quot;الجحوش جمع مفرده الجحش quot; واكراد العراق هم اصحاب السبق في أبتكار هذه المفردة السياسية في مراحل سابقة قبل سقوط النظام الصنمي، حينما أنشقت عنهم مجموعات كبيرة وأنضمت الى النظام الساقط الذي أستخدمها في حرب الضد النوعي ضد الاكراد أنفسهم. وبعد سقوط نظام الصنم وهيمنة الاحزاب الكردية المعروفة بطبيعة الحال أختفت أفواج quot; الجحوش quot; لكن المراقب الدقيق لسلوك الاكراد السياسي في العراق الجديد سيلاحظ دون عناء كبير أن الاكراد لم يتجاوزا مرحلة الجحوش الا في مناطقهم او فيما يخص حركتهم واهدافهم السياسية الخاصة بهم، بل أنهم عملوا وبشكل واضح منذ نيسان 2003 على quot; صناعة الجحش المفرد والجحوش الجمع quot; لكن وطبعا وأكيد ليس في كردستان العراق بل في مناطق وقوميات وطوائف عراقية أخرى !! وهذه ليست سلبية تسجل على الاكراد بل أيجابية تسجل لهم لانهم أجادوا اللعب على الاوتار السياسية المتشعبة والمتقاطعة في عراق الجديد وتسخيرها لخدمة أهدافهم القريبة والبعيدة quot; وهذا الكلام انا قلته نصا باوقات سابقة في مؤتمرات عامة وجلسات خاصة عقدت في كردستان العراق في السليمانية واربيل quot; بل أني ومن منصات مختلفة حرضت الاكراد على العمل لمصلحتهم ولكن بشرط أن لايكون ذلك على حساب مصالح الاخرين وبعيدا عن هذه الصناعة الخطيرة وهذا كلام موثق بكاميرة التلفزيون وبوسائل أخرى. لذلك لابد من الاشارة ان هذه الصناعة الكردية وصلت الان الى أشواط خطيرة لن يكون الاكراد أنفسهم في سلام من نيرانها الجهنمية التي بدأت تلوح هنا وهناك. خاصة عندما يتعلق الامر فقط بجزء من شيعة العراق الذين يشكلون بمجموعهم النسبة الساحقة من سكان العراق ومن الواقع الاجتماعي والسياسي في البلد.

ان الكارثة الكبرى لا تنحصر فقط بالسعي الخطير للقائمة الكردية ومعها القائمة السنية الممثلة بالعراقية لتفتيت الشيعة فحسب بل ام الكوارث ان يعمل هولاء على صناعة ماركة quot; الجحوش quot; من الصف الشيعي تحت يافطات وطنية كاذبة ومزيفة لضرب وحدة الصف الشيعي بهذا الشكل الذي يلامس درجة الاهانة لاصوات وامال الملايين الساحقة من جمهور التحالف الوطني الشيعي، ومن الواضح ان استهداف السيد المالكي هو استهداف لنهج الدولة العراقية الذي يصر الرجل على رفعه بوجه ابناء الاقصاء التاريخي و دويلات العشائر التي يصر بعضها على عودة عقارب الساعة الى الوراء والبعض الاخر على قتل دور المركز وسلب ثروات العراقيين الدولة تحت يافطات دستورية وديمقراطية مزورة ومزيفة. وفي الجانب الشيعي فان لعاب البعض قد وصل ذروته وبشكل مفضوح ومشين وهو يطمع بكرسي الحكم من خلال منصب رئيس الوزراء وبغض النظر عن وحدة الصف وبرماد عيون عمياء لايحسد عليها وبجهل سياسي مدقع وبقراءة تاريخية متواضعة حد الفقر.

من الواضح ان العراق البلد مقبل على أشهر عصيبة لااحد يستطيع أن يجزم بنتائجها الخطيرة ومن الاكيد ان فريق اربيل المختلف على كل شيء والمتفق على هدف واحد فقط يتمثل بسحب الثقة عن المالكي سيعود ادارجه في اقرب فرصة ممكنة الى تخندقه الطائفي والقومي والى مصالحه الفردية والفئوية وتقاطعاته المعروفة مسبقا وستكون الوطنية والديمقراطية المزعومة أخر اهتماماته كما هو الحال في شعاراته المرفوعة حاليا. كما انه من الواضح ان ماركة الجحوش الانتهازية سترتد على الجميع دون استثناء، واليقين الاكبر بان المرجعيات الشيعية الدينية والسياسية والاجتماعية ستاخذ زمام المبادرة وتعيد الامور الى نصابها الصحيح في أقرب فرصة ممكنة، وحينها وفقط حينها سيتلقى هولاء صفعة تعيدهم الى صوابهم ورشدهم فشيعة العراق اكبر بكثير من أن يتم أقصائهم من مجرد اجتماع لبضعة أشخاص في اربيل، فلا عراق بدون ان يكونوا الشيعة فيه أسياد وهذه ليست منة من أحد بل هو استحقاق تاريخي وحضاري وديمغرافي وديمقراطي واقعي لايجادل عليه الاسفهاء القوم واحلام العصافير عند اقزامهم الذين عملوا على شق الصف الذي يعيشون بظلال خيراته وثرواته منذ أن وجد العراق وحتى يومنا هذا.


[email protected]