يشاهد يوميا انماط القمع الرهيب الذي يمارسه نظام الملالي ضد الايرانيين لمجرد انهم يعبرون عن رأيهم في سياسات الحكومة وخاصة السياسات الاقتصادية الاخيرة التي ادت الى انهيار قيمة العملة الايرانية امام العملات الاجنبية.كما ان العالم يتابع - ولو بخجل - ما يجري في اقليم الاحواز من اعدامات لاحرا الاقليم المطالبين بالحرية والمساواة والعدل والاصلاح.
ومن اجل المس بالقيم الدينية المتعلقة بالموتى فقد تعمد اعوان الملالي في مكتب المالكي نبش مقبرة مخيم اشرف بدعوى التفتيش عن اسلحة مخبأة في القبور. يا لها من سخرية , ويا له من انتهاك لارواح الموتى ؟. وبات العالم يعرف ان قصة الاسلحة التي كانت بحوزة الاشرفيين قد انتهت الى غير رجعه , لان الاسلحة سلمت الى القوات الامريكية منذ عام 2003.
وللدلالة على تخلف هذا النظام فقد اصدر برلمان النظام لائحة تحظر صدور جواز سفر للمرأة العزباء دون سن ال 40 سنه كخطوة أخرى نحو زياده التمييز ضد المراة الايرانية ، وتقضي اللائحة صدور جواز السفر العزباء فقط بموافقة وليها او من حاكم الشرع. ووصفت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية اللائحة الجديدة بأنها خطوة أخرى نحو مقارعة المرأة والتمييز ضدها.
وقد شكل قمع النساء في هذا النظام ومنذ بداية الحكم، ظاهرة واضحة رغم ادعاء بعض دعاة الاصلاح. وادان القرار الصادر عن اللجنة الثالثة التابعة للجمعية العمومية للأمم المتحدة مؤخرا النظام لعدم المساواة الشاملة والعنف ضد النساء والقمع الدائم ضد مدافعي حقوق الانسان للنساء وتصعيد التمييز ضد النساء في القانون والعمل. وطالب مقرر حقوق الانسان في الأمم المتحدة أن يكف النظام عن التمييز ضد النساء والفتيات.
وأكدت رئيسة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية أن تبني مثل هذه اللائحة يؤكد ان حقوق المرأة لن تتحق طالما هذا النظام قائم على السلطة بل ان القمع والتمييز ضدها سيزداد. لذلك فان الطريق الوحيد للمساواة واستيفاء حقوق المواطنين خاصة النساء الايرانيات يكمن في اسقاط هذا النظام برمته.
*كاتب أردني ورئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن أشرف
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات